قال السفير عاطف سالم، سفير مصر الأسبق في تل أبيب، إن إسرائيل تسعى لفرض أمر واقع جديد على الأرض يجسد فلسفة بنيامين نتنياهو، عبر ترسيخ وقائع وفرض حقائق يصعب تغييرها في المستقبل من خلال "الإبادة والتهجير وتوسيع الاستيطان والضم والاحتلال"، مشيراً إلى أن كل المفاوضات التي تتم هي جزء من مشهد متكرر خادع بالأساس أكثر من كونها عملية وصول لتسوية، وذلك نتيجة لاختلاف موازين القوى والمرجعيات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأضاف "سالم" في حوار مع المصور ينشر لاحقا، أن هناك رؤية إسرائيلية تعيد صياغة الجغرافيا والتاريخ وفق نصوص توراتية، مستشهداً بخطة الحسم لسموتريتش عام 2017، التي تحدث فيها عن ثلاثة خيارات أمام الفلسطينيين: "الخضوع والعبودية أو الرحيل أو الإبادة"، مؤكداً أن تلك الخطابات ارتبطت بأفعال على أرض الواقع من خلال الاستيطان والضم الممنهج، وتصفية القضية الفلسطينية.
وأوضح أن الائتلاف اليميني الصهيوني الحالي عمل على تحويل العقيدة إلى سياسة، خاصة مع انتشار أكثر من 72 مجموعة متطرفة داخل إسرائيل مثل "جوش أمونيم" و"النحالة"، تقوم بتدمير السكان العرب في مستوطنات الضفة الغربية.
وتابع السفير سالم قائلاً إن كل ما تمارسه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية هو تغيير ديموغرافي في التركيبة السكانية عبر "التصعيد العسكري وقتل الأطفال والشباب والنساء وفرض التهجير"، لافتاً إلى أن إسرائيل أصبحت أشبه بـ"منظمة اغتيال".
وأكد أن الصراع معقد، وهو ما يفسر تأخر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مشدداً على أن الائتلاف الحاكم الحالي هو "الأسوأ في تاريخ إسرائيل"، وأن حكومة الاحتلال تتنصل دائماً من مسؤولياتها، بينما الموقف الأمريكي يظل مرتبطاً بها، في الوقت الذي تُلقى فيه المسؤولية على حركة حماس.
وأشار إلى أن الخطط المستقبلية لقطاع غزة غير واضحة المعالم، موضحاً أن "السلام في عقيدة دولة الاحتلال يعتمد على رؤية رجل واحد هو نتنياهو"، مستشهداً بقانون مهام رئيس الوزراء الصادر عام 1981، الذي يمنحه صلاحيات واسعة.
وختم بأن نتنياهو يستمد أفكاره من المتطرفين السابقين الذين كانوا يؤمنون بأن العرب لن يقبلوا بدولة يهودية، وبالتالي "يجب زرع اليأس في قلوبهم وتدميرهم وقتل أطفالهم وهدم مبانيهم"، واصفاً ذلك بأنه فكر عنصري توسعي عنيف.