رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«آلام أنغام».. «رصاصة فى القلب»


18-8-2025 | 16:17

.

طباعة
بقلـم: محمد رمضان

«ترتجف القلوب خوفًا على مصير صوت مصر مستغيثة بالدعاء بأن يشفى الله أنغام»، حيث فوجئ جمهور مطربتنا الكبيرة بسماعه أنباء عن سفرها إلى ألمانيا لإجراء عملية فى البنكرياس. وفى ظل التعتيم بالامتناع عن الإفصاح عن ملابسات ظروفها الصحية، باتت أقاويل الروايات تتضارب ما بين إجرائها عمليتين لاستئصال جزء من البنكرياس، وهناك مَن يقول إنه تم عمل هاتين العمليتين لاستئصال كيس موجود على البنكرياس، لكن يظل الأمر الأهم بالنسبة للجمهور العربى بأكمله هو الاطمئنان على الحالة الصحية لأنغام، صوت مصر والعرب، والتى صرح أحد المقربين منها بأن حالتها الصحية أصبحت فى تحسن ملحوظ..

 

ارتبطت أنغام بعلاقة وثيقة بجمهورها ألهبت وجدانهم بالحيرة والقلق عليها؛ لأنها تمثل لكل المصريين والعرب حالة من الحب والشجن، خاصة لجيلى من أبناء سبعينيات القرن الماضى.. جيل أنغام الذى يعاصرها منذ ظهورها مع أبيها الملحن الكبير محمد على سليمان فى أغنية «بنتى حبيبتى»، حيث كانت هذه الأغنية بمثابة حوار هامس ما بين الطفلة أنغام التى كانت فى عمر العاشرة من عمرها، وأبيها الموسيقار الكبير محمد على سليمان الذى قدمها من خلال هذا الدويتو الغنائى لكى يعرفها الجمهور، فكانت رهانه الرابح؛ لأنه تنبأ لموهبتها بالنجاح، حيث أصبح صوت أنغام منذ تلك اللحظة مرتبطًا بوجداننا، بل أخذ رنينه يطارد مسامعنا منذ الطفولة، وحتى الآن لكونها مطربة، تعبر بكل مشاعرها الصادقة وأحاسيسها المرهفة عن أحلام هذا الجيل.

لعبت نشأة أنغام داخل أسرة فنية دورًا كبيرًا فى صياغة صوتها بمفردات العذوبة والجمال، فكان جدها لأبيها هو الملحن السكندرى الكبير بإذاعة إسكندرية على سليمان، وكانت أمها أيضًا تغنى وكذلك خالتها، وعمها المطرب الكبير الراحل عماد عبدالحليم الذى تبناه فنيًا العندليب الأسمر، عندما سمعه فى إحدى حفلاته الخاصة أثناء عزف الملحن الكبير محمد على سليمان معه فى هذه الحفلة، حيث قدم أخاه عماد على سليمان إلى العندليب، فأُعجب بصوته؛ ولذلك أطلق عليه لقب «عماد عبدالحليم».

كما أنه كان لأنغام عم آخر هو المطرب الراحل محمود على سليمان الذى كان صوته صورة كربونية من أخيه الراحل عماد عبدالحليم، إلا أنه لم ينَل حظه من الشهرة، فكل هذا المناخ الفنى أهّل أنغام لحبّ الفن والموسيقى والغناء.

تأثرت أنغام مثل بقية أطفال جيلها بأغانى المطربة اللبنانية الكبيرة فيروز، التى كانت تُبث تليفزيونيًا فى أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من مسرح حديقة الأندلس، حيث أتذكر أن كل جيلنا كان يردد أشهر أغانى فيروز، ومنها أغنية «حبيتك بالصيف حبيتك بالشتا»، ويبدو أن المدرسة الفيروزية كان لها عظيم الأثر فى نفس أنغام غنائيًا ووجدانيًا إلى جانب تعلّقها ببعض المدارس الغنائية الأخرى لكلّ من فايزة أحمد، ووردة، ونجاة الصغيرة، إلى أن تم اكتشاف موهبتها الغنائية، حيث يعد المكتشف الحقيقى لموهبتها هو والدها الموسيقار الكبير محمد على سليمان الذى كان يقدمها فى جلساته مع أصدقائه لتغنى فى سن صغيرة، فتشكّلت موهبتها، وأُصقلت مع الوقت، وبدأت تعتاد على مواجهة الجمهور المصغر من أصدقاء والدها، إلى أن التحقت بالدراسة بمعهد الكونسرفتوار، حيث درست العزف على آلة البيانو، ولكن لم يستهوِها الاتجاه لتعلم الغناء الأوبرالى رغم تحمس أساتذتها لتعلمها هذا اللون من الغناء، إلا أن طموح أنغام تغلّب على رغبة أساتذتها فى ذلك بمعهد الكونسرفتوار، حيث حرصت على تعلم الغناء الشرقى؛ فاتجهت إلى الالتحاق بمعهد الموسيقى العربية. ومع بلوغها العام الخامس عشر من عمرها، قدّمها والدها إلى لجنة الاستماع باتحاد الإذاعة والتليفزيون، التى كانت تضم هذه اللجنة عمالقة التلحين فى مصر، أمثال الراحلين كمال الطويل ومحمد الموجى وأحمد صدقى وعازف الناى محمود عفت والمايسترو أحمد فؤاد حسن والملحن فؤاد حلمى وحلمى بكر، الذى طلب من هذه اللجنة إعطاءها فرصة بسبب صغر سنها، حيث غنت جزءًا من أغنية عن «الأم» من ألحان والدها، وتم اعتمادها مطربة من قِبل لجنة الاستماع باتحاد الإذاعة والتليفزيون.

بدأت أنغام فى الدخول لعالم إنتاج الألبومات الغنائية «سوق الكاسيت» بأول ألبوم غنائى لها «الركن البعيد الهادئ»، بعد بلوغها سبعة عشر عامًا من عمرها، الذى حقق نجاحًا مبهرًا وأصبح يمثل بلغة هذا العصر «تريند» هذه الحقبة الغنائية خلال مشوارها الفنى، وقد قدمت لأول مرة هذه الأغنية داخل إحدى الحفلات بقاعة «سيد درويش»، بعد غنائها أغنية «صدفة بتجمعنا»، وكان من بين الحضور مجموعة من المغتربين الذين تفاعلوا مع هذه الأغنية بشكل مؤثر، فكُتب النجاح لأنغام فى هذه الحفلة، ثم توالت نجاحات مطربتنا الجميلة، وكان من ضمن أحلام حياتها أن يجمعها تعاون فنى مع موتسارت العرب، الموسيقار الكبير الراحل بليغ حمدى، الذى قدمت له الأوبريت الغنائى «أنا من البلد دى»، لكن القدر حال بينها وبين تحقيق حلمها برحيل بليغ حمدى. تعتز أنغام جدًا بأرشيفها الغنائى، ومن أهم هذه المحطات الغنائية فى حياتها أغانٍ؛ مثل: «حته ناقصه»، «وحدانية»،» بقيت وحدك»، «ماجبش سيرتى»، فكل هذه الأغانى وغيرها تعد محطات فنية هامة فى مشوار أنغام الفنى والغنائى. كما أنه قد سبق لأنغام غناء مجموعة من تترات المسلسلات، ومنها مسلسل «الأرض الطيبة»، الذى كان فى بدايتها، ثم عندما ألّف والدها الموسيقى التصويرية لبرنامج «سر الأرض» الشهير الذى ظهرت من خلاله شخصية «القرموطى» للفنان الكبير أحمد آدم، قامت أنغام بغناء تتر هذا البرنامج الذى اقترب بشكل كبير من وجدان البسطاء وعامة الشعب؛ لأنه كان برنامجا توعويا لأهالينا فى أرياف المحروسة، بالإضافة إلى إبداعها فى غناء تتر «مسلسل العائلة»، الذى قام ببطولته العملاق محمود مرسى وكوكبة من الفنانين الشباب، ومن بينهم الفنان الكبير طارق لطفى الذى صورت معه أنغام فيديو كليب أغنية «شنطة سفر»، للشاعرة السكندرية فاطمة جعفر، وإخراج الراحل عاطف الطيب. كانت أيضًا من أهم الإسهامات الفنية لأنغام مشاركتها بطولة مسرحية «رصاصة فى القلب» مع المطرب الكبير على الحجار، تأليف توفيق الحكيم، وإخراج الراحل حسن عبدالسلام، لتبقى آلام وأوجاع أنغام الحالية «رصاصة فى القلب».

    كلمات البحث
  • انغام
  • رصاصة
  • القلب
  • الظروف
  • الصحة

الاكثر قراءة