الأهلى والزمالك وبيراميدز تسعى للقب.. «دورى نايل».. موسم انتقالات استثنائى
15-8-2025 | 07:27

.
تقرير: أحمد المندوه
انطلق مارثون دورى «نايل» الجمعة الماضية، معلنا بداية موسم استثنائى للدورى المصرى الممتاز، هو الأكبر فى تاريخه من حيث عدد المشاركين، 21 فريقا يتنافسون على لقب هو الأغلى على قلوب الملايين، فى رحلة ماراثونية طويلة تنذر بالتحدى والإرهاق، وتبشر بتنافس قد يقلب الموازين، فقد بلغت تعاقدات الأندية فى فترة الانتقالات الصيفية الـ176 صفقة بقيمة سوقية إجمالية تقترب من 154 مليون يورو، تلك الأرقام القياسية تضع الكرة المصرية على أعتاب مرحلة نوعية جديدة، تختبر فيها جودة الاستثمارات مقابل أداء اللاعبين داخل الملعب.
ضياء السيد، مدرب منتخب مصر السابق، أن الدورى هذا الموسم استثنائى بـ21 فريقا، فسيكون هناك تحديات جسيمة للأندية المشاركة وخاصة أندية القمة وأسئلة مصيرية لرابطة الأندية واتحاد الكرة، فزيادة عدد الفرق جاءت بعد قرارات استئنافية متعلقة بالهبوط فى مواسم سابقة ليست مجرد رقم، إنها معادلة تخلق موسما فريدا بملامح وتحديات غير مسبوقة، ومنها أن عدد المباريات سيكون كبيرا على اللاعبين ومجهدا جدا من الناحية البدنية وخاصة الأندية التى ستشارك فى البطولات الإفريقية.
وأشار إلى أن هذا الموسم انطلق تحت مسمى ماراثون التعب والإصابات، سيلعب كل فريق 40 جولة، رقم قياسى يهدد بتحويل الموسم إلى معركة بقاء جسدى قبل أن تكون فنية، بسبب كثافة المباريات «معدل مباراة كل 4 أيام» ستختبر عمق تشكيلات الفرق الكبيرة مثل الأهلى والزمالك وبيراميدز وتستنزف طاقات الفرق الصغيرة، وأتوقع أن تكون إدارة الأندية والطاقم الطبى على المحك، نظرا للمشاكل التى ستواجههم لأنه نوعية اللاعب المصرى الآن غير مؤهلة لذلك.
«السيد» أكد أن السؤال المطروح الآن والذى يدور فى ذهن جمهور الكرة المصرى، هو عندما تم تنظيم مباريات الدورى هل تطرقت أذهان المسئولين داخل رابطة الأندية، إلى أن هذا الدورى «جودة أم كمية»، هل تضحى بجودة العروض والفن الكروى مقابل الكثافة والعدد، قد تشهد المباريات الفترة المقبلة، خاصة فى منتصف الجدول، مستويات أداء متدنية بسبب الإرهاق، مما يثير قلقا حول جاذبية الدورى، وهو ما يسعى مسئولو الكرة المصرية إليه.
وأوضح أن المعاناة المالية، التى ستواجه الأندية الصغيرة ستكون مصيرية هذا الموسم وأبرزها تكاليف المشاركة فى ماراثون طويل مع زيادة عدد الرحلات والإقامات والتى تشكل عبئا ثقيلا على ميزانيات معظم الأندية، خاصة الصاعدة أو محدودة الدخل مثل نادى غزل المحلة ونادى كهرباء الإسماعيلية، الاستدامة المالية تصبح تحديا كبيرا، وأيضا المواجهات المتكررة ضد الفرق الكبيرة قد تكون مرهقة، و هل ستتمكن هذه الفرق من تقديم تنافس حقيقى أم ستكون «أرقاما» فى الجدول؟
وأضاف «السيد» أن هذا الموسم استثنائى فى كل شيء، وسيؤثر على المنتخب القومى فى الفترة القادمة وخاصة أن المنتخب لديه كأس أمم إفريقيا وتصفيات كأس العالم، والتأثير سيكون سببه إرهاق اللاعبين الأساسيين فى الفرق الكبيرة لأنهم العمود الفقرى للمنتخب، وقد ينعكس سلبا على أدائهم مع الفراعنة، خاصة فى ظل كثرة المباريات التى ستلعبها فرق الدورى.
وأبدى رأيه عن صفقات النادى الأهلى، فقال إن لم تكن الانطلاقة كما حلمت جماهير القلعة الحمراء بها، فالنادى الأهلى حامل اللقب، خرج من مواجهة نادى مودرن سبورت بخفى حنين، تعادل سلبى مخيب، فى مباراة كشفت عن عدة حقائق موجعة، وهى غياب الحدة الهجومية، سيطر الأهلى على الكرة، لكنه افتقد الإبداع الأخير والانفرادات المؤثرة، خط الهجوم بدا محتاجا للمساعدة.
وتابع أن فخ المباريات الصغيرة، قد يعيق الفرق الكبيرة هذا الموسم، وعلى الجانب الآخر فإن النادى الأهلى مع إبرامه 8 صفقات جديدة يحتاج إلى التنظيم الدفاعى والانضباط التكتيكى، لأنه لا مباراة سهلة هذا الموسم، خاصة مع رغبة الفرق الصاعدة فى إثبات الذات، تلك النتيجة أطلقت عاصفة من التساؤلات فى سماء القلعة الحمراء، هل افتقد الفريق الحافز بعد مواسم الإنجازات المتتالية، وهل يحتاج مدربه الفرنسى إلى وقفة جادة لإعادة ترتيب الأوراق وتعزيز بعض المراكز فى الميركاتو الشتوى، بداية الدورى للنادى الأهلى كانت جرس إنذار، لأن الطريق إلى اللقب السادس على التوالى لن يكون مفروشا بالورود.
معتمد جمال، مدرب الزمالك السابق، قال مع انطلاق بطولة دورى نايل، ومع إبرام الأندية العديد من الصفقات التى وصلت إلى 176 لاعبا، وهو رقم قياسى لم تشهده الأندية المصرية من قبل، لذا فهذا الدورى ليس للمترددين، بينما هو موسم بقاء بامتياز، والمنافسة على اللقب ستكون محتدمة بين الأهلى والزمالك وبيراميدز، لكن كثافة المباريات قد تفتح الباب أمام سقوط بعض الفرق غير المتوقع، الصراع فى منتصف الجدول وفى منطقة الهبوط التى ستكون أوسع وأكثر قسوة سيكون محتدما ومريرا،
وأشار إلى أنه رغم الصفقات القوية التى أبرمها النادى الأهلى فقد تلقى ضربة مدوية مع صافرة البداية، وتذكيرا قاسيا بأنه فى كرة القدم، لا مكان للراحة على أمجاد الماضى، الموسم الاستثنائى بـ 21 فريقا ليس تحديا رياضيا فحسب، بل هو اختبار لإدارة الأندية، وقوة تشكيلاتها، وصبر جماهيرها، وقدرة منظومة الكرة على التعامل مع هذا الحجم غير المسبوق، بداية الأهلى المخيبة ناقوس خطر، لكنها أيضا رسالة أمل للجميع، البطولة مفتوحة، والطريق طويل، والاستثنائى فى العدد قد يفرز استثنائيا فى الأحداث والنتائج، المعركة الحقيقية للقب الموسم الأضخم، لم تبدأ بعد.
وأضاف جمهور الزمالك متفائل بالعشرة لاعبين الجدد المنضمين حديثا للقلعة البيضاء، فى الزمالك الأمر أشبه بثورة تصحيح قادها المدير الرياضى الجديد جون إدوارد، وبدأت بتعيين المدرب البلجيكى يانيك فيريرا، وشهدت ضم 10 لاعبين جدد، كان أبرزهم الثنائى الفلسطينى آدم كايد من بريد الهولندى وعدى الدباغ من شارلروا البلجيكى، والأنجولى شيكو بانزا من استريلا أمادورا البرتغالى.
وأوضح «جمال» أن النادى عمل إحلالا جذريا بعد رحيل شيكابالا وعبدالشافى المعتزلان وزيزو الذى رحل إلى النادى الأهلى، مع تعزيز خط الهجوم بصفقات شابة مثل عبدالحميد معالى الذى يبلغ من العمر 19 عاما، فى حين أن الأهلى ركز على عودة «الطيور المهاجرة» مثل تريزيجيه، محمد شريف الذى سيعوض رحيل وسام أبو على إلى كولومبوس الأمريكى، أما نادى بيراميدز فحافظ على الاستقرار النسبى مع بيع نجمه إبراهيم عادل بـ5 ملايين دولار للجزيرة الإماراتى.
وأكد أن هذا الموسم والذى يلعب به 21 فريقا ولكن ستهبط 4 أندية نهاية الموسم، مما يخلق بيئة تنافسية غير صحية لفرق مثل كهرباء الإسماعيلية عديمة الخبرة ووادى دجلة العائد بعد غياب 4 مواسم، وستكون فيه زيادة عدد المباريات، حيث ستلعب الفرق بين 40-45 مباراة فى الموسم، مما يهدد بإرهاق اللاعبين وارتفاع معدلات الإصابات، وهذا ما نخشاه، وكثرة المباريات ستؤدى أيضا إلى تدهور المستوى الفنى بسبب تشتت مجهود اللاعبين، ولكن هناك نواحى إيجابية فى سوق الانتقالات الصيفية هذا الموسم وهي تنويع الخيارات التكتيكية لكثير من الأندية، ومن الملاحظ أن معظم الفرق تضم ضمن صفوفها لاعبين عرب كثر، وهذة ظاهرة إيجابية لديها مميزات أهمها تقليل تكاليف الانتقالات مقارنة باللاعبين الأوروبيين.
وتابع أنه مع انطلاق الموسم الحالى لدورى «نايل» ومع كثرة المباريات التى سنشهدها، ستأتى بالسلب على المنتخب الفترة القادمة لاسيما أن هناك كأس أمم إفريقيا وتصفيات كأس العالم، فستكون كل تلك الأمور تأثيرات متعددة الأبعاد على المنتخب المصرى، ولكن لابد من التنسيق مع الجهاز الفنى للمنتخب فى فترة التوقف الدولى.
وأشار إلى أن التقييم النهائى مع انطلاق بطولة دورى «نايل» وكثرة انتقالات اللاعبين، فإنه ستكون هناك جوانب إيجابية، منها رفع التنافسية بين الأندية والصفقات العربية منحت الأندية خيارات تكتيكية أوسع كما شهدنا فى الأسبوع الأول من عمر الدورى الممتاز، أما السلبيات الحرجة، فتتمثل فى تفاوت الموارد، فجوة الإنفاق بين الأهلى والزمالك (10 ملايين دولار) وباقى الأندية (أقل من مليون) تهدد بتفكك البطولة مستقبلا، وسيكون هناك خطر الانهيار الفنى الذى سيهدد معظم الفرق بل كلها بسبب كثرة المباريات مع ضعف البنية التحتية فقد يخفض جودة اللعب فى البطولة الأعرق والأقدم بالمنطقة.

