شهد سوق الذهب العالمى حالة من الاضطراب بعد تقرير، أفاد بأن الولايات المتحدة فرضت رسومًا جمركية على واردات سبائك الذهب، فى ضربة تجارية أخرى لسويسرا، التى تهيمن على صناعة التكرير فى العالم، وشهدت مبيعاتها من الذهب إلى الولايات المتحدة ارتفاعًا حادًا فى الربع الأول من عام 2025.
لكن بعد أن نفت الإدارة الأمريكية صحة هذه الأخبار، وتوجه الأنظار نحو المحادثات الروسية- الأمريكية المقبلة، فقد المعدن الأصفر معظم المكاسب التى حصدها، وشهدت أسعار الذهب تقلبات حادة، حيث قفزت العقود الآجلة المتداولة فى بورصة كومكس، أكبر سوق لعقود الذهب الآجلة فى العالم، لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 3534 دولارًا للأونصة قبل أن تنخفض من جديد.
جدير بالذكر أن عقود الذهب الآجلة فى بورصة كومكس ارتفعت بنسبة تقارب 34 فى المائة هذا العام حتى الآن، إذ يتكيف المستثمرون مع حالة عدم اليقين الجيوسياسى، معتبرين الذهب ملاذًا آمنًا لأموالهم نظرًا لانخفاض تقلبات قيمته مقارنةً بالاستثمارات الأخرى، حتى مع انخفاض أسعار العملات. لكن بعد تصريح مسئول لـ«رويترز»، بأن البيت الأبيض يعتزم إصدار أمر تنفيذى قريبًا لـ«توضيح المعلومات المضللة» بشأن الرسوم الجمركية على سبائك الذهب وغيرها من المنتجات المتخصصة، قلّصت العقود الآجلة للذهب الأمريكى مكاسبها، لتصل إلى 3457 دولارًا للأونصة, ومع تراجع التوترات الجيوسياسية بعد إعلان ترامب أنه سيلتقى بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين للتفاوض على إنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية يوم الجمعة المقبل، تراجعت المخاوف العالمية وانخفض الطلب على الذهب بنسبة 1.1 فى المائة مع بداية تداولات الأسبوع الجارى عند 3357 دولاراً للأونصة.

وفيما يخص تذبذب أسعار الذهب عالميًا، قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذى لمنصة «آى صاغة»: هذا التحرك جاء بعد تداول أخبار بشأن فرض رسوم على الذهب السويسرى إعادة تصنيف هذه السبائك ضمن رمز جمركى خاضع للضرائب بنسبة 39 فى المائة، وذلك استنادًا إلى تقييم أجرته إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية.
أشار «إمبابى» إلى أن التأثير العالمى كان واضحًا على عدة مستويات، متمثلًا فى خوف من اضطراب سلاسل الإمداد العالمية للذهب، خاصة أن سبائك الكيلو هى الوحدة القياسية الأكثر تداولًا فى بورصة كومكس الأمريكية، إعادة توجيه مسارات التجارة نحو أسواق بديلة أو مراكز تكرير خارج سويسرا، وزيادة الضغوط السعرية، وهو ما رأيناه فور الإعلان بارتفاع العقود الآجلة للذهب فى نيويورك، التى وصلت إلى 3534 دولارًا للأونصة قبل أن تهدأ.

من جانبه، أوضح لطفى المنيب، نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالغرف التجارية، أن الذهب شهد عالميًا تقلبات كبيرة هذا الأسبوع.
صعود قياسى تجاوز 3500 دولار للأونصة، ثم تراجع حاد حتى 3400 دولارًا. وأسباب التغيرات العالمية ارتفاعًا، كان الجدل حول تعريفات جمركية أمريكية محتملة على سبائك الذهب (1كجم)، ثم كان النزول سببه التراجع عنها، مع أحاديث عن توضيح السياسة الجمركية وانفتاح مسارات دبلوماسية بين روسيا وأمريكا حول الحرب الروسية مع أوكرانيا، ولقاء مرتقب مع رئيسيهما، معلن له 15 أغسطس موعدًا.
ومحليًا فى مصر، أشار «المنيب» إلى استقرار الأسعار نسبيًا فى نطاق 4550 و4615، جنيهاً للجرام عيار 21، مع تباين طفيف بين سعرى البيع والشراء. ويساعد استقرار سعر صرف الدولار محليًا عند مستوى 48.45-48.55 جنيهاً فى استقرار السوق المحلى للذهب، وجعله مرتبطًا فقط صعودًا وهبوطًا بالأسعار العالمية دون قفزات كبيرة أسبابها محلية، ليبقى الذهب محليًا رهين حركة الأوقية عالميًا على المدى القصير.