وسط أجواء صيفية استثنائية ومشهد طبيعى يخطف الأنفاس انطلقت فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان العلمين، لتشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً يؤكد على نجاح المهرجان عام بعد العام، الكواكب كانت هناك لتتعرف من الجمهور على أبرز ما اجتذبه لحضور هذه الدورة الجديدة وكيف تشكل إضافة للساحة الفنية وإضافة حقيقية للترويج للسياحة بالمدينة.
فى جولة ميدانية أجرتها مجلة «الكواكب» عبر عدد كبير من الجمهور عن سعادتهم الغامرة بالمهرجان، مشيدين بمستوى التنظيم الراقى، وجودة العروض، وجمال المدينة التى وصفوها بأنها تجسيد حقيقى لمفهوم الجمهورية الجديدة، مؤكدين أن حضور الحفلات كان تجربة لا تنسى بكل المقاييس.
منى عبد السلام، من محافظة الإسكندرية، تحدثت عن حضورها لحفل الفنانة أنغام قائلة: حضرت حفل أنغام، وكانت ليلة فى غاية الجمال والرقى، وكان شىء يدعو للفخر، من الأغانى، والإضاءة، والمسرح، حتى إننى شعرت بأنى فى قلب أوروبا.
أما أحمد مجدى، الذى حضر حفل النجم تامر حسنى، فقد أثنى على دقة التنظيم وجودة التفاصيل الفنية، قائلاً: منذ لحظة الدخول وكل شىء كان يسير باحترافية عالية، فقد كان عرض افتتاح تامر حسنى باستخدام الفيديو عبقرياً ومؤثراً للغاية، وشعرت حقاً أن للفن وجود كبير فى هذه المدينة.
فيما وصفت سارة رمضان، طالبة جامعية من القاهرة، حفل الفنان عمرو دياب بأنه حفل العمر، وقالت: الهضبة أشعل المسرح، وأدخل البهجة إلى قلوب الجميع، فكل تفصيلة كانت مدروسة بإتقان، شعرت بالفخر لوجود مكان بهذا المستوى فى مصر.
ومن ناحيته، قال محمد هلال، مهندس مدنى: رغم أننى تابعت الحفلات من خلال شاشات التلفاز ومواقع التواصل، إلا أننى شعرت وكأننى جزء من الجمهور، شكراً لكل من شارك فى إنجاح هذا الحدث الكبير.
كما أبدت نورا جلال، من محافظة الجيزة، إعجابها الشديد بأجواء المدينة، قائلة: العلمين ليست مجرد مكان لإقامة الحفلات، بل وجهة سياحية متكاملة، ففى كل زيارة أكتشف جانباً جديداً، مما يضفى طاقة إيجابية ويعزز السياحة الداخلية، وبخاصة من خلال توظيف الفن فى هذا.
وأضاف كريم السيد، طالب جامعى: حفل تامر حسنى كان بالنسبة لى الأجمل على الإطلاق، حيث شعرت وكأننى فى مهرجان عالمى، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهى تجربة ملهمة وفخر حقيقى.
أما رنا نبيل، موظفة، فقالت رغم عدم تمكنها من الحضور: لم أستطع الذهاب، لكننى تابعت جميع الفعاليات عبر الإنترنت، فمدينة العلمين تستحق أن تكون عاصمة الفن فى الصيف بلا منازع.
وختم على مصطفى، من محافظة البحيرة، حديثه قائلاً: العلمين الجديدة رسالة واضحة بأن مصر قادرة على تقديم فن عالمى على أحدث طراز فى مدينة تتألق بمواصفات عالمية ومن خلال تنظيم فعاليات تليق بمكانتها، ونحن فخورون بما نراه يتحقق على أرض الواقع.
تامر حسني وتجربة فنية مميزة
تقول أميرة محمد: ذهبت لمهرجان العلمين لمتابعة حفل الفنان تامر حسنى، الذى أعتبره أفضل حفل حضرته له منذ فترة، حيث كان الحفل مميز، وبه الكثير من الفقرات والجرافيك المميز، وكان منظم بشكل واضح أكثر من حفلاته الأخرى.
أما سامح عماد، فيقول: كنت فى العلمين، وحضرت حفل النجم عمرو دياب، وهو حفل رائع لا أستطيع وصفه، فقد كان حفل لا يُنسى، وكنت سعيداً جداً به، وكذلك أصدقائى.
وتوجه محمود حامد فى بداية كلامه بالشكر للدولة ولكل القائمين على مهرجان العلمين، على تحويل مدينة العلمين من صحراء إلى مدينة تنبض بالحياة والجمال.
وأكمل: مهرجان العلمين أصبح من أهم المهرجانات فى العالم العربى كله، فقد ذهبت لحضور حفل أنغام، وكان غاية فى الجمال، وفى اليوم التالى ذهبنا للشاطئ المجانى، الذى كان مثل جنة الله على الأرض.
وقال سيد محمد: قضينا خلال أيام مهرجان العلمين بعض الأيام التى لا يمكن نسيانها، ففى البداية ذهبت مع أصدقائى لشاطئ العلمين المجانى، وكنا فى غاية السعادة، وبعدها حضرنا حفل تامر حسنى الذى استمتعنا بكل ما فيه، وفى العموم كانت التجربة فريدة، ونتمنى أن نعود مرة أخرى قبل انتهاء المهرجان.
وأضافت نجلاء علاء الدين، قائلة: أنا من عشاق الفنانة أنغام بشكل كبير جداً، ولذلك ذهبت لمهرجان العلمين لمشاهدتها والاستمتاع بحفلها، ولكنى لم أكن أتخيل كم التطور الذى أصبحت عليه مدينة العلمين، فمنذ لحظة دخولى وشعرت بأننى فى مكان خيالى، أما الحفل نفسه فكان لا يوصف، حتى أماكن الحضور كانت مميزة.
وتقول سها أحمد: المهرجان كان رائعاً منذ انطلاقه والمدينة كلها فوق الوصف من جمالها الذى لا يضاهيه جمال.
وتقول دينا محمد: للأسف لم تكن مدينة العلمين معروفة لدى قطاع كبير من المصريين حتى العقد الماضى، وكل مَن كان يسمع عنها كان يربطها بأنها منطقة ألغام فقط، ولكن بعد ما تم بها من تطوير وتدشين مهرجان العلمين بها تغير الوضع تماماً، واستطاعت أن يكون لها مكانها على الخريطة السياحية فى العالم كله، وقد لمست ذلك بنفسى حينما حضرت حفل النجم عمرو دياب بالمهرجان، وبعدها ذهبنا للشاطئ، وكان هناك الكثير من السياح من مختلف دول العالم.
وتوضح سارة طارق بالقول: صراحة أنا من المهووسين بالنجم تامر حسنى، المعروف عن أسعار تذاكر حفلاته أنها مرتفعة الثمن، ولكنى ذهبت لحفلته فى مهرجان العلمين مع أصدقائى، ووجدنا أن أسعار التذاكر كانت مناسبة، وكان يوماً لا يمكن نسيانه.
المهرجان وتعزيز الهوية الفنية
وعن مهرجان العلمين، أعربت الناقدة ماجدة موريس عن رأيها قائلة: مهرجان العلمين حدث فنى ضخم لا يتكرر بسهولة فى العالم، فهو من أهم وأطول المهرجانات الفنية، طبعاً تابعت أحداثه منذ دورته الأولى، ولكن ما أعجبنى أكثر فى الدورة الثالثة أن المهرجان لم يكتفِ بنجاحه، بل طوَّر فى فعالياته.
وتابعت: أحببت جداً فكرة الشاطئ المجانى، فلم تعد مدينة العلمين حكراً على طبقة معينة فقط، ولكنها لكل فرد مصرى وغير مصرى، وأنا فخورة ببلدى على صنع هذا المهرجان.
كما تحدث الناقد الفنى طارق مرسى عن الأهمية المتنامية لمهرجان العلمين، مشيراً إلى أن مدينة العلمين الجديدة لم تأتِ إلى الواجهة تدريجياً، بل وُلدت عملاقة منذ لحظة الإعلان عنها، واستطاعت أن تحجز لنفسها مكانة بارزة على خارطة الترفيه والفن وكذلك السياحة الإقليمية والدولية.
وقال مرسى: العلمين الجديدة تتفوق بطقسها المعتدل وموقعها الساحر على كثير من الوجهات الترفيهية العالمية، فهى ليست مجرد مشروع عمرانى، بل إنجاز حضارى متكامل يعكس طموح الجمهورية الجديدة، ويُجسد قدرتها على صناعة مدن المستقبل.
وأضاف واصفاً تحول المدينة: ما كانت فى يوم من الأيام ساحة ألغام خلال الحرب العالمية، باتت اليوم ساحة أنغام وسيمفونيات للحياة المتكاملة. العلمين باتت أيقونة جديدة تمتزج فيها الفنون بالسياحة، وتتناغم فيها مظاهر الحداثة مع روح البحر المتوسط.
واعتبر مرسى أن مهرجان العلمين لعب دوراً محورياً فى تعزيز هوية المدينة الثقافية والفنية قائلاً: على مدار ثلاث نسخ متتالية، أضاف المهرجان سحراً خاصاً للمدينة، وجعل منها قبلة لنجوم الغناء فى مصر والعالم العربى، أصبح الوقوف على مسرح العلمين بمثابة شهادة نجاح وإضافة حقيقية لأى فنان.
وختم الناقد طارق مرسى حديثه مؤكداً أن المهرجان نجح فى تحقيق المعادلة الصعبة، موضحاً: عندما تجتمع عوامل النجاح من تنظيم رفيع، وجمهور متحمس، وبنية تحتية متكاملة، فإن النتيجة تكون حدثاً استثنائياً بحجم مهرجان العلمين، وما تحقق حتى الآن ليس سوى البداية... والبقية تأتى.