رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

المعجزة «أمينة عرفى»..بعد كسر رقم نور الشربينى: هدفى «علم» فى لوس أنجلوس 2028


3-8-2025 | 20:12

.

طباعة
حوار: فاطمة قنديل

يظل الاسكواش المصرى متربعًا على عرش العالمية، حيث يُعد من أهم الرياضات التى تتميز فيها مصر، ويرجع ذلك إلى منظومة النجاح المتكاملة، بدءًا من الأداء المتميز للأبطال، والإدارة الجيدة المتمثلة فى الاتحاد، والجهود المبذولة فى الإعداد والتأهيل، مرورًا بدعم وزارة الشباب والرياضة، كل ذلك جعل الاسكواش المصرى فى صدارة دائمة للتصنيف العالمي.

كما يأتى تنظيم مصر لبطولة العالم للاسكواش للناشئين والناشئات تحت 19 سنة 2025 دليلا على الثقة العالمية فى قدرة مصر على استضافة وتنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى، فضلا عن ريادتها فى هذه اللعبة، واستمرت المنافسات خلال الفترة من 21 يوليو حتى 1 أغسطس الجاري، فى الملعب الزجاجى بنادى بلاك بول الرياضى بالقاهرة الجديدة، بمشاركة 220 لاعبًا ولاعبة من مختلف دول العالم.

وكعادة مصر فى الاسكواش «لا ينافسها أحد»، شهدت منافسات الفردى التى أُقيمت من 21 إلى 26 يوليو، سيطرة مصرية خالصة، بحيث تُوج محمد زكريا باللقب للمرة الثانية على التوالي، وتُوجت المعجزة أمينة عرفى باللقب للمرة الرابعة على التوالي، فى إنجاز تاريخي، وكسر لرقم البطلة المصرية نور الشربيني، التى حققت اللقب ثلاث مرات على التوالي، وعلى مدار 10 سنوات لم تستطِع لاعبة مصرية أو غير مصرية تجاوز هذا الرقم، سوى البطلة أمينة عرفي، بعد فوزها فى المباراة النهائية على المصرية نادين الحمامى بنتيجة 3-0، فى مباراة مصرية خالصة، تؤكد على سيطرة مصر التامة على اللعبة.. « المصور» التقت البطلة الاستثنائية للحديث عن هذا الإنجاز غير المسبوق.

إنجاز تاريخي، وكسر رقم نور الشربينى بحصد اللقب 3 مرات على التوالي، ظل هذا الإنجاز لـ10 سنوات لم يتجاوزه أحد، الآن أنتِ حصدتِ اللقب لرابع مرة على التوالي، كيف فعلتِ ذلك؟

كل ما كنت أفكر فيه هو أن ألعب وأجتهد فى البطولة، «وآخدها ماتش ماتش»، لأننى كنت أعلم أننى فى حالة الفوز سأكون بذلك تجاوزت رقم نور الشربيني، وهذا إنجاز كبير جدًا، لأن «نور» هى أكثر لاعبة فازت بالبطولة، ولم يستطِع أحد بعدها تحقيق ذلك أو تجاوزه، وبالتالى كان هناك ضغط كبير، لأن الجميع كانوا يتحدثون فى هذه النقطة بالتحديد، لكننى حاولت أبعد ذلك عن تفكيرى، وألعب فى البطولة كما لو كنت أول مرة ألعب فيها، وأتجاهل كل هذا الضغط، وكل ما يُثار فى هذا الشأن، كى لا ينعكس على أدائى بالسلب، وحاولت بكل طاقتى أن أفصل ذهنى عن هذا الأمر، وأفكر فيما يمكننى فعله فى كل مباراة، من خطة اللعب، أو الأداء، أو دراسة المنافس، وأخذ كل مباراة على حدة، وحتى لو المنافس أضعف، لا يجب الاستهانة به أبدًا، حتى لو رقمه أقل من رقمي، أو خبرتي، وأننى قد أكون متقدمة عنه كثيرًا، يجب التركيز بشكل كامل فى المباراة.

فى البداية دخلت هذه البطولة وأنا هدفى الفوز بها، لكن عندما تحدثت مع مدربينى، قالوا لى إننى لا ينبغى علىّ التفكير بهذه الطريقة، ولا بد من أخذها مباراة مباراة، بل لعبة لعبة داخل المباراة، لا سيما أن فى بداية البطولة تكون الأدوار ضعيفة، ولكن ينبغى علىّ الاستعداد لهذه الأدوار كما أستعد للنهائى ونصف النهائي، لأنه وارد حدوث أى شيء فى المباراة تجعل اللقب «يفلت مني»، لأننى إذا كنت غير مستعدة ممكن أفعل حركة أو تمريرة خطأ، أو تحدث إصابة، عندها حتى لو لم أخسر كنتيجة، لكن قد يؤثر ذلك على ما أنجزته منذ بداية البطولة.

وكيف كانت كواليس النهائي، لا سيما أنها مصرية خالصة، أنتِ والبطلة المصرية نادين الحمامي؟

فى مباراة النهائى شعرت أننى أديت بشكل جيد، بحيث كلما كنت أدخل فى البطولة أكثر، لمست أن مستوى أدائى أصبح أعلى، وفى النهائى لعبت أمام المصرية نادين الحمامي، وهى عملت بطولة جيدة جدًا، وأداؤها كان ممتازا، وفازت على المصنفة الثانية وهى «آنهات» من الهند، وكان واضحا أنها تلعب بشكل جيد، ومستواها جيد، لكن بالنسبة لى حاولت التركيز فى لعبى أنا فحسب، ولم أضع هذه النتائج فى ذهني، والحمد لله استطعت الفوز، وأنا ونادين نلعب معًا منذ أن كنا تحت 11 سنة، وكلتانا يحفظ لعب الأخرى بشكل جيد جدًا، بالإضافة إلى اللعب معًا فى بطولات ناشئات منذ أن كنا أطفالا، وبالتالى نعلم كل شيء عن أداء بعضنا بعضا، والفنيات المتبعة.

هل هذا جعل المباراة سهلة وصعبة فى آن واحد؟

نعم بالضبط، «أنا حافظة فنياتها عن ظهر قلب»، وبالتالى الأمر سهل وساعدنى كثيرًا، لكن فى المقابل هى أيضًا كذلك، وهنا تكمن الصعوبة، كما أن البطولة منظمة فى مصر، والجمهور يشجعنا معًا، وبالطبع الأمر كان سيكون مختلفًا فى حالة اللعب أمام منافس غير مصرى، وخلال البطولة لعبت مع منافسين أجانب، وبالطبع كان الموضوع مختلفًا تمامًا.

خرجتِ من منافسات الفردى بإنجاز كبير وتاريخي؛ أحيانًا بعض الأبطال يُحدِث لهم ذلك شيئا من الثقة الزائدة، قد تنعكس على أدائهم فى البطولات اللاحقة بالسلب، هل دخلتِ منافسات الفرق بهذا الشعور، أم بالشعور الذى بدأتِ به منافسات الفردى، وهو عدم الاستهانة بالمنافس؟

فى الفِرق الموضوع يكون مختلفا، لأننى لا ألعب لأمينة، بل ألعب لفريقى ولبلدى مصر، وبالطبع لا ينبغى أبدًا أن أدخل هذه المنافسات بثقة زائدة، صحيح نتيجة منافسات الفردى أعطتنى ثقة أننى أفضل لاعبة تحت سن الـ19، وهذا شيء عظيم، ولكن أيضًا يجب على التركيز كما لو كنت ألعب فى الفردي، ولا يجب أبدًا الاستهانة بمنافسات الفرق، وبالطبع تكون هناك صعوبة فيها، لأن الاسكواش فى الأصل لعبة فردية، ونحن غير معتادون على اللعب كثيرًا فى فرق، لكننى فى آخر سنتين لعبت كثيرًا فى فِرق، كما لعبت ضمن فرق فى منافسات عالم كبار، فأصبح لدىّ خلفية عن طبيعة المنافسة، وأعلم أنها تحتاج إلى أقصى تركيز، بحيث وارد حدوث أى شيء غير جيد، على سبيل المثال إذا لا قدر الله لم يلعب أحد زملائى فى الفريق بشكل جيد، أو خسر، يجب على لاعبى الفريق الآخرين السداد ودعم الفريق بأقصى قدراتهم حتى يستطيعوا تحقيق الفوز.

كيف تديرين وقتك بين الدراسة والتدريب والحياة الشخصية، وما طموحاتك الفترة القادمة؟

بالتأكيد، أتعب كثيرًا، لكن لدىّ هدفا، وهو أن أكون بطلة عالم للكبار فى الاسكواش، وهدفى الأكبر هو الحصول على ميدالية أولمبية فى أولمبياد لوس أنجلوس 2028، لا سيما أنها ستكون المرة الأولى التى يدخل فيها الاسكواش الحدث الأكبر والأهم عالميًا وهو الأولمبياد، ولذلك أنا بالفعل أتعب كثيرًا فى التدريبات، وتقريبًا محرومة من متع الحياة، بالإضافة إلى التركيز فى دراستي، ولكن فى ذات الوقت لدىّ هدفا، لن أحيد عنه، وهو الحصول على ميدالية أولمبية، ورفع علم مصر وعزف النشيد الوطنى فى الأولمبياد، وهذا له معنى وقيمة كبيرة عندي، وحينها كل التعب سيهون ويتلاشى الشعور به.

لمن تهدين هذا الإنجاز التاريخي؟

أهديه لوالدى ووالدتي، لأنهما منذ صغرى كانا دائمًا بجانبى، وهما مَن أصرا على استمرارى فى الاسكواش، عندما رأيا أننى قد أصبح لاعبة جيدة فيه، فضلا عن مساندتى وتقديم الدعم الدائم لى.

 

الاكثر قراءة