رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الصحف الأردنية تفضح مخططات «الإخوان» الرامية إلى تحويل الأنظار عن جرائم الاحتلال

1-8-2025 | 16:02

قطاع غزة

طباعة
دار الهلال

استنكرت الصحف الأردنية الصادرة صباح اليوم الجمعة تحركات تنظيم الإخوان الإرهابي، للنيل من الدور المصري في إنهاء الحرب في قطاع غزة، ووقف المأساة الإنسانية التي يعانيها الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن تحركات الإخوان المشبوهة تسعى لصرف الانتباه عن المتسبب الحقيقي في المأساة الفلسطينية، من خلال الاحتشاد أمام السفارات، والتي كان آخرها السفارة المصرية في تل أبيب، معتبرة أن ما قامت به العناصر الإخوانية تحت غطاء ما يسمى بـ"الحركة الإسلامية في إسرائيل"، لا تخدم إلا أجندة من سمح لهم بتنظيم تلك المظاهرات لصرف الانتباه عن المتسبب الحقيقي في مأساه الشعب الفلسطيني .

ففي افتتاحيتها، نبهت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أن سلوك جماعة "الإخون" المنحلة يستهدف تزوير الحقائق وتحويل الأنظار عن الاحتلال المتسبب في قتل وحصار وتجويع الشعب الفلسطيني، وتوجيه الاتهامات لمصر التي تتحمل العبء الأكبر من المساعدات وتبذل جهودًا ضخمة بإدخالها، وعلاج المصابين، ورعاية مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة.

وذكرت الدستور - في افتتاحيتها اليوم - أنه في لحظة من أكثر اللحظات دموية في غزة، وحين يتساقط الشهداء ويئنّ الجرحى تحت القصف الإسرائيلي، ظهرت ممارسات جماعة الإخوان؛ لتثير الدهشة والريبة، لا التعاطف، فلم تكن القضية عندهم إنقاذ أطفال غزة أو وقف المجازر، بل تحوّلت بوصلة الاحتجاج والشتائم باتجاه مصر.. لا الى تل أبيب".
وأضافت: أن تنظم "الإخوان " نظم احتجاجًا أمام سفارة مصر في تل أبيب، بينما تطلق قوات الاحتلال صواريخها على المنازل والمستشفيات والمدارس في غزة؛ هو مشهد لا يفسّره سوى التماهي الكامل مع الأجندة الإسرائيلية؛ فبدلا من فضح جرائم الحرب، اختار الإخوان تحويل الأنظار، وتوجيه الاتهامات لمصر، التي تبذل جهودًا ضخمة في فتح المعابر لإدخال المساعدات ونقل المصابين، ورعاية المفاوضات.
وتابعت الصحيفة الأردنية "ليس من قبيل المصادفة أن تتزامن حملات الجماعة الإعلامية والسياسية مع حملات تستهدف ضرب الوساطة المصرية، وتقويض جهودها في التهدئة، ومن المستهجن أن تُستغل المأساة الإنسانية لتصفية حسابات سياسية ضيقة؛ تستهدف الدولة المصرية لا الاحتلال الاسرائيلي".
ولفتت إلى أن التداخل بين شعارات الإخوان وتحركاتهم الميدانية وبين خطاب اليمين الإسرائيلي، لم يعد يحتاج إلى أدلة؛ فقد تحوّلت الجماعة في خطابها إلى أداة تصب في مصلحة الخصم، وتضر بالقضية التي تدّعي الدفاع عنها.
وقالت إن مصر - رغم الاستفزازات - لم تنجرّ للرد، بل واصلت تقديم المساعدات، واستقبلت الجرحى، وسعت لوقف القتال؛ أما الإخوان، فواصلوا خطابهم التحريضي ضد مصر، وضربوا عرض الحائط بوحدة الصف وكرامة الدم الفلسطيني.. واضافت: "سيبقى التاريخ شاهدًا على من وقف مع غزة فعلاً، ومن جعلها ساحة لخطابه التحريضي المأجور".
وفي مقال للكاتب سامح المحاريق بصحيفة "الرأي" الأردنية، قال: إن ما تتعرض السفارات المصرية له من أعمال متزامنة تسعى لأن تقدم مصر وكأنها الدولة التي تسببت في الأحداث الجارية في قطاع غزة؛ وهو الأمر الذي يمكن أن يتم استيعابه في حالة لم تتخذ هذه الخطوات نسقًا متماثلًا ولم تتزامن بهذه الصورة خلال الأيام الأخيرة؛ فالتوقعات من مصر كبيرة وكثيرة، والمطالب العربية والدولية من مصر مبررة، لكن أن تقدم مصر وكأنها المشكلة؛ فهذه مسألة تتطلب وقفة وفهمًا مغايرًا ومختلفًا.
وأوضح أن المفارقة الكبرى، ويمكن وصفها بـ المهزلة مكتملة الأركان، تأتت مع مظاهرة نظمتها الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني أمام السفارة المصرية في تل أبيب، للمطالبة بفتح معبر رفح، وهو المفتوح من الجهة المصرية باتجاه قطاع غزة؛ وهو ما يعرفه العالم، ورآه كثيرون، ومنهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأضاف أن المعبر المفتوح دوما من الجانب المصري، ومغلق دوما من الجانب الإسرائيلي بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على جنوب قطاع غزة بالكامل؛ لتفصل القطاع كله عن معبر رفح؛ ليصبح دخول المساعدات مسألة غير آمنة.
وأكد كاتب المقال أن إسرائيل تسعى إلى خفض المساعدات إلى الحدود الدنيا لتستمر في الضغط على سكان غزة، ومواصلة أعمالها الإجرامية التي ترقى إلى ممارسة الإبادة الجماعية من خلال التجويع الممنهج.
وأشار إلى أنه من الوجوه التي قدمتها هذه الحركة منصور عباس عضو الكنيست الذي لم يتردد في وصف الأسرى الفلسطينيين الذين يشكلون أحد أوجه مأساة الشعب الفلسطيني بالمخربين، بل وتبنى قانون "يهودية الدولة" ليضمن له مكانًا في الائتلافات الحاكمة ويظهر مع نفتالي بينت ويائير لبيد بوصفه أحد أركان حكومتهم قبل فترة ليست بالبعيدة.
وقال: من الطبيعي في المفاصل التاريخية الصعبة والمعقدة أن يحدث نوع من اختلاط الأوراق، أما الوصول إلى هذه المرحلة من العماء وفقدان البوصلة؛ فلا يمكن أن يصنف داخل أي تصريف أو تبرير يمكن أن يندرج في حسن النوايا؛ فالصحيح أن مصر دولة مؤثرة ولديها الكثير من الأوراق، ومطالبة مصر بأداء المزيد من الضغوطات واستثمار أوراقها؛ يجب أن يتواصل من جميع من يرغبون في أن يصلوا إلى نهاية للمأساة الجارية؛ إلا أن تتحول مصر، وليس إسرائيل إلى المشكلة، وأن تصبح هي الهدف من تظاهرة احتجاجية تضم الحركة الإسلامية في الداخل؛ فهو أمر يدلل على استهداف مصر بوصفه جزءًا من أجندة خاصة وثابتة لبعض التيارات، بصورة منفصلة عن غزة ومأساتها الحاصلة 
وتساءلت صحيفه "الراي" الأردنية ساخرة: "هل يوجد خلل في نظام "جي.بي.إس." في تل أبيب دفع المتظاهرين المتحمسين إلى السفارة المصرية، أم أنهم رأوا التظاهر أمام المؤسسات الإسرائيلية المشتركة في الجريمة والمتورطة في جميع تفاصيلها بسبق إصرار وترصد أكثر تكلفة على مصالحهم السياسية المستقبلية، وما يتطلعون له من تسويات يجيرونها لمصلحتهم".
وأكد أن مصر قدمت وفعلت كل ما بوسعها لمساندة الاهل في قطاع غزة، لكن أن تتم تصفية الحسابات السياسية في ساحات تتطلب حسًا أخلاقيًا وإنسانيًا رفيعًا؛ فذلك أمر غير مقبول ولا يمكن السكوت عنه أو تمريره بهذه البساطة والسلبية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة