رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

رحيل الفنان لطفي لبيب.. مسيرة فنية حفرت البهجة في الذاكرة

30-7-2025 | 11:48

لطفي لبيب

طباعة
ماريڤ ماهر

ودّعت مصر صباح اليوم الفنان القدير لطفي لبيب عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد رحلة فنية امتدت لأكثر من أربعين عامًا، قدّم خلالها رصيدًا ثريًا من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، ظلّت عالقة في وجدان الجمهور العربي، بفضل حضوره الطاغي، وروحه الساخرة، وأدائه الصادق.

ولد لبيب عام 1947 في محافظة بني سويف، وتخرّج في كلية الآداب – قسم الفلسفة، ثم من المعهد العالي للفنون المسرحية ورغم تأخر دخوله الساحة الفنية بسبب الخدمة العسكرية وسفره إلى الخارج، إلا أن ظهوره الفني منذ أوائل الثمانينيات شكّل بداية مرحلة استثنائية في المسرح والدراما المصرية.

من المسرح إلى قلوب الملايين

بدأ لبيب مشواره على خشبة المسرح، مشاركًا في عروض مميزة مثل "المغنية الصلعاء" و"الرهائن"، لكن انطلاقته الكبرى جاءت من خلال الشاشة الصغيرة والسينما في التسعينيات، حيث امتلك قدرة نادرة على الانتقال بين أدوار الكوميديا والدراما بسلاسة، حتى صار وجهًا مألوفًا محببًا للمشاهدين في مختلف الأدوار، من الموظف البسيط إلى الوزير أو الطبيب أو الأب الحكيم.

في السينما، تألق في أفلام شكّلت علامات، مثل:

السفارة في العمارة (2005) بدور السفير الإسرائيلي،مرجان أحمد مرجان (2007)،طير إنت (2009)،زهايمر (2010).

أما في الدراما، فقدّم شخصيات راسخة في مسلسلات مثل:"رأفت الهجان"، "أرابيسك"، "ونيس"، "عفاريت عدلي علام"، وغيرها من الأعمال التي جمع فيها بين خفة الظل والعمق الإنساني.

الفنان.. والكاتب

لم يكن لطفي لبيب ممثلًا فقط، بل كان أيضًا كاتبًا موهوبًا كتب عددًا من النصوص المسرحية والتلفزيونية، أهمها "الكتيبة 26"، التي استلهمها من تجربته الشخصية كمقاتل في صفوف الجيش المصري خلال حرب أكتوبر 1973، ما يعكس وعيه الوطني وحرصه على توثيق الذاكرة من خلال الفن.

سنوات المرض والوداع

في السنوات الأخيرة، تراجعت مشاركات لبيب الفنية بسبب ظروفه الصحية، حيث عانى من أزمات أثّرت على حركته ورغم ذلك، لم يفقد روحه المرحة ولا تعلقه بالجمهور، الذي بقي يتابع أخباره بمحبة ووفاء.

في يوليو 2025، تعرّض لأزمة صحية خطيرة إثر نزيف حاد في الحنجرة والتهاب رئوي حاد، نقل على إثرها إلى المستشفى، قبل أن يفارق الحياة صباح اليوم، تاركًا خلفه مسيرة ناصعة، وذكريات لا تنطفئ.

إرث لا يغيب

رحيل لطفي لبيب لا يعني نهاية فنان، بل ختام فصل من فصول الإبداع الذي صيغ بصدق واحترام سيبقى اسمه حاضرًا في ذاكرة الفن المصري والعربي، وستظل مشاهده تُعرض وتضحك وتُلهم، لأنه كان من أولئك الذين لا يصنعون الفن فقط، بل يزرعون البهجة في القلوب.

الاكثر قراءة