رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الموسيقى العالمية تعزف على أوتار مصرية مهرجان العلمين.. حفلات كبار النجوم «كاملة العدد»


27-7-2025 | 10:30

.

طباعة
تقرير: سما الشافعى
فى قلب صيف مشتعل، وعلى ضفاف ساحل البحر المتوسط، تحولت مدينة العلمين الجديدة إلى ما يشبه الحلم المفتوح على الفن، الموسيقى، الثقافة، والاستثمار، حيث إقامة مهرجان العلمين الذى لا يشبه سواه، إنه ليس مجرد منصة للغناء والعروض، بل مشروع دولة، وواجهة سياحية فنية جديدة لمصر على خريطة الفعاليات الكبرى فى المنطقة، بل يتميز المهرجان بتعاقد كبار نجوم مصر والوطن العربى لإحياء مهرجان مصرى على أرض مصرية، ولكن بنكهة عربية وملامح عالمية.
 

وشهدت المدينة الجديدة خلال موسم 2025 موسمًا غنائيًا استثنائيًا، جاء ضمن فعاليات مهرجان العلمين فى دورته الثالثة، الذى انطلق بحفل افتتاح ضخم فى 18 يوليو الماضي، بمشاركة نخبة من النجوم العرب.. هذا الموسم لم يكن مجرد عروض موسيقية عابرة، بل تجربة ثقافية وسياحية متكاملة.. كما يشهد المهرجان فى نسخته الجديدة هذا العام مشاركة ألمع نجوم الغناء فى مصر والمنطقة العربية، يتقدمهم الهضبة عمرو دياب، والكينج محمد منير، ونجم الجيل تامر حسنى، وأنغام، وأصالة نصرى، وتامر عاشور، رامى جمال، والمطربون الشباب، مروان بابلو، ويجز، شامي، وفرقة كايروكي، ليقدموا سلسلة من الحفلات على مدار أكثر من أربعين يومًا.

فلم يكن مساء الثامن عشر من يوليو حفلًا عابرًا، بل مناسبة رسمت ملامح النسخة الثالثة من المهرجان، صعدت أنغام على مسرح UARENA، تحمل ما يكفى من الرقة والصلابة لتفتتح دورة استثنائية، وتغنى كأنها تحكى عن المدينة نفسها، وجاءت اللحظة الأصدق حين شاركها تامر عاشور الغناء على الرغم من إصابته الواضحة، ليحظى الحضور بلحظة إنسانية قبل أن تكون فنية.

ورغم ما حمله الحفل من موسيقى، فإن الجمهور كان بطل الرواية، حيث مشاعر الفخر كانت ظاهرة على الوجوه، والإجابات العفوية فى بث مباشر على إحدى القنوات المحلية التى كشفت عن وعى جماهيرى بكون هذا المهرجان أكثر من مجرد احتفال موسمي، البعض اعتبره «بوابة للسياحة من نوع آخر»، وآخرون وصفوه مغردين على السوشيال ميديا: «أول مرة نشعر إننا فى أوروبا لكن فى مصر».

انطلاقة أنغام.. وسط حشد جماهيرى كامل العدد

بدأ المهرجان بحفل افتتاح باهر للفنانة أنغام على خشبة مسرح «U-Arena»، والتى افتتحت الليلة بأغنيتها الشهيرة «عمرى معاك»، وسط تفاعل جماهيرى كبير، وقدمت أنغام أداءً عاطفيًا لافتًا فى أغنيات مثل «أساميك الكتيرة» و«لوحة باهتة» التى شهدت مفاجأة خاصة بمشاركة الفنان تامر عاشور رغم إصابته.

وهنا.. قالت أنغام خلال الحفل على المسرح: «الحضور النهاردة شحننى بطاقة حقيقية، وأنا ممتنة لكم ولكل من ساهم فى إخراج هذه الليلة بهذا الشكل المبهر».

بينما ظهر تامر عاشور بعكاز نظرا لحالته الصحية، وعقّب قائلًا: «لم أكن أريد أن تتجاوز هذه الليلة بدون مشاركة غنائية، حتى وأنا مصاب، وأنا غنيت لأنغام من قلبي، وأيضا الجمهور كان جزء هام من هذه الحالة».

وذكر أحد حضور الحفلة التى تصدرت محركات البحث على مواقع التواصل الاجتماعى: أن «أنغام لم تكن نجمة تمرّ، بل حالة شعورية استثنائية تسللت إلى القلوب، واحتلتها دون إذن منذ اللحظة الأولى، وذلك حين ظهرت بفستان أنيق بلون البحر، بدا أن جمهورها لم يأتِ فقط ليستمع، بل ليكمل ما بدأته الأغنيات منذ عقود».

بدأت أنغام حفلتها بأغنية «بين البينين»، حتى عمّ الصمت، لكنه لم يكن صمت الإنصات، بل صمت أولئك الذين يُحاولون تمالك أنفسهم أمام موجة من الحنين، وأيضا الجمهور، الذى احتشد منذ ساعات، وتماهى مع كل نغمة، منهم مَن غنّى، ومنهم مَن أغلق عينيه واستسلم، ومنهم مَن بكى بصوت خافت فى الظلّ.

لم تمر تلك الأغانى مرور الكرام، بل كانت تُلملم شتات القلوب، حيث كانت تشدو أنغام كمن يُدير جلسة اعتراف جماعي، وفى لحظة عفوية، توقفت أنغام عن الغناء، ونظرت إلى الجمهور خلال صعودها على المسرح، وقالت: «العلمين ليست مجرد مدينة، إنها أصبحت ساحة حب وغُنا»، وكان لتلك العبارة وقعٌ خاص، ربما لأنها صادرة من فنانة لا تجيد المبالغة، وربما لأن الجمهور كان يشعر بها قبل أن تُقال.

ومشهد الجمهور لم يكن عاديًا، فتيات يرتدين الأبيض كأنهن ذاهبات إلى حفل زفاف مشاعري، وسيدات خمسينيات يُصفّقن بحرارة كلما بدأت نغمة «عمرى معاك»، لتقول إحدى الحاضرات، تُدعى مريم، قالت: «أنغام ليست فقط فنانة، ولكنها صوت كفيل بإيصال الإحساس بكل المشاعر إلى وجدان الجمهور.”

ما وراء الكواليس: تنظيم يليق بحجم مدينة السحر

خلف الكواليس، كان العمل دقيقًا، والشركة المتحدة أجادت التنظيم بشكل مشرف، حيث قال أحد المشاركين فى التنظيم من شركة «تذكرتى»: إن تحضيرات حفلة أنغام بدأت مبكرًا عن غيرها، فنحن نتعامل مع صوت لا يُجامل، فكان لا بد من خلق بيئة تليق بحضورها، مشيرا إلى نفاد التذاكر بالكامل بعد 48 ساعة من طرحها، وهو ما عُدّ رقمًا قياسيًا ضمن حفلات الموسم لترفع حفلة أنغام شعار كامل العدد قبل بداية انطلاق الحفل بأيام.

مفاجأة الغناء... وموعد مع أغنية جديدة

فى منتصف الحفل، قدّمت أنغام مقطعًا غير معلن من أغنية جديدة منتظر طرحها فى نهاية الصيف، وتفاعل معها الجمهور كأنها أغنية مألوفة بالنسبة له، وهذا ما شجّعها على التوقف ضاحكة ومازحة، لتقول: «أعتقد أننى هكذا سأغنيها كاملة قبل طرحها»، وقبل مغادرتها، وهمست أنغام للجمهور، قائلة: «كل مرة أشعر أننى أول مرة أقوم بالغناء، وما دام هناك أشخاص متذوقين للفن مثلكم فى ناس زيكم، أرى أن ما زال للأحلام بقية».

تذاكر الحفلات والفعاليات أوشكت على النفاد

وشهد منفذ تذاكر حفلات مهرجان العلمين الجديدة إقبالا شديدا من الزوار بعدما تم الإعلان عن جدول الحفلات بشكل كامل، حيث أُقيم حفل مميز للنجم كاظم الساهر، كما أنه سيقام الجمعة 25 يوليو ثانى حفل يحييه النجم تامر حسني، وذلك للمرة الثالثة على التوالي، إذ شارك فى الدورتين السابقتين بحفلين ناجحين، ولكن الجديد خلال تلك النسخة من المهرجان أعلن نجم الجيل تامر حسنى عن مشاركة مطرب الراب «الشامي» له، وذلك بعد الديو الغنائى الذى قدماه سويا بعنوان «ملكة جمال الكون”.

كما يحيى النجم عمرو دياب سهرة غنائية ضخمة على مسرح «يو أرينا»، فى الجمعة الثالثة لفعاليات المهرجان وهو يوم 1 أغسطس، وذلك يعتبر ثانى مشاركاته بالمهرجان، بعد أن قدم حفلا غنائيا كامل العدد خلال فعاليات الدورة الماضية والثانية للمهرجان، ومن المقرر أن يقدم الهضبة على جانب من أغنياته الشهيرة، بالإضافة إلى عدد كبير من أغانى ألبومه الجديد «ابتدينا»، الذى قام بطرحه على كافة المنصات الموسيقية.

بينما يشارك فى الجمعة الرابعة من المهرجان الفنان تامر عاشور الذى يقوم بإحياء حفل غنائى يوم الجمعة 8 أغسطس المقبل، ويقدم خلال الحفل باقة من الأغانى الطربية والرومانسية، وذلك بعد مشاركته فى النسخة الأولى للمهرجان العام قبل الماضى والجمعة التى تليها يقدم مطرب الراب مروان بابلو حفله للعام الأول فى العلمين الجديدة، بينما يختتم المهرجان بحفل مميز لفريق «كايروكي» الذى يشارك فى مهرجان العلمين الجديدة العام الثالث على التوالى حيث شارك فى السنوات السابقة.

وقال الناقد الفنى محمد عبدالرحمن لـ«المصور» إن مهرجان العلمين يثبت عامًا بعد عام أنه ليس مجرد حدث فنى عابر، بل ظاهرة ثقافية وسياحية كبرى تترسخ فى الوعى الجمعى للمصريين والعرب، فلقد نجح المهرجان فى أن يخلق لنفسه مساحة جماهيرية واسعة، يتزايد زخمها مع كل دورة جديدة، حتى بات الجمهور يترقب موعد انطلاقه، ويتابع حفلاته وفعالياته بشغف كبير، وكأنها أصبحت طقسًا صيفيًا ينتظره الجميع.

وأشار إلى أن ما يميز مهرجان العلمين ليس فقط تنوع محتواه الفنى وتقديمه لأبرز نجوم الغناء والموسيقى فى مصر والوطن العربي، بل أيضًا موقعه الجغرافى الفريد، إذ يُقام فى واحدة من أحدث مدن الجيل الرابع فى العالم: مدينة العلمين الجديدة، التى تمثل مستقبل التخطيط العمرانى المصري، وتقدم نموذجًا راقيًا للسياحة الساحلية والثقافية فى آن واحد.

وأضاف «عبدالرحمن»: فى الواقع هذا المهرجان يرسّخ مفهوم «المهرجانات الكبرى» التى تليق بمكانة مصر الثقافية والفنية، ويعيد إلى الأذهان أمجاد مهرجانات ضخمة مثل «ليالى التلفزيون» و»أضواء المدينة»، التى كانت تجمع تحت أضوائها ألمع نجوم الطرب من مصر والعالم العربي. واليوم، يعيد مهرجان العلمين هذا البريق، ولكن برؤية معاصرة تناسب تطورات العصر، وبإنتاج ضخم يواكب أعلى معايير التنظيم الفنى والسياحي.

واختتم حديثه، قائلا: إن «نجاح هذا الحدث المتكامل يؤكد أن مصر لا تزال قادرة على تصدير الفرح والثقافة والفن، وعلى تنظيم فعاليات تليق بريادتها التاريخية فى هذا المجال، بل وتعيد تموضعها على خريطة المهرجانات الإقليمية والدولية كوجهة أولى للثقافة العربية المعاصرة».

أخبار الساعة

الاكثر قراءة