رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

كلاكيت ثامن مرة.. الأسطورة المصرية.. نور الشربينى


30-5-2025 | 18:09

.

طباعة
بقلـم: أحمد النبوى

نتمنى جميعا أن نسمع «خبر حلو»، خبرا يسعدنا كمصريين وها هى الأسطورة المصرية نور الشربينى تتوج بلقب بطولة العالم للإسكواش للمرة الثامنة فى تاريخها لتعادل أسطورة الإسكواش الماليزية نيكول ديفيد..

نور الشربينى لعبت نهائى بطولة العالم للمرة 11 فى مسيرتها والعاشرة على التوالى فى إنجاز فريد ووصلت إلى لقبها رقم 44 عالميا فى مختلف المسابقات وكان أول نهائى تصل إليه فى أبريل 2014 بعمر 18 عاما فقط وخسرت وقتها بصعوبة أمام الإنجليزية لورا ماسارو بثلاثة أشواط مقابل شوطين.

 

كمية الفرحة والسعادة التى تجتاحنى ليس بفوز الأسطورة المصرية نور الشربينى فقط، ولكن لاكتمال الفرحة بعد تتويج مصطفى عسل المصنف الأول عالميا بلقب البطولة للرجال للمرة الأولى فى إنجاز تاريخى جديد يضاف إلى سجل الرياضة المصرية..

علينا جميعا كمصريين أن نشعر بالفخر وليس بالسعادة فقط لإنجار أبنائنا، خصوصا أن النهائى كان مصريا خالصا، ففوز نور جاء على حساب المصرية هانيا الحمامى المصنفة الثالثة عالميا، وكذا فوز عسل على المصرى على فرج المصنف الثانى عالميا؛ رباعى يدعو إلى الفخر لكل مصرى وعندما تشاهد فرحة الفوز وتلقى التهئنة أتحداك أن تعرف من الفائز منهما، وبعدها تجد نور فى حالة ذهول وتجرى إلى أبيها وتحضنه وتبكى، فى حين تسيطر حالة من التحدى للنفس تظهر على مصطفى عسل، الذى يحاول تسلق الملعب الزجاجى غير مصدق الإنجاز الذى حققه، وبعد سجدة شكر لله يحتفل مع الجمهور بمنحهم المضرب والكرة والتيشيرت؛ لحظات من السعادة والفخر تشاهدها وكأنهم أبناؤك تريد أن تبكى من الفرحة لهم؛ حتى فى اللقاءات التليفزيونية العالمية تجدهم يتحدثون بالإنجليزية بطلاقة شديدة، وكأنهم سفراء لمصر، وقد كتبت فى مقال سابق عن المصريين ملوك العالم فى لعبة الإسكواش، ومن حقهم أن نكتب عنهم ثانيا وثالثا، طالما الأبطال يكملون تحقيق الإنجازات عاما بعد آخر.

إنجاز الأسطورة المصرية نور الشربينى يجب أن يدرس، خصوصا أنها قادرة على تحطيم الرقم والانفراد برقم خاص بها، وكما كتبت على صفحتها احتفالا قائلة: «التتويج بلقب بطولة العالم للمرة الثامنة يعنى لى كل شيء.. كنت أحلم به، وأقاتل من أجله»

أحرص على متابعة نور الشربينى بشكل خاص منذ فترة ليس بسبب بطولاتها ونتائجها، ولكن لأنها تحمل جينات الشخصية المصرية، كما يقول الكتاب فهى بطلة رياضية ولكنها «كبيرة» تدعم زملاءها دائما، وتشعر بأنها تتحمل مسؤوليتهم، ففى بطولة «جى بى مورجان» للإسكواش التى أقيمت فى أمريكا يناير عام 2024 شاهدنا نور الشربينى بطلة العالم بعد تأهلها إلى الربع النهائى تحرص على أن تشجع زميلتها روان العربى المصنفة الـ 12 عالميًا فى ذلك الوقت، والتى كانت تستعد لمباراة صعبة وقوية مع نظيرتها البلجيكية ونيللى جيليس المصنفة رقم 4 عالميا رغبة فى التأهل إلى الربع النهائى، وظهرت لنا صورة ونور تجلس على الأرض تحت قدم روان، وهى تعطى نصائح لها قبل المباراة وبين الأشواط، وكانت النتيجة فوز روان على المصنفة الرابعة 3/2 وتأهلت..

نفس المشهد تكرر من نور مع زميلتها هانيا الحمامى فى بطولة هونج كونج شهر ديسمبر 2024 أثناء مباراتها مع الأمريكية أماندا صبحى فى دور الـ16 حتى استطاعت الفوز..

المشهدان تم تكرارهما أكثر من مرة من الأسطورة نور، وهو مايدل على أنها حقا كبيرة وتثق فى نفسها ولا تبخل بالنصائح والتحفيز لزملائها..

فالبطل الحقيقى هو من يأخذ بيد الأصغر منه وهو دليل على مدى إنسانية نور وما تحمله من صفاء للنفس وتواضع، وهى صفات يجب أن يتحلى بها الجميع وليس الرياضيين فقط فهى نموذج يجب الاحتذاء به ونعلمه للأجيال القادمة، لذا لا تتعجب عندما تعرف أن تصنيف أبطال العالم للإسكواش سيدات مصريات كلهن بداية من نوران جوهر ونور الشربينى وهانيا الحمامى والبطلة المصرية الصاعدة أمينة عرفى صاحبة الـ 17 عاما خامس التصنيف وروان العربى التاسعة عالميا..

وللعلم فإن أمينة عرفى ثانى أصغر لاعبة تقتحم قائمة التوب 5 بعمر 17 عامًا فى تاريخ اللعبة، حيث تسبقها الأسطورة المصرية نور الشربيني، والتى تعد أصغر لاعبة فى الإسكواش تصل إلى تلك القائمة بعمر 16 عامًا..

وهنا علينا جميعا ألا ننسى أن الإسكواش أصبحت لعبة رسميا فى أولمبياد لوس أنجلوس 2028 ، لذا علينا الاستعداد الجيد لضمان الحصول على ميداليات أولمبية مع الوضع فى الاعتبار سن اللاعبات، فنور تبلغ الآن 30 عاما وروان وهانيا 25 وأمينة 17 عاما والبطولة بعد ثلاث سنوات فهل تم الاستعداد لتواصل الأجيال، وهل هناك خطة واستراتيجية تم وضعها، أم يتم الاكتفاء بدور الأندية المصرية فى اكتشاف المواهب فقط؟

ونفس الأمر ينطبق على الرجال، فنجد مصطفى عسل الأول عالميا يليه فى الترتيب على فرج ثانى العالم، وطارق مؤمن سادس، وكريم عبدالجواد تاسع، ويوسف سليمان عاشر..

والتساؤل الذى يطرح نفسه متى يفكر المسؤولون عن لعبة الإسكواش من الاستفادة منها كسياحة رياضية؟ وأن يتم الاهتمام بأبطال العالم المصريين؟ ومتى نجد تسويقا رياضيا علميا لصناعة النجوم فى لعبة نحن أبطال العالم بها؟ وهنا يجب أن أشير إلى أن مؤسسة الأهرام أول من اهتمت برياضة الإسكواش، بل وأقامت بطولة عالمية أمام الأهرامات ووقتها لم نكن نملك أبطالا غير أحمد برادة، ولم يكن بطل العالم وبعد سنوات من اختفاء البطولة عادت إلى الحياة مرة أخرى، ولكن نهايتها كانت عام 2020، وبعد ذلك التاريخ ظهر عدد من البطولات، ولكنه كله لصالح شركات كبرى عرفت كيف تستفيد من نجوم مصر أبطال العالم وتستغلهم فى الدعاية لشركاتهم، وهنا من حقى كمواطن مصرى غيور أن يكون عندنا بطولة عالمية تنظمها الدولة تليق باسم مصر نستطيع من خلالها الدعاية السياحية لمصر ليس فقط أمام الأهرمات، ولكن تقسم البطولة لمجموعات فى أكثر من موقع مثل الأقصر وأسوان أو فى العلمين الجديدة والعاصمة الإدارية، بجانب إقامة بطولات للإسكواش للناشئين لاكتشاف المواهب الجديدة على أن يتم عمل الدعاية الكافية لتلك البطولات وعدم الاكتفاء بإذاعتها على قناة أون تايم سبورت فقط، بل على أكثر من قناة عامة.

وأخيرا لى ملاحظة لا أجد لها مبررا، فالرئيس السيسى يحرص دائما على تكريم الرياضيين المصريين، وقد كرم أبطال الإسكواش أكثر من مرة من قبل ولكن عند عودة أبطال مصر الأسبوع الماضى إلى أرض الوطن لم يكن وزير الشباب والرياضة فى استقبالهم، بل أناب عنه مدير عام الإدارة العامة لأداء المنتخبات القومية! فهل أبطال العالم للإسكواش لا يستحقون استقبالا رسميا رفيع المستوى بجانب استقبال شعبى يذاع فى القنوات الفضائية؟!

أخبار الساعة

الاكثر قراءة