رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الرئيس السيسى والكنيسة.. عهد إنسانى جديد


20-4-2025 | 01:05

الرئيس السيسي والبابا تواضروس

طباعة
بقلـم: الأرشمندريت د. ذمسكينوس الأزرعى

أستهل مقالى بالتحدث عن مجلة «المصور» بمناسبة مئويتها؛ إذ هى واحدة من أعرق المجلات المصرية الأسبوعية، والتى تعد درة من درر الإصدارات المقروءة لدار الهلال، فتاريخ هذه المجلة يتحدث عن نفسه منذ تاريخ إصدار عددها الأول وإلى يومنا هذا ما زالت حاضرة لتغطية كل جديد بمهنية ومصداقية عالية، ما أكسبها شعبية واسعة النطاق، بالكلمة والصورة النابعة دوماً من قلب الحقيقة.

ومن الجدير بالذكر أن العدد الأول لمجلة «المصور» تم إصداره فى الرابع والعشرين من شهر أكتوبر لعام 1924، حيث مر على أول إصدار مائة عام، مائة عام من الإبداع والصدق، وتُعتبر هذه المجلة رمزاً تاريخياً، فهى من المجلات القليلة التى حافظت على صدورها المنتظم دون انقطاع على مدار قرن كامل. 

واليوم نشعر بالحاجة الداخلية أن نحمد الله على نعمة الحقيقة التى باتت عنواناً مشرفاً فى مسيرة الإعلام المصري، فالدولة المصرية تسعى دوماً من خلال المؤسسات والقنوات الصحفية والإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية لنشر الوعي، ولا يخفى على أحد أن الدولة المصرية واجهت وعلى مدار سنوات حملات شرسة تهدف لنشر التشكيك والتلاعب بالعواطف والعقول، وذلك من خلال نشر الشائعات والأكاذيب التى لا تمت للواقع بصلة، حيث واصلت الدولة المصرية بكل فئاتها ومؤسساتها استكمال سلسلة الإنجازات خلال السنوات الماضية، فمؤسسات الدولة المصرية صامدة قوية تغلبت على هذه المحاولات الفاشلة بفضل قيادتها الحكيمة، ووعى شعبها.

لقد أكد المصريون للجميع أنهم صف واحد خلف قيادته الحكيمة وجيشه وأمنه من أجل هدف سامٍ، وهو حماية مقدرات الوطن وعدم المساس بأمن واستقرار مصر، ولهذا ستظل هذه الشائعات مجرد محاولات بائسة لن ولم تنل من عزيمة الشعب المصرى وانتمائه وحبه لوطنه.

لقد حققت الدولة المصرية إنجازات يشهد لها القاصى والداني، فمع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة البلاد، بدأت مسيرة الإنجازات التى تحققت أهدافها بالبناء والتنمية والتطوير فى كافة المجالات، والتى اتسعت لتشمل التعليم والابتكار والمعرفة والبحث العلمى والتنمية الاقتصادية والتنمية العمرانية والطاقة والثقافة والبيئة والصحة، ولن تنحصر الإنجازات على هذه المجالات فقط، بل أبدى فخامة الرئيس منذ البداية اهتماماً كبيرا بدور الشباب والمرأة وذوى الهمم، وتقديراً لهذا عُقد يوم الجمعة 11 أغسطس 2023 مؤتمر «دور الشباب الأرثوذكسى فى دعم أصحاب الهمم (أبطال الإرادة)»، والذى عقد فى قاعة المؤتمرات للمركز البطريركى للدراسات والحوار التابع لدير مار جرجس البطريركى للروم الأرثوذكس فى مصر القديمة، حيث تحدثت فى كلمتى حول أهمية دور الشباب فى دعم أصحاب الهمم والمنجزات التى حققتها الدولة المصرية فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى دعماً لذوى الاحتياجات الخاصة، والتى تنوعت فى مضمونها وطرق تنفيذها عن طريق المبادرات الرئاسية والحكومية فى سبيل دعمهم.

وأود أن أنتهز هذه المناسبة الكريمة وهى مناسبة مئوية مجلة «المصور»، لكى أسلط الضوء على الدور المحورى والوطنى الكبير للرئيس عبد الفتاح السيسى تجاه الكنيسة فى مصر أرض الكنانة المباركة، فمنذ توليه رئاسة البلاد أرسى أسساً ومفاهيم سامية تمثلت بقيادة حكيمة ودولة قوية تسعى لتطبيق أساسيات مجتمع العدالة والتنمية، من خلال المبادرات الوطنية التى أطلقها من منطلق مسئولية إنسانية مباشرة نحو تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية للمواطن المصرى فى جميع ربوع البلاد، والتى تهدف لتكريم الإنسان المصرى أيا كانت ديانته، وحفظ كرامته وحقه فى العيش الكريم، وبهذا الصدد نشكر الرئيس عبد الفتاح السيسى على كل ما يبذله من مجهودات مخلصة فى خدمة الوطن، والعمل على تحقيق دولة المواطنة، والتى تعكس الإيمان الحقيقى بقيمة الآخر وقيمة العيش المشترك، وخير شاهد على ذلك سعى فخامته المتواصل لإعمار بيوت العبادة والصلاة، وتخصيص أراضٍ لبناء الكنائس فى المدن الجديدة، وأثمن عالياً دور الدولة المصرية الكبير فى دعم عمل بطريكية الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس، ونقدم الشكر الجزيل باسم صاحب الغبطة بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس ثيوذورس الثانى للرئيس عبد الفتاح السيسى على تبرعه السخي، حيث وجه بتخصيص قطعة أرض فى العاصمة الإدارية الجديدة، والتى يتم بناء كنيسة القديس يوحنا الرحيم عليها، كما يتم أيضا بناء مبنى سيكون مركزا ثقافياً يعكس أواصر المحبة التى تنسج صورتها خيوطاً من الأصالة والعراقة المتجذرة والنابعة من أرض النيل أرض مصر المباركة.

وفى الختام نرفع قلوبنا متضرعين إلى الرب الإله أن يحفظ مصر وطناً وقيادة وشعباً وجيشا وأمنا، وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والتقدم والرخاء.

كما أتمنى وأتضرع إلى الله القدير بلا فتور أن يعيد العام الميلادى الجديد على وطننا العربى والعالم أجمع بالخير بالرغم من كل الظروف التى تحيط بنا، إذ إنه مؤلم أن نرى العديد من المناطق فى العالم فى دوامة من العنف الدموي. كم هو مؤلم أن نسمع لغة الحقد وقرقعة السلاح تعلو فوق المنطق والحوار! أعمال العنف الدموى التى تحصل اليوم بحق الأبرياء فى منطقة الشرق الأوسط والعالم تستنكرها كنيسة المسيح، تستنكر القتل وكل أعمال العنف وتدعو إلى السلام وتصلى من أجل الذين يسعون إليه.

وأخيراً نتضرع أن يحلّ عيد القيامة المجيد بفيض النعم والبركات، فيسود السلام الحقيقى والدائم، بانتشار المحبة والعدالة، آمين.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة