يظن الكثيرون أن ممارسة الرياضة أو الذهاب لصالات الجيم قبل الإفطار هو التوقيت الأمثل لممارسة الرياضة خلال شهر رمضان، لكنها معلومة شائعة خاطئة، قد تعرض من يمارس الرياضة إلى هبوط حاد فى الدورة الدموية يسبب الوفاة مباشرة، بسبب فقد كميات كبيرة من المياه فى ظل عدد ساعات طويلة من الصيام تصل إلى أكثر من 16 ساعة. لكن هذا لا يعنى التوقف عن ممارسة الرياضة بشكل كامل خلال الشهر الكريم، فالأمر يحتاج إلى قدر من التنظيم بين تناول الطعام بعد فترة صيام طويلة وبين ممارسة الرياضة.
ممارسة الرياضة قبل الإفطار لا تزيد عن نصف ساعة أو ساعة إلا ربع على أقصى تقدير، كما يؤكد الكابتن أحمد سمعة، مدرب كمال الأجسام، قبل أن يضيف: «هناك ظن خاطئ أن ممارسة الرياضة فى شهر رمضان يجب أن تكون قبل الإفطار، لكنها معلومة شائعة خاطئة بين المترددين على صالات الجيم. صحيح يمكنك ممارسة الرياضة قبل الإفطار لكن بوقت محدد، وبالنسبة لمن يمتلك قدرًا كبيرًا من الدهون، عليه ممارسة المشى على جهاز المشاية «التريدميل» أو العجلة «البيك» لمدة نصف ساعة أو ساعة إلا ربع كحد أقصى من أجل إحراق الدهون، دون ممارسة تمارين المقاومة».
ويرجع «سمعة» رفض التمرين قبل الإفطار إلى الخطورة التى يُعرض فيها المتدرب نفسه لو مارس الرياضة بشكل مكثف، وجمع بين تمارين الكارديو، وهى تمارين تتطلب مجهودًا كبيرًا وسرعة عالية وتزيد من سرعة ضربات القلب، وتُعرف بتمارين حرق الدهون أو الفتنيس (fitness)، وتمارين المقاومة، وهى تدريب عضلات الجسم على المقاومة لزيادة قوة العضلة وقدرتها على التحمل، مثل «تمارين الأوزان الحرة، وتمارين الضغط (Push-Ups)، وتمارين البلانك (Planks)، وتمارين «سكوات» القرفصاء (Squats)، وتمارين الاندفاع (Lunges)، وتمارين الأجهزة لأعضاء الجسم المختلفة». فالجمع بين تمارين الكارديو وتمارين المقاومة لأكثر من ساعة، ومع طول فترة الصيام وقلة نسبة المياه فى الجسم وتكون المعدة فارغة تمامًا، يعرض المتدرب إلى هبوط حاد فى الدورة الدموية قد يسبب الوفاة مباشرة.
ويتابع: «ممارسة الرياضة قبل الإفطار من أجل حرق الدهون، لكنها لا تعنى خسارة كاملة للوزن، فخسارة الوزن يلزمها نظام غذائى جيد وتمرين جيد يجمع بين تمارين الكارديو والمقاومة من أجل الحصول على جسم مثالي. الكارديو قبل الإفطار وتمارين المقاومة بعد الإفطار للحصول على وزن مثالي».
الطريقة الأمثل
وعن الطريقة الأمثل لممارسة الرياضة خلال شهر رمضان يقول «أحمد»: يمكن للصائم ممارسة المشى أو الجرى قبل الإفطار بنصف ساعة، وبعدها يتناول فطوره المكون من 3 ثمرات تمر، وشرب مياه على أن يتناول 50 جرامًا من النشويات كالبطاطس و100 جرام من البروتين كصدور الفراخ، ويمكن أن يؤجل التمرين لما بعد الإفطار بساعة من تناول هذه الوجبة. وإذا اختار أن يتمرن بعد فطوره مباشرة، فعليه الإفطار على 3 ثمرات من التمر وتناول أى مكمل غذائى على أن يستمر التمرين ساعة إلا ربعا، بعدها يتناول إفطاره، وتتضمن الوجبة 150 جرامًا بروتين و100 جرام أرز وطبق سلطة.
ويؤكد أن الوقت المثالى للتمرين بشكل عام فى فترات الصباح والظهيرة والمغرب، وتقل قيمة وفائدة التمرين بالمساء مقارنة بالليل، لكن فى شهر رمضان فى العادة ما يتم الخروج عن هذه القاعدة بسبب طول ساعات الصيام وقلة مخزون المياه فى الجسم، ويتم تأجيل التمرين حتى المساء.
ويرى أن شهر رمضان يمكن أن يكون البداية للاعتياد على ممارسة الرياضة، فخلال الشهر الكريم ستلتزم من جانب الطعام، فمرات تناول الطعام قليلة ويمكنك التحكم فى نوعية وكمية الطعام، بالبعد عن الحلويات والسكريات والنشويات وزيادة البروتين والفواكه والعصائر الطبيعية، وفى الوقت ذاته تحرص على الالتزام بممارسة الرياضة. يمكنك ممارسة المشى، وهو أبسط أنواع الرياضة، ليس شرطًا الذهاب لصالات الجيم، وممارسة عدد من تمارين الكارديو داخل المنزل أو تمارين المقاومة والاستعانة بأوزان.
الجسم المثالي
الأمر لن يتوقف على هذا القدر، كما ينبه «سمعة»، فـ30 يومًا ليست كافية لجسم مثالى أو بناء عضلات، لكن يمكن أن تكون بداية جيدة، يلزمها استمرارية من 3 إلى 6 أشهر، من أجل الحصول على شكل أو «shape» أو فورمة كما يعتاد الشباب على تسميتها.
ويوضح أن البعض يحرص على الذهاب لصالات الجيم وممارسة تمارين مرهقة، لكن فى الوقت ذاته لا يتبع نظامًا غذائيًا سليمًا، فيكثر من السكريات والحلويات والمعجنات، فلا يستفيد من هذه التمارين وتحديدًا فى شهر رمضان. فشرب العصائر ذات السكريات فور الإفطار يرفع من مستوى الأنسولين وبالتالى يتم تخزين كافة الأطعمة التى يتم تناولها، وبذلك لا يخسر الفرد وزنه رغم ممارسته الرياضة. وفى حالة رغبته فى سكريات، يمكنه تناول تمر باللوز، وهى هنا سكريات مع دهون صحية تقلل من امتصاص السكر، ومفيدة أكثر من العصائر والسكريات.
«سمعة» يدعو الجميع إلى تناول العصائر الطبيعية دون إضافة سكريات، مثل عصائر الفاكهة وعصائر التمر هندى والعرقسوس، دون شرب البودرة منها؛ لأنها لا تزيد عن مكسبات لون وطعم وسكريات ضخمة تضر بالجسم أكثر مما تفيده.
ويشير «أحمد» إلى أن الصلاة تمثل تحريكًا للجسم، فهى مفيدة لعضلات الأرجل والقطنية وأسفل الظهر؛ لأنها تحريك كامل لكافة عضلات وعظام الجسم، لكنها لا تبنى عضلة ولا تحدث شكلًا للجسم أو «shape».
