صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب كتاب جديد بعنوان «في تأصيل النقد السينمائي العربي (تجربة ذاتية)» للناقد السينمائي هشام النحاس، في إصدار يُعد إضافة نوعية إلى مكتبة النقد السينمائي العربي، لما يتضمنه من مقاربة معرفية تجمع بين التأصيل النظري والتجربة العملية.
الثقافة السينمائية هي الحاضنة الأساسية للنقد السينمائي
وينطلق الكتاب من فكرة محورية مفادها أن الثقافة السينمائية هي الحاضنة الأساسية للنقد السينمائي، وأن العلاقة بينهما علاقة تأثير متبادل وتشابك معرفي.
ومن هذا المنطلق، يستعرض المؤلف أبرز الفعاليات والأنشطة الثقافية السينمائية التي أسهمت في تشكيل تجربته النقدية، موضحًا مناطق الالتباس والتقاطع بين الممارسة الثقافية والفعل النقدي.
ويؤكد النحاس حرصه على الالتزام بالموضوعية قدر الإمكان في سرد وقائع تجربته، دون الاكتفاء بتسجيلها تاريخيًا، بل السعي إلى النفاذ إلى أعماقها، بما يتيح للقارئ مشاركة الإحساس بها وتقويمها. كما يحرص الكتاب على تقديم تجرِبة ذات طابع ثقافي معرفي، تجمع بين الفائدة ومتعة القراءة، عبر لغة تحليلية واضحة وأمثلة تطبيقية شارحة.
جذور هذا الإصدارتعود إلى طبعة خاصة محدودة صدرت عام 2019
وتعود جذور هذا الإصدار إلى طبعة خاصة محدودة صدرت عام 2019، وجرى توزيعها على ضيوف مهرجان الإسكندرية السينمائي الدُّوَليّ، وجاءت حينها مرفقة بتعقيب للناقد أحمد شوقي، أحد أبرز نقاد السينما من الجيل الجديد، و جاءت تلك الطبعة استجابة لدعوة من الناقد السينمائي الأمير أباظة، رئيس مهرجان الإسكندرية الدُّوَليّ للسينما، الذي طلب من النحاس توثيق تجربته النقدية ضمن مطبوعات دورة المهرجان، إلى جانب كتابات أخرى عن تجارِب نقاد مختلفين.
وفي الطبعة الجديدة الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، أعاد المؤلف النظر في النص، مضيفًا ما فاته في الطبعة الأولى، ليصل حجم الكتاب إلى ما يقرب من ضعف عدد الصفحات، مع توسيع مساحة الأمثلة التطبيقية، بما يمنح النص قدرًا أكبر من الحيوية والمصداقية.
ويُعد الكتاب شهادة نقدية ذاتية تسهم في تأصيل خطاب نقدي سينمائي عربي، وتفتح المجال أمام قراءات وتعقيبات لاحقة من باحثين ونقاد مهتمين بتاريخ النقد السينمائي وتحولاته في العالم العربي.