خيم الحزن على الوسط الفني المصري فور إعلان رحيل المخرج الكبير داوود عبد السيد، الذي غيبه الموت بعد رحلة من العطاء السينمائي الفريد وصراع مع المرض. وبمجرد انتشار الخبر، تحولت صفحات النجوم وصناع السينما إلى دفاتر عزاء، رثوا فيها مخرجاً لم يكن مجرد صانع أفلام، بل كان معلماً وفيلسوفاً ترك بصمة لا تُمحى في وجدان محبيه وتلاميذه.
نعت المخرجة كاملة أبو ذكري أستاذها بكلمات تملؤها المحبة، حيث نشرت صورة تجمعهما قائلة: "مع السلامة يا أستاذنا يا فيلسوف السيما، اتعلمنا من شغلك، ومجرد القاعدة معاك كانت درس في الكون والحب والفن"، وأكدت أبو ذكري أن فقدان عبد السيد يمثل خسارة لواحد من أهم الملهمين الذين شكلوا وعي الجيل الحالي من المخرجين.
من جانبها، وصفت الفنانة هنا شيحة رحيله بالخبر المفجع، مؤكدة أن السينما العربية فقدت قيمة حقيقية. واستعادت ذكريات عملها معه في لجنة تحكيم المركز الكاثوليكي عام 2017، واصفة إياه بالإنسان الراقي والمثقف صاحب الرؤية والضمير. وقالت شيحة: "ترك لنا أفلاماً لا تشيخ، وأسئلة ستظل مفتوحة عبر الزمن.. رحل الجسد وبقي الفكر حياً على الشاشة وفي الوجدان".
وفي رثاء مؤثر، عبر الفنان عباس أبو الحسن عن صدمته برحيل من وصفه بـ"الإنسان العظيم"، مشيراً إلى أن الموت باختطافه لعبد السيد ألقى بالجميع في "أرض الخوف والأسى"، وأثنى أبو الحسن على ثبات الراحل ومواقفه قائلاً: "مرت السنون وظل داوود متشبثاً بأفكاره وقيمه، لم يساوم ولم يهتز، صمد في صمت مثل الأهرامات"، كما تذكر بامتنان دعم الراحل له وتواضعه الجم خلال فترة عملهما معاً.
رحل داوود عبد السيد، لكن مدرسته السينمائية التي علمت الكثيرين كيفية قراءة الواقع بعيون فلسفية ستظل مرجعاً حياً، وقصص أبطاله الذين بحثوا عن الحقيقة ستظل تتردد أصداؤها كلما دارت بكرة السينما.