مرحلة التقدم في العمر من أهم المراحل العمرية الدقيقة في عمر الإنسان ، حيث لا يوجد بيت أو عائلة تخلو من كبار سن الذين قد يعانون من الأمراض والآلام، حيث قد تكون الأم أو الجدة أو الجد أو الأب أو العمة أو العم أو الخال أو الخالة، وتحتاج هذه المرحلة الدقيقة إلى رعاية صحية ونفسية خاصة تتناسب مع طبيعة المرحلة العمرية خاصة في فصل الشتاء.. حول كبار السن وكيفية رعايتهم صحيا ومناعيا ونفسيا كان هذا الحوار مع الدكتورة ولاء وسام علي أستاذ طب المسنين في جامعة عين شمس.
بداية من هم كبار السن؟
بكل تأكيد هم من تخطوا سن المعاش وأقصد هذه السن، لأن الشخص يشعر أن دوره المهني انتهي وأن المجتمع الوظيفي استغني عنه، مما يشعره بالإحباط النفسي والجسدي فيبدأ يشعر بالكثير من المعاناة الصحية والتي يزيد الشعور بها نتيجة المعاناة النفسية، لكن توجد فئة عمرية أكبر من هذه الفئة وهم من تخطوا هذه السن بمراحل ونتيجة لتقدم العمر عند الفئة الأخيرة، يحدث عندهم وهن جسدي وازدياد للأمراض المزمنة وبعض المشاكل المصاحبة الأخرى.
وما هي أكثر مشاكل كبار السن شيوعا؟
يعد الاكتئاب بدرجاته أهم مشاكل المسنين ، وهذا الشعور ناتج عن انتهاء الدور الوظيفي وزواج الأبناء وانصرافهم عن حياة والديهم، كما تزيد الآلام النفسية نتيجة الشعور بفقد الأحباب خاصةً الشريك أو شريكة الحياة أو الأخ أو الصديق... فالشعور بالفقد مع السن المتقدمة يزيد من عزلة كبار السن، وبالتالي تزيد لديهم أعراض الاكتئاب.
لماذا تزداد مشاكل المسنين صحيا ومناعيا في الشتاء؟
من سمات هذا الفصل البارد قصر النهار وطول الليل... والنهار بالنسبة للمسنين وغيرهم يعطي الإحساس بالتفاؤل واليقظة.. وعلى العكس، يشعر كبار السن بمعاناة نفسية عند دخول الليل بسبب الظُلمة وبرودة الجو وقلة الزيارات العائلية، حيث تزداد حالة الاكتئاب ويتسلل بداخلهم شعور بالغربة وقد يكون شعوراً شديداً بالخوف خاصة لو كان هذا المسن يعاني من الوحدة.
وتزداد أيضاً الأمراض الجسمانية المصاحبة لهذه المرحلة مثل أمراض الصدر والرئة والقلب والكلي وتزيد أيضا حدة الأمراض المزمنة إذا كان المسن يعاني من السكر والضغط، ولا ننسي أن المسنين يعانون من آلام العظام بشدة في الشتاء... وكل هذا يصب في ضعف المناعة، مما يزيد الوهن أو العصبية أو الحساسية من أي تعامل مع الأقارب.
ما هو السبيل لرفع مناعة المسنين في الشتاء؟
رفع مناعة المسن لابد أن يكون مستمراً على مدار العام خصوصاً في فصل الشتاء البارد، وعموما لابد من متابعة جيدة لكل مسن من قبل أسرته وكل حالة حسب خريطة أمراضها ومرحلتها العمرية.
كما يجب الاهتمام بفحص المسن جسديا كل فترة وعدم الاستهتار بأي عرض استجد عليه وأيضا الاهتمام بشكواه مع ضبط السكر والضغط ومتابعة حالة القلب والحفاظ عليه من الفيروسات سريعة الانتشار في الشتاء مثل أدوار الأنفلونزا مع ضرورة أخذ التطعيمات السنوية بداية من تطعيم الأنفلونزا، حيث يحميهم هذا التطعيم من أدوار الأنفلونزا بكل تحوراتها ويحميهم من تفاقم حدة الأمراض المزمنة التي تزيد مع الإصابة بالأنفلونزا.
وأنا أنصح كبار السن بضرورة تناول تطعيم مضاد للالتهاب الرئوي وهو تطعيم يؤخذ مرة واحدة في العمر بعد سن الـ65 فهو حماية قوية من الالتهاب الرئوي وما ينجم عنه من أمراض خاصة بالجهاز التنفسي، كل هذا يساعد الصحة العامة للمسن.
وماذا عن الطعام؟
للأسف ألاحظ أن غالبية المسنين لا يتناولون الطعام الصحي إلا إذا كانت هناك متابعة جيدة من المحيطين بهم... لذا لابد من الاهتمام بوجبات طعام تمدهم بكل المعادن والفيتامينات والنشويات... أما البروتين فلابد من الاهتمام به بشكل يومي وبكمية معتدلة ولابد من تناول الفاكهة الطازجة والبعد عن العصائر المعلبة مع تناول الخضراوات الورقية الطازجة وما أكثرها في فصل الشتاء.
وأنصح أيضاً المسنين بممارسة الرياضة ولتكن رياضة المشي، لأن الحركة تمنع الجسم من التيبس وتعطي نشاطا لكل أجهزة الجسم، مما يرفع الحالة المعنوية للمسن فتجعله يستطيع أن يأخذ قسطا جيداً من النوم وهذا الأخير يحسن من الصحة العامة والصحة النفسية للكبار.
ما هي خريطة التعامل مع المسن من قبل أسرته؟
كبار السن لديهم حساسية شديدة تجاه أي شئ، لكن هذه القاعدة لا تنطبق عليهم جميعاً بل ترجع للسمات الشخصية لكل واحد منهم علاوة على خريطة أمراضهم... حيث نجد كبار سن متعاونين في حين أن هناك كبار سن طبعهم حاد .
لكن عموما، لابد من الاهتمام بكل كبار السن من جانب الأبناء والأحفاد ومشاركتهم أمور الحياة والتجمع حولهم والاحتفال بهم دائما والتحدث معهم عن كل ما هو مبهج ومشاركتهم كل تفاصيل الحياة التي تبعث على التفاؤل والأمل، فالسعادة والحب الأسري أكبر علاج ضد كل الأمراض النفسية والعضوية التي تصيب كبار السن.