يحتفل اليوم الفنان طارق الدسوقي بعيد ميلاده، ذلك الفنان الذي ترك بصمة خاصة في الدراما والسينما المصرية من خلال أعماله الهادئة العميقة، وأدواره التي جمعت بين القوة والصدق الإنساني، ليصبح واحدًا من الوجوه المميزة التي ارتبط بها الجمهور عبر عقود من الإبداع الفني.
ولد طارق الدسوقي في 27 ديسمبر 1957 بمحافظة القليوبية، ونشأ في أسرة بسيطة؛ فوالده كان يعمل بالسكة الحديد، بينما كانت والدته تعمل ممرضة بوزارة الصحة، وهو ما شكّل لديه إحساسًا مبكرًا بقيمة العمل والاجتهاد. حصل في البداية على بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس، لكنه لم يتخل عن حلمه الفني، فالتحق بمعهد الفنون المسرحية وتخرج فيه عام 1983، لتبدأ بعدها رحلته الحقيقية مع التمثيل.
قدّم الدسوقي خلال مسيرته عددًا كبيرًا من الأعمال التلفزيونية المهمة التي كوّنت جماهيريته ورسخت حضوره الفني، من بينها: “حصاد الشر”، “السجين”، “اللاعبون بالنار”، “في بيتنا رجل”، “وما زال النيل يجري”، “نار ورماد”، “زمن العطش”، “زمن عماد الدين”، إلى جانب الأعمال التاريخية والدينية مثل “موسى بن نصير”، “عقبة بن نافع”، و“زرياب”، حيث أظهر قدرته على تقديم الشخصيات المركبة والتاريخية بإقناع كبير.
كما شارك في عدد من الأعمال المسرحية، التي مثلت جانبًا مهمًا من مسيرته الفنية، من بينها: “مراتي حنان”، “نقول إيه”، “المهزلة”، “الغجري”، “تأشيرة”، و“دخول الون”، مؤكدًا حضوره على خشبة المسرح بنفس القوة التي ظهر بها على الشاشة.
ويُعد دوره في فيلم “ناصر 56” واحدًا من أبرز محطات مشواره الفني، حيث قدم فيه شخصية المشير عبد الحكيم عامر بملامح إنسانية مؤثرة، إلى جانب دوره المميز في مسلسل “السقوط في بئر سبع”، الذي يعد من أهم الأعمال المخابراتية في الدراما المصرية.