تتجه أنظار الملايين من عشاق المنتخب المصرى والقارة السمراء، يوم الجمعة المقبل 26 ديسمبر الجارى، إلى ملعب «أدرار» بمدينة أكادير المغربية، حيث يشهد لقاء يمكن وصفه بـ«تكسير العظام» بين المنتخب الوطنى ونظيره الجنوب إفريقى، ضمن الجولة الثانية من المجموعة الثانية لبطولة كأس الأمم الإفريقية 2025 فى نسخته الخامسة والثلاثين الذى انطلق 21 ديسمبر الجارى ويستمر حتى 18 يناير وهى البطولة والتى تجمع أقوى 24منتخبًا فى القارة ومن بينهم مصر بالتأكيد صاحبة الرقم القياسى للفوز بالبطولة الإفريقية بسبع بطولات كاملة، لا سيما بعد فوز المنتخب على نظيره الزيمبابوى بالجولة الأولى بنتيجة (2-1) أحرزهما عمر مرموش ومحمد صلاح.
لقاء الفراعنة أمام «البافانا بافانا» يحمل فى طياته الكثير من الحسابات، خاصة أنه يجمع بين طموح «العميد» حسام حسن فى استعادة الهيبة القارية، وبين رغبة منتخب «الأولاد» فى تقديم بطولة جيدة والتأهل للأداور التالية من الكان الإفريقى، حيث يتنافس المنتخبان على صدارة المجموعة، حيث يمتلك جنوب إفريقيا 3 نقاط بعد فوزه بالجولة الأولى على نظيره الأنجولى بنتيجة (2-0).
وأكد فتحى مبروك، مدرب منتخب مصر الأسبق، أن «أداء منتخب مصر أمام زيمبابوى كان جيدًا، لكن يوجد بعض الأمور التى يجب أن يتم تعديلها فى المباريات المقبلة، ومنها أزمة إضاعة الفرص الكثيرة بجانب البطء الدفاعى الواضح على حسام عبدالمجيد وياسر إبراهيم، وعدم التفاهم والانسجام الواضح بينهما طوال شوطى اللقاء».
وأضاف «مبروك»: منتخب مصر يجب أن يدخل مباراة جنوب إفريقيا المقبلة برغبة أكيدة فى الحصول على الثلاث نقاط لاعتلاء صدارة المجموعة وعدم الدخول فى حسابات التأهل المعقدة بعد ذلك، حتى لا نصطدم بفرق المستوى الأول مبكرا فى دور الـ16، لذا يجب على حسام حسن خوض جميع مباريات المجموعة المتبقية بعنوان «لا بديل عن الفوز والصدارة»، وهنا يأتى دور قائد المنتخب محمد صلاح الذى يخوض هذه البطولة بدوافع كثرة، سواء للفوز بالبطولة مع منتخب بلده لأول مرة فى تاريخه، وعلى الجانب الآخر يريد أن يثبت أمام العالم وجماهير وإدارة ناديه ليفربول الإنجليزى بشكل خاص أن الفرعون المصرى ما زال يستطيع تقديم المردود الفنى والبدنى، ويستطيع قيادة المنتخب المصرى لمنصة التتويج رغم قوة وشدة المنافسة الشرسة من جميع فرق القارة السمراء، وهو ما حدث بالفعل أمام زيمبابوى وإحرازه هدف الفوز باللقاء فى الدقائق الأخيرة».
«مبروك» أوضح أن «حسام حسن أمام بطولة قوية، ويرغب هو أيضًا فى إثبات الذات والفوز مع مصر بأمم إفريقيا مدربًا بعدما فاز بها لاعبًا من قبل، وهذا لن يتحقق سوى بالجهد والعرق ودراسة المنافسين جيدًا ووضع الخطة الصحيحة للفوز عليها، وهنا نتحدث عن جنوب إفريقيا، هذا المنتخب العنيد الذى يقوده البلجيكى المخضرم هوجو بروس الذى يعتمد على الهوية الجماعية المستمدة من نادى «ماميلودى صنداونز» التى تعتمد على تجميع اللعب والاستحواذ السلبى لسحب الخصم، مع تدوير الكرة ببطء فى المناطق الخلفية لفتح ثغرات فى عمق وسط ملعب المنافس، ثم يأتى التحول السريع من خلال استغلال سرعات لاعبيه مثل موهاو نكوتا و لايل فوستر فى المساحات خلف الأظهر، ومن ثم الوصول لمرمى المنافسين فى أقل وقت.
وطالب «مبروك» بالدفع بعدة عناصر بشكل أساسى أمام جنوب إفريقيا وهم مصطفى محمد كمهاجم، فهو لاعب هداف ويجيد التسجيل من أقل فرص متاحة وخلفه «صلاح» فى الجهة اليمنى وعمر مرموش فى اليسار وإمام عاشور على الدائرة، بجانب مروان عطية، ويمكن الدفع بزيزو كلاعب حر يمكن استغلاله حسب طريقة اللعب وخطة الخصم الجنوب إفريقى، متسائلًا عن السبب فى إخراج إمام عاشور أمام زيمبابوى رغم أنه كان أفضل لاعب فى منتخب مصر حتى خروجه يجب أن يكون هناك رد مقنع من الجهاز الفنى فى هذا اللغز.
بدوره، قال حمادة صدقى، مدرب المنتخب الأسبق: حسام حسن لديه فرصة كبيرة للفوز بأمم إفريقيا فى النسخة الحالية، لأنه يمتلك قائمة من أفضل العناصر والأجيال المصرية خلال العشر سنوات الماضية بداية من صلاح وعمر مرموش ومصطفى محمد وتريزيجيه وإمام عاشور وزيزو ومروان عطية وغيرهم من اللاعبين المميزين للغاية، ويمكنهم الوصول لأبعد مكان بالبطولة بشرط التركيز وتوافر الدوافع والرغبة فى الفوز، لا سيما أن لديهم أيضًا نقطة قوة كبيرة وهى تاريخ الجيل الذهبى الحاصل على ثلاث بطولات أمم إفريقية بقيادة الكابتن حسن شحاته، لذا كل منتخب يواجهنا يعلم جيدًا قوة وقيمة منتخب مصر ويتعامل معنا بحظر شديد.
وأضاف: لقد شاهدت منتخب جنوب إفريقيا أمام منتخب أنجولا، وأعتقد أن نقطة الضعف الأبرز فى هذا الفريق تتمثل فى التعامل مع الكرات العرضية والضغط العالى، لأن دفاعهم يرتبك إذا تم حرمانه من بناء اللعب من الخلف، لذا يجب على حسام حسن استغلال الكرات الثابتة فهى مفتاح سحرى لهذا اللقاء المهم، وهنا يأتى دور كل من «صلاح» و«مرموش»، حيث يجب أن يتحركا فى أنصاف المساحات لاستغلال الفجوات بين قلب الدفاع والظهير، وأنسب تكتيك فنى لمواجهة القوة البدنية والسرعة لجنوب إفريقيا هو (4-3-3) التى تتحول هجوميًا إلى (3-4-3).
«صدقى»، شدد على أنه «لتحقيق الفوز، يجب على حسام حسن تطبيق «الضغط العالى» منذ الدقيقة الأولى لمنع «البافانا بافانا» من تناقل الكرة المريح، كما يجب على محمد صلاح التخلى قليلًا عن البقاء على الخط والدخول لعمق الملعب لسحب المدافعين، مما يفسح المجال للقادمين من الخلف مثل إمام عاشور أو تريزيجيه (فى حال مشاركته) للتسديد من خارج المنطقة، وهى وسيلة أثبتت نجاحها ضد دفاعات جنوب إفريقيا المتكتلة».
وطالب حسام حسن بضرورة الدفع بإمام عاشور أساسيًا هو اللاعب الثالث بجانب «صلاح ومرموش» والذى يستطيع أن يحرز الأهداف فى أى وقت ومن أى مكان داخل الملعب، هذا للاعب استثنائى أخشى أن تكون الأزمة التى حدثت من قبل بين الجهاز الفنى واللاعب ما زالت آثارها موجودة بينهم وهو ما سيكون له توابع غير جيدة داخل المنتخب، يجب أن يتم تصفية الأجواء مع كل اللاعبين، حتى يستطيع المنتخب القومى استكمال مشوراه حتى النهاية والفوز بالبطولة الإفريقية الثامنة.