تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان القدير سامي سرحان، صاحب الأداء المختلف والحضور الخاص في السينما المصرية، والذي استطاع بملامحه الجادة وصوته المميز أن يقدم أدوار الشر بطريقة قريبة من الجمهور، حتى تحولت ضحكته ومشاهده في أفلامه إلى مادة للكوميكس وإفيهات متداولة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة، ليظل حاضرًا في الذاكرة الشعبية حتى اليوم.
وُلد الفنان سامي سرحان في 25 ديسمبر 1930، وبدأ مسيرته الفنية من خلال فيلم «الحقيبة السوداء» عام 1962، وتميز منذ بدايته بقدرته على أداء الشخصيات القوية والغليظة، لكنه كان يضيف إليها لمسة كوميدية محببة جعلته قريبًا من الجمهور، فلم يكن شريرًا تقليديًا بقدر ما كان شخصية إنسانية يترك أثرًا واضحًا في كل عمل يشارك فيه.
هل سامي سرحان شقيق شكري سرحان؟
ينتمي سامي سرحان إلى واحدة من أهم العائلات الفنية في تاريخ السينما المصرية، فهو شقيق النجوم شكري سرحان وصلاح سرحان. ورغم الشائعات التي ترددت قديمًا حول وجود غيرة بينه وبين شقيقه الأكبر شكري سرحان، فإن الحقيقة كانت عكس ذلك تمامًا، حيث كان شكري داعمًا قويًا لموهبته وساعده على دخول المجال الفني، وشاركه التمثيل في فيلم «الحقيبة السوداء» عام 1963.
أبرز أعماله الفنية
قدم سامي سرحان أعمالًا عديدة تركت بصمة واضحة في السينما والتلفزيون والمسرح، من بينها: «معسكر البنات»، «محمد رسول الله»، «وصاحب الجلالة»، إلى جانب مشاركته الشهيرة في المسرحية الكلاسيكية «هالة حبيبتي» مع الفنان فؤاد المهندس، حيث أكد خلالها قدرته على تقديم الكوميديا بأسلوب بسيط ومؤثر.
آخر ظهور وتخليد الضحكة
كان آخر ظهور سينمائي للفنان سامي سرحان في فيلم «فول الصين العظيم» عام 2004، حيث جسد شخصية «جابر الشرقاوي»، الجد الصارم الذي يريد أن يجعل حفيده امتدادًا لعائلة تعمل في النصب والبلطجة، في واحد من أشهر أدواره التي جمعت بين الصرامة والكوميديا في آن واحد.
ورغم مرور سنوات طويلة على رحيله، إلا أن سامي سرحان ما زال حاضرًا بروحه وخفة ظله وضحكته التي أصبحت جزءًا من الثقافة الشعبية المعاصرة، ليبقى واحدًا من الفنانين الذين نجحوا في ترك إرث فني لا يُنسى في ذاكرة السينما المصرية.