أعلنت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، اليوم السبت، انضمام فنلندا رسميًا إلى معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا (TAC)، في خطوة تُعمق العلاقات بين الطرفين وتُعزز الروابط بين أوروبا وجنوب شرق آسيا.
وذكرت صحيفة "ذا ستار" الماليزية أن مراسم التوقيع، جرت اليوم، بحضور الأمين العام لآسيان الدكتور كاو كيم هورن، لتصبح فنلندا العضو الـ58 في المعاهدة التي تعد الإطار القانوني للعلاقات السلمية بين دول المنطقة وشركائها.
وقال وزير الخارجية الماليزي محمد حسن، متحدثا باسم ماليزيا بصفتها رئيسة آسيان، إن انضمام فنلندا "ليس مجرد إجراءً دبلوماسيًا، بل جسر يربط بين جنوب شرق آسيا وأوروبا على أساس الثقة المتبادلة والمبادئ المشتركة واحترام النظام الدولي القائم على القواعد".
وأضاف: "هذه الخطوة تعكس روح الانفتاح لدى آسيان، التي ترحب بالشراكات مع الدول المتقاربة في الرؤى والطموحات من أجل السلام والاستقرار والازدهار".
وأوضح وزير الخارجية أن معاهدة الصداقة والتعاون، التي أُسست عام 1976، شكلت على مدى ما يقرب من خمسة عقود ركيزة لنهج آسيان في التعايش السلمي القائم على مبادئ الاحترام المتبادل، وعدم التدخل، وتسوية النزاعات بالطرق السلمية، مؤكداً أن هذه المبادئ لا تزال تحتفظ بأهميتها في عالم اليوم.
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الفنلندية إيلينا فالتونن إن انضمام بلادها إلى المعاهدة "يُجدد التزام فنلندا الراسخ بمبادئ التعاون السلمي، والاحترام المتبادل، والمساواة السيادية بين الدول"، مشيرة إلى أن هذه القيم تشكل جوهر كل من سياسة آسيان الخارجية ونهج فنلندا الدولي.
وأضافت: "معاهدة الصداقة والتعاون ليست مجرد اتفاق، بل شهادة على دور آسيان كقوة استقرار في المنطقة وكمناصر حقيقي للتعددية. في زمن يسوده الاضطراب الجيوسياسي، نحن بحاجة إلى الحوار وبناء الثقة وتسوية النزاعات بالطرق السلمية".
وأكدت فالتونن أن انضمام فنلندا إلى المعاهدة يعكس طموحها لتوسيع التعاون مع دول جنوب شرق آسيا في مجالات الاقتصاد الدائري، والاقتصاد الأزرق، والتحول الرقمي، والتعليم.
وتُعد معاهدة الصداقة والتعاون، التي تم توقيعها عام 1976 في بالي، إطارًا قانونيًا ملزمًا للعلاقات بين الدول الأعضاء في آسيان وشركائها حول العالم، وقد انضمت إليها قوى دولية كبرى مثل الولايات المتحدة، الصين، روسيا، والاتحاد الأوروبي.