تمر اليوم ذكرى وفاة الممثلة الأمريكية كلارا جوردون بوو، التي وُلدت في 29 يوليو 1905 في بروكلين، نيويورك، وترك بصمة واضحة في عصر السينما الصامتة رغم الصعوبات النفسية والاجتماعية التي واجهتها طوال حياتها.
عاشت بوو طفولة صعبة، إذ فقدت شقيقتيها الأكبر سنًا بعد ولادتهما، وعانت والدتها من مشاكل صحية ونفسية حادة، فيما واجهت بو نفسها صدمات نفسية وعنفًا أسريًا مروعًا، ومع ذلك، استطاعت أن تجد منفذًا في الفن، وتفوقت في السينما الصامتة حيث شاركت في عشرات الأفلام التي أكسبتها شهرة كبيرة.
بدأت مسيرتها الفنية بعد فوزها في مسابقة تمثيل وطنية، وحصلت على أدوار مهمة في أفلام مثل "Down to the Sea in Ships" و"Dancing Mothers" و"Mantrap"، مما جعلها واحدة من ألمع نجوم هوليوود في عشرينيات القرن الماضي، على الرغم من نجاحها الفني، عانت بو من تحديات عقلية كبيرة، إذ شُخِّصت بمرض انفصام الشخصية، وتعرضت لمحاولات انتحار وعلاج بالصدمات الكهربائية.
تقاعدت لفترة بعد زواجها من الممثل ريكس بيل لتربي طفليها في مزرعة في نيفادا، لكنها عادت إلى هوليوود لاحقًا، محافظًة على خصوصيتها الشديدة، ولم يمنعها التقاعد المؤقت من أن تحفر اسمها في تاريخ السينما، فحصلت على نجمة في ممشى المشاهير في هوليوود عام 1960، ووُضع رسم كاريكاتوري لها على طابع بريدي عام 1994.
حتى اليوم، يبقى جزء كبير من إرثها الفني مفقودًا، إذ تُقدر حوالي ثلث أفلامها الصامتة غير موجودة، إلا أن تأثيرها على السينما لا يزال حاضراً، ويُستذكر كلارا بوو كرمز للموهبة والإصرار رغم كل الصعوبات التي عاشتها.