تواصل سفن "أسطول الصمود" العالمي، البالغ عددها 50 سفينة، رحلتها في البحر المتوسط، أملًا في كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، ولم يعد يفصلها عن شواطئه سوى نحو 900 كيلومتر، حيث يواجه الفلسطينيون هناك حرب إبادة إسرائيلية تقترب من عامها الثاني، في ظل سياسة حصار وتجويع متواصلة منذ 19 عامًا.
رحلة مستمرة
وحسب ما أعلنه "أسطول الصمود" المغاربي، الذي هو جزء من "أسطول الصمود" العالمي، أمس الخميس، فإنه بات على بُعد 995 كلم فقط من غزّة، التي وصفها بـ"الصّامدة"، وأكمل: "قلوبنا هناك قبل سفننا، وأساطيلنا تمخر البحر بإصرار لكسر الحصار".
يأتي ذلك بينما تكرر إسرائيل تهديداتها للأسطول، حيث أكدت -وفق ما جاء على لسان وزارة الخارجية- أنها لن تسمح بدخول سفن إلى ما أسمته بـ"منطقة عمليات قتالية".
وشددت على أنها لن تسمح بخرق ما زعمت أنه "حصار بحري قانوني" مفروض على غزة، مشيرة في ذات الوقت إلى أنها قبلت بمقترح إيطالي يقضي بتفريغ المساعدات الإنسانية التي يحملها الأسطول في ميناء بقبرص، قبل نقلها إلى القطاع، إلا أن القائمين على الأسطول رفضوا العرض.
وأنهت زاعمة: "ذلك يثبت أن الهدف الحقيقي للقائمين على الأسطول هو الاستفزاز وخدمة حركة حماس"، حيث تواصل تل أبيب تجويع أكثر من مليوني فلسطيني، بزعم أن حركة حماس تستولي على المساعدات الإنسانية، وهو أمر غير صحيح.
فيما مارست إرهابها على الأسطول، عبر قصفه بالمسيرات، حيث أعلن الأسطول، الأربعاء، وقوع 12 انفجارًا في 9 سفن تابعة له، جراء استهدافها بطائرات مسيّرة.
دعم دولي
وقررت إسبانيا إرسال سفينة حربية من ميناء قرطاجنة جنوب شرقي البلاد، لتأمين "أسطول الصمود"، وفق ما أعلن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز.
وفي السياق ذاته، دفعت إيطاليا بسفينتين حربيتين للمشاركة في حماية الأسطول.
وأكدت اليونان من جانبها أنها ستضمن الإبحار الآمن للقوارب المتواجدة حاليًا في مياهها ضمن أسطول دولي متجه إلى غزة، موضحة أنها أبلغت إسرائيل بأن مواطنين يونانيين ضمن الأسطول.
وأبحر "أسطول الصمود" العالمي، الذي يضم عاملين في المجال الإنساني وأطباء وفنانين وناشطين من 44 دولة، في وقت سابق من الشهر الجاري من تونس، بعد سلسلة من التأجيلات المتكررة، متجهًا نحو غزة.
ويهدف الأسطول إلى فتح "ممر إنساني" وكسر الحصار المفروض على القطاع، الذي يشهد حربًا مدمرة منذ أكثر من 23 شهرًا تشنها إسرائيل ضد المدنيين العزل، تحت ذريعة القضاء على حركة حماس.
وأكد منظمو الأسطول قبل انطلاقه عزمهم المضي في الرحلة، رغم تعرض قاربين تابعين له لهجمات نفذتها مسيّرات.
الأزمة الإنسانية في غزة
ووصلت الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة إلى منحنى غير مسبوق بفعل سياسات الحصار الإسرائيلية، حيث يسجل يوميًا وفيات من جراء الجوع.
وترفض إسرائيل الاستجابة لكافة المناشدات الدولية والأممية، المطالبة بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، إمعانًا في إبادة الفلسطينيين.