حالة من الجدل أثارها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد حديثه عن خطورة الباراسيتامول على الحوامل وأنه يزيد من إصابة الأطفال بالتوحد، وهو ما كشفت الدراسات العلمية ومنظمة الصحة العالمية والمؤسسات الصحية حقيقته.
تصريحات ترامب عن الباراسيتامول
وكان ترامب، قال في تصريحات له، أن النساء الحوامل ينبغي لهن عدم تناول دواء باراسيتامول الواسع الاستخدام، قائلا في حديثه لهن، "لا تتناولنه!"، حيث رجح ترامب أن استخدام دواء تايلينول خلال الحمل قد يساهم في ارتفاع معدلات التوحد في الولايات المتحدة.
وتايلينول، هو اسم آخر لمسكن الآلام الشهير الباراسيتامول، وقال إنه لا ينبغي للنساء تناول الأسيتامينوفين، المعروف أيضا بالاسم التجاري تايلينول "طوال فترة الحمل".
جاء ذلك في ظل محاولات الإدارة الأمريكية، دراسة أسباب الزيادة الملحوظة في حالات التوحد بالولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة.
ما هو الباراسيتامول؟
ووفقا لهيئة الدواء المصرية، ينتمي الباراسيتامول لمجموعة الأدوية المسكنة للآلام وغير المخدّرة، ويُعد ضمن الأدوية المنزلية التي تُستَخدم لتسكين الآلام الخفيفة والمتوسطة وخفض الحُمَّى.
ويمكن تناول الباراسيتامول بجرعات محددة للبالغين، وهي ١ جم كل ٦-٨ ساعات حسب الحاجة أو ٣٢٥ – ٦٥٠ مجم كل ٤-٦ ساعات عبر الفم أو اللبوس، حيث أوصت هيئة الدواء المصرية أنه يُنصح بجرعة يومية قصوى ٣ جم/يوم عند استخدام باراسيتامول لفترة طويلة أكثر من 7 أيام.
ماذا تقول وزارة الصحة عن الباراسيتاول؟
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة، الدكتور حسام عبد الغفار، أن (الباراسيتامول الأسيتامينوفين) آمن أثناء الحمل، وأن الخبراء الطبيون والجهات التنظيمية العالمية يؤكدون على سلامة الدوائين، حيث أعادت كل من وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) ووكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة (MHRA)، ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من الهيئات الطبية الرائدة التأكيد على أن الباراسيتامول لا يزال خياراً آمنا وموصى به لعلاج الألم والحمى لدى الحوامل عند الاستخدام وفق التوجيهات الطبية.
وقالت وزارة الصحة إنه لا توجد أدلة علمية موثقة تثبت أن استخدامه أثناء الحمل حسب الإرشادات يسبب إصابة الأطفال بالتوحد.
الباراسيتامول أثناء الحمل
وأكدت هيئة الدواء المصرية أنه يمكن استخدام الباراسيتامول أثناء الحمل، وذلك إذا لزم الأمر، مع استخدام أقل جرعة ممكنة، واستخدامها لأقصر وقت ممكن لتقليل الألم أو الحمى، ونصحت بضرورة استشارة الطبيب في حالة عدم التحسن أو إذا كنت بحاجة إلى تناول الدواء بجرعة أعلى.
كذلك أكدت منظمة الصحة العالمية، فى بيان لها أنه لا يوجد أي دليل علمي قاطع يؤكد وجود صلة محتملة بين التوحد واستخدام الأسيتامينوفين (المعروف أيضا باسم الباراسيتامول) أثناء الحمل.
كذلك قال الناطق باسم منظمة الصحة العالمية، طارق جاساريفيتش، خلال مؤتمر صحفي أمس، إن بعض الدراسات القائمة على الملاحظة أشارت إلى وجود ارتباط محتمل بين التعرض للباراسيتامول قبل الولادة والتوحد، لكن الأدلة لا تزال غير متسقة.
إصابات التوحد عالميًا
وعن إصابات التوحد عالميًا، أكدت منظمة الصحة أنه يُعاني ما يقرب من 62 مليون شخص (1 من كل 127) من اضطراب طيف التوحد، موضحة أنه رغم تحسن الوعي والتشخيص في السنوات الأخيرة، إلا أن الأسباب الدقيقة للتوحد لم تُحدد بعد، ومن المفهوم أن هناك عوامل متعددة قد تكون مسؤولة عنه.
ولم تظهر الدراسات العلمية الكبرى وجود أي رابط بين التوحّد وأي لقاح، فالدراسة التي صدرت عام 1998 وزعمت وجود رابط بين لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والتوحّد، تبيّن لاحقًا أنها معيبة وتم سحبها.