أكد الحكومة البريطانية أن حل الدولتين، الذي يشمل إسرائيل آمنة ومستقرة، إلى جانب دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة بقيادة سلطة فلسطينية ، هو السبيل الوحيد للسلام الدائم للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، بعيدا عن العنف والمعاناة الفظيعة التي استمرت على مدى العامين الماضيين.
وقالت الحكومة البريطانية، في بيان مساء اليوم الإثنين، إن الاعتراف بفلسطين "قرار تاريخي" يستند إلى الحق غير القابل للتصرف للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وهو ما إلتزمت به الحكومة البريطانية كجزء من برنامجها.
وأوضح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن هذا القرار لا يتعلق بحركة حماس ، وإنما لصالح إقامة دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وبحدود معترف بها ، داعيا حماس الى إطلاق سراح جميع الأسرى، والاتفاق على وقف إطلاق النار الفوري، إضافة إلى التخلي عن السلاح.
وأشار ستارمر، في بيان اليوم، إلى أنه من المتوقع أن تتخذ المملكة المتحدة إجراءات إضافية في الأسابيع المقبلة ، وأن تبذل قصارى جهدها لإعادة الأسرى إلى ديارهم.
ودعت الحكومة البريطانية، حكومة إسرائيل، إلى تغيير نهجها ووقف هجومها على قطاع غزة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية التي يحتاجها السكان بشدة ، فضلا عن وقف توسيع المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية.
من جانبها ، قالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر : "إن قرار اليوم التاريخي، الذي إتخذناه مع بعض أقرب حلفائنا ، بالإعتراف بدولة فلسطين، يعكس إلتزامنا الثابت بحل الدولتين ، ويؤكد الحق غير القابل للتصرف للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره".
وأضافت أن هذا الاعتراف خطوة مهمة للحفاظ على فرصة حل الدولتين، في وقت يواجه فيه هذا الحل تهديدا غير مسبوق ، فحل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان السلام والأمن على المدى البعيد لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين.
وتابعت : "إن الإعتراف هو جزء من جهود أوسع وأقوى لإرساء السلام ، نحن بحاجة إلى إنهاء النزاع في غزة وضمان إطلاق سراح جميع الأسرى، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين ، ويتطلب الأمر ليس فقط وقف إطلاق النار الفوري، بل وضع خطة سلام مستدامة ، والتي ستكون ركيزة جهودي الدبلوماسية في الأمم المتحدة هذا الأسبوع".
ونوه البيان بأن : "الحكومة البريطانية لا يمكنها استمرار دعمها لحل الدولتين بشكل مقنع دون الإعتراف بكلتا الدولتين، ولا يلغي هذا القرار مطالب الحكومة البريطانية من السلطة الفلسطينية بإجراء إصلاحات شاملة ، وقد تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بهذه الإصلاحات، بما في ذلك إجراء انتخابات جديدة خلال عام من وقف إطلاق النار".
وأكد البيان أن المملكة المتحدة، ستواصل تقديم الدعم الفني والمالي للسلطة الفلسطينية أثناء تنفيذها لهذه الإصلاحات وبناء الدولة الفلسطينية، وذلك من خلال جهود المبعوث البريطاني لشئون الحكم في السلطة الفلسطينية، مايكل باربر، الذي يعمل على تعزيز قدرات السلطة الفلسطينية في مجال الإدارة والحوكمة.
وأوضحت الحكومة البريطانية، أن الاعتراف وحده لا يكفي لتغيير الوضع على الأرض.
وفي ختام بيانها، أكدت المملكة المتحدة أنها ستواصل العمل عن كثب مع حلفائها لدفع هذا المشروع، الذي يعد الاعتراف بدولة فلسطين جزءا أساسيا منه، كخطوة أولى وأكثر إلحاحا نحو سلام دائم.