على الرغم من الإيجابيات المتعددة لتقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، إلا أن الأمر قد يحمل كوارث بالنسبة للبعض، وهو ما حدث لسيدة روسية خسرت مدخراتها بعدما وقعت ضحية عملية احتيال متقنة استخدم فيها المحتالون مقطع فيديو مفبرك يظهر فيه مسؤول حكومي رفيع المستوى.
وبحسب وسائل إعلام روسية، فإن السيدة البالغة من العمر 43 عامًا، من مدينة تايشيت في سيبيريا، تلقت رسالة إلكترونية مرفقًا بها فيديو بدا مقنعًا للغاية، إذ ظهر فيه "مسؤول فيدرالي" يتحدث عن برامج دعم حكومية جديدة ومكافآت مالية مرتبطة بسنوات الخدمة.
وبحسب رواية الضحية، فإن الفيديو كان يتميز بصوت واثق ولغة رسمية، ما جعلها تصدّق الأمر وتضغط على الرابط المرفق للحصول على "المزيد من التفاصيل".
فور ذلك، جرى تحميل تطبيق مجهول على هاتفها، أعقبه اتصال من شخص قدم نفسه كخبير مالي أكد لها موافقة السلطات على صرف المستحقات، لكنه أوضح أنه بإمكانها مضاعفة المبلغ عبر استثمار شخصي.
ولم تكتفِ العصابة بذلك، بل تواصل معها "خبير تقني" طلب منها مشاركة شاشة هاتفها وتنزيل تطبيق للتداول، ليتم بعد ذلك إقناعها بالحصول على قروض تجاوزت قيمتها 1.2 مليون روبل وتحويلها إلى حسابات مجهولة.
وبعد ساعات قليلة فقط، اكتشفت السيدة أن الفيديو الذي شاهدته لم يكن حقيقيًا، وإنما جرى إنشاؤه بتقنية "الديب فيك"، وهي إحدى أدوات الذكاء الاصطناعي القادرة على تقليد أصوات وصور الشخصيات العامة بدقة لافتة.
وفي أعقاب الحادثة، أعلنت السلطات الروسية فتح تحقيق رسمي في الواقعة، حيث يجري فريق مختص من وحدة الجرائم الإلكترونية تعقب الحسابات التي حُوّلت إليها الأموال، إلى جانب فحص الفيديو المزيف والتطبيقات المستخدمة في الاحتيال.
وأكدت الشرطة أن التحقيق يستهدف الوصول إلى الشبكة الإجرامية التي تقف وراء العملية، مع التحذير من انتشار أساليب مشابهة تستغل الذكاء الاصطناعي لإقناع الضحايا بتمرير بياناتهم وأموالهم.