رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

في ذكرى ميلاده.. عبد السلام النابلسي بين ضحكات الشاشة وأزمات الديون

23-8-2025 | 11:13

عبد السلام النابلسي

طباعة
ندى محمد

يوافق اليوم 23 أغسطس ذكرى ميلاد الكوميديان الكبير عبد السلام النابلسي، أحد أيقونات السينما المصرية والعربية في زمنها الذهبي، وصاحب البصمة المميزة في أدوار "البطل الثاني" التي أضفت روحًا خاصة على عشرات الأفلام، ليبقى في ذاكرة الأجيال رغم رحيله في 5 يوليو 1968 إثر أزمة قلبية.

بداياته ورحلته مع الفن

وُلد النابلسي عام 1899 في لبنان لأسرة فلسطينية الأصل، وجاء إلى القاهرة للدراسة في الأزهر الشريف، لكنه سرعان ما انجذب إلى الفن، فبدأ مشواره عام 1929 من خلال فيلم "غادة الصحراء"، وعمل في الصحافة لفترة، قبل أن يجد نفسه في عالم التمثيل والإخراج، ليصبح واحدًا من أبرز صناع الكوميديا في السينما المصرية.

"ملك الإفيهات" وتميمة الحظ للنجوم

امتلك النابلسي حضورًا طاغيًا وخفة ظل جعلته يُلقب بـ"الكونت" و"ملك الإفيهات"، إذ أتقن الأدوار الكوميدية وشارك في أكثر من 150 فيلمًا مع كبار نجوم عصره مثل إسماعيل يس، فريد الأطرش، صباح، وعبد الحليم حافظ.

كان ظهوره تميمة حظ للنجوم، حيث ساهم في نجاح أعمال غنائية وكوميدية عديدة، من بينها: عفريتة هانم، شارع الحب، إسماعيل يس في الجيش، العتبة الخضراء، فاطمة وماريكا وراشيل.

مقالب وطرائف من الكواليس

في حوار قديم لها، روت الفنانة صباح واحدة من الطرائف التي جمعتها بعبد السلام النابلسي خلال تصوير فيلم حبيب حياتي، قائلة: "كان عبد السلام معروف إنه بتاع مقالب.. في يوم قالي بكره تصوير المشهد الساعة 6 الصبح، أنا صدقته وجهزت نفسي، رحت الاستوديو بدري جداً، لقيت المكان كله مقفول، فضلت مستنياه لحد ما ظهر بعد ساعات وهو بيضحك وقال لي: (معلش يا صبوحة، حبيت أضحك شوية)".

وأضافت صباح في الحوار نفسه: "كان بيموت في الضحك.. عمره ما كان يسيب كواليس من غير ما يعمل مقلب أو نكتة.. وكان عنده أسلوب يخليك تزعل وتضحك في نفس الوقت".

أزماته في أواخر حياته

رغم شهرته الكبيرة، عاش النابلسي أيامه الأخيرة في أزمات مالية خانقة بسبب مشاكل مع الضرائب المصرية وإفلاس بنك في بيروت، مما اضطره للبقاء في لبنان بعيدًا عن مصر التي كان يردد عنها دومًا: "لحم أكتافي من خيرها".

حتى جنازته أثارت الجدل، إذ تكفل بها صديقه الفنان فريد الأطرش إلى أن تمكنت زوجته من التصرف في أموال الأسرة، وهو موقف يعكس حجم محنته في سنواته الأخيرة.

زواجه المتأخر ورحيله

ظل النابلسي عازبًا حتى بلوغه الستين، حينما ارتبط بإحدى معجباته بعد قصة زواج غريبة، تحدى خلالها رفض أهلها وقرر خطفها ليحقق حلمه بالارتباط، لكنه لم ينعم طويلاً بالحياة الزوجية، إذ رحل عام 1968 عن عمر ناهز 69 عامًا بعد أزمة قلبية، أثناء تصوير أحد أفلامه مع فريد شوقي وصباح.

ورغم مرور عقود على رحيله، يبقى عبد السلام النابلسي حاضرًا في قلوب محبيه، كرمز للكوميديا الراقية التي جمعت بين الذكاء وخفة الظل، وصوت لا يُنسى في تاريخ الفن العربي.

أخبار الساعة