في ذكرى ميلاده.. محمد العربي الفنان الذي اختار العزلة بإرادته

في مثل هذا اليوم 2 أغسطس من عام 1946، وُلد الفنان المعتزل محمد العربي، الذي ينتمي لأسرة فنية عريقة، فوالده هو الفنان القدير عبد البديع العربي، أما شقيقته فهي الإعلامية كاميليا العربي التي تزوجت من مخرج المنوعات المعروف فتحي عبد الستار. وبرغم مشواره الفني القصير نسبيًا، إلا أن محمد العربي استطاع أن يترك بصمة خاصة في السينما والدراما المصرية خلال السبعينيات والثمانينيات، قبل أن ينسحب طوعًا من الأضواء ويختار حياة أكثر هدوءًا بعيدًا عن الشهرة.

صلاح أبو سيف يكتشفه.. وبدايات مبشرة

التحق محمد العربي بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وهناك برزت موهبته الفنية سريعًا حتى لفت انتباه المخرج الكبير صلاح أبو سيف، أحد رواد الواقعية في السينما المصرية، والذي قرر أن يمنحه الفرصة، وبالفعل، بدأ العربي يطل على الجمهور من خلال أدوار اتسمت بالهدوء والعمق، وحقق قبولًا جماهيريًا واسعًا بفضل ملامحه الرقيقة وأدائه المتزن.

زيجاته وحياته العائلية بعد الشهرة

تزوج محمد العربي مرتين، الأولى من الفنانة اللبنانية نادية أرسلان، التي كانت قد حصلت على لقب ملكة جمال لبنان، وشاركت في عدد من الأفلام أشهرها "حتى لا يطير الدخان" أمام عادل إمام. لكن هذا الزواج لم يستمر طويلًا، لينتهي بالانفصال، ويتزوج بعدها من الفنانة المعتزلة هناء ثروت، التي شاركته قرار الابتعاد عن الفن، وأنجب منها ثلاثة أبناء هم إيمان وغفران ونور.

من الحلويات إلى المكتبة.. ثم المزرعة

بعد اتخاذه قرار الاعتزال النهائي، خاض محمد العربي تجربة جديدة تمامًا بعيدًا عن الفن، حيث افتتح محلًا لبيع الحلويات، لكن المشروع لم يحقق النجاح المرجو، فقرر تحويله إلى مكتبة لبيع الكتب، لتتحول لاحقًا إلى مصدر دخل ثابت، مكنه من شراء مزرعة ظل يديرها حتى اليوم، بعيدًا عن أضواء الشهرة وضجيج الوسط الفني.

أعمال خالدة رغم قِصر المسيرة

رغم أن مشواره الفني لم يطل، فإن محمد العربي ترك خلفه مجموعة من الأعمال التي لا تزال عالقة في أذهان الجمهور. من أبرزها مشاركته في مسلسل "رحلة أبو العلا البشري"، ودوره في فيلم "الرسالة"، إلى جانب أفلام مثل "السكرية"، و"إني راحلة"، و"حمام الملاطيلي"، و"صوت الحب"، و"تضحك الأقدار"، و"لا تظلموا النساء". أما آخر أعماله الفنية فكان مسلسل "أولاد آدم" عام 1987، الذي جمعه بعدد من نجوم الدراما مثل عبد المنعم إبراهيم وفاروق الفيشاوي، قبل أن يغلق صفحة الفن تمامًا ويبدأ فصلاً جديدًا من حياته بعيدًا عن الكاميرات.