كشف الإعلامي محمد عبد الله، عن كواليس اللحظة التي وُصفت بأنها فارقة في علاقته مع الجمهور، بعدما بكى خلال تقديمه إحدى التغطيات الإخبارية عن الأوضاع في قطاع غزة.
وقال عبدالله في حوار مع "المصور" ينشر لاحقا، إن "اللحظة التى بكيت بها لم أكن على الهواء، لقد فوجئت بقطع «الأوف إير» - عرض الصور مع تعليق صوتى - وكانت تلك لحظات أدخلتنا جميعًا فى حالة من الذهول من شدة القصف وقسوته على أهلنا فى القطاع، إذ لم يسلم من نيران الاحتلال لا بشر ولا حجر".
وأضاف: "قبل تلك اللحظة كنت أتواجد فى الكنترول وأمامى شاشة عرض تغطى أنحاء القطاع وفوجئت بمقطع فيديو من مستشفى الشفاء، وحين اقتربت الكاميرا من الأشخاص بمحيط المشفى ظهر رجل فلسطينى يرفع يديه حاملا - شيئًا ما - قبل أن أكتشف أنه «طفل بلا رأس - وآخر يحمل أكياسا بها - ما تبقى من أبنائه - وهى صور قاسية، وأنا فى نهاية المطاف إنسان لم أرَ مثل هذه الأحداث من قبل، وهناك جيل كامل لم يرَ مآسى الحروب".
وتابع: "حين دخلت الهواء، بدأت المشاهد تشتد رعبًا، وفجأة تم قصف عائلة المراسل المصاحب لى على الهواء.. وهنا بدأت بالدخول إلى لحظات الانهيار - وتلون صوتى بلون الأحداث - وفوجئت بقطع الصورة وخرجت الصورة كما رآها الناس - عفوية بالدرجة الأولى –لحظة تجسد مشاعر إنسان تجاه قتل وحشى لأطفال أغلبهم تحولوا لأشلاء".
وأوضح عبدالله أنه "بعد ما يقرب من 16 ساعة من العمل خارت قواى وغفوت، وحين استيقظت فوجئت بكمية من المقاطع المصورة للحظة بكائى على الهواء - غير طبيعية –واكتشفت أن المقطع انتشر بصورة هستيرية، واختلطت على نفسى مشاعرها وأنا أطالع هذه الرسائل المرسلة لي، كنت أشعر بمزيج من الحزن والامتنان، وبقدر ما من التضامن لا أقول سوى إننى «مررت بعاصفة هزت قلبى وذهني». فالموت له رائحة تطغى على كل شيء".