بينما تبدأ مؤشرات الاقتصاد المصري في التعافي بقوة، وتتراجع أسعار الدولار وتتباطأ معدلات التضخم، تحركت الحكومة بخطى سريعة نحو ترجمة هذه التحولات إلى واقع ملموس يشعر به المواطن في الأسواق، وفي هذا السياق، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا موسعًا بمدينة العلمين الجديدة، جمع خلاله كبار التجار ورؤساء الغرف التجارية والصناعية، لوضع خطة عاجلة لضبط الأسعار وتوفير السلع بأسعار عادلة.
من جانبه، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الحكومة وفرت خلال الفترة الماضية متطلبات الإنتاج والسلع من العملة الأجنبية، في ظل استقرار كبير للجهاز المصرفي، مشددًا على ضرورة أن يلمس المواطن هذا التحسن الاقتصادي من خلال انخفاض فعلي في أسعار السلع.
وطالب مدبولي اتحاد الغرف التجارية بالتوافق مع الغرف التابعة له على خفض حقيقي لأسعار السلع، خاصة مع تراجع سعر صرف الدولار وتحسن مؤشرات الأداء الاقتصادي، مشيرًا إلى أن "الأسعار لا يجب أن تظل مرتفعة بعد زوال العوامل التي تسببت في زيادتها".
وخلال الاجتماع، أكد المهندس أيمن العشري، رئيس غرفة القاهرة التجارية، أن الوقت قد حان للانتقال من الوعود إلى الأفعال، عبر مبادرات فعلية لخفض الأسعار، وتكريس مبدأ الشفافية والعدالة في السوق المصري، مشيرا إلى أن غرفة القاهرة، تلتزم بالتعاون الكامل مع الحكومة لتنفيذ رؤية عملية لضبط الأسعار والحد من الأعباء على المواطنين، مضيفًا أن المرحلة الحالية تتطلب خطوات تنفيذية ملموسة، تتجاوز حدود التصريحات والمبادرات النظرية.
وأوضح أن الغرفة تجري تنسيقًا موسعًا مع كبار المصنعين والمنتجين، خاصة في قطاع مواد البناء، لخفض أسعار الحديد إلى مستويات عادلة تحقق الحد الأدنى من الربحية، مشيرًا إلى أنه سيتم الإعلان رسميًا عن قائمة محدثة بأسعار الحديد من مختلف المصانع خلال الأسبوع المقبل، في خطوة تهدف لتحقيق انفراجة سعرية حقيقية يستفيد منها المستهلك.
كما أعلن العشري أن الغرفة بصدد إطلاق مبادرات جديدة تشمل سلعًا استراتيجية متنوعة، بالتعاون مع الموردين وسلاسل الإمداد، في إطار الأوكازيون الصيفي الذي ينطلق رسميًا في 4 أغسطس المقبل، مؤكدًا أن التخفيضات لن تقتصر على الملابس بل ستمتد إلى قطاعات سلعية واسعة.
وشدد العشري على أن استقرار السوق يتطلب التزامًا جماعيًا بين الحكومة والقطاع الخاص والغرف التجارية والمستهلكين، مؤكدًا أن الفرصة الحالية مواتية أمام القطاع التجاري للقيام بدوره الوطني الكامل.
وقدم أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، عرضًا حول توافر السلع وتطورات الأسعار، وأكد استعداد الاتحاد الكامل للتعاون مع الحكومة في دعم مبادرات خفض الأسعار.
كما استعرض المهندس أسامة الشاهد، رئيس غرفة الجيزة التجارية، مقارنة بين أسعار يناير ويونيو 2025، مشيرًا إلى انخفاض فعلي في أسعار سلع أساسية مثل السكر والأرز والدقيق، مؤكدًا أن ثبات الأسعار رغم ارتفاع تكاليف المحروقات يعد تطورًا إيجابيًا.
وفي السياق ذاته، أعلن الشاهد عن استعداد غرفة الجيزة لتوسيع مظلة الأوكازيون الصيفي ليشمل سلعًا متعددة، بشرط أن تعكس التخفيضات الواقع الحقيقي لتكاليف الإنتاج، مشيرًا إلى أن دعم الصناعة الوطنية هو الطريق لضبط الأسعار وتحقيق وفرة في السوق.
وشهد الاجتماع أيضًا مداخلات من عدد من رؤساء الغرف الصناعية، من بينهم المهندس جمال الجارحي، رئيس غرفة الصناعات المعدنية، الذي أعلن المشاركة في مبادرة خفض الأسعار، والمهندس أشرف الجزايرلي، رئيس غرفة الصناعات الغذائية، الذي أكد استعداد القطاع الغذائي لدعم الخطط الحكومية.
كما أشار الدكتور علاء عز، أمين عام اتحاد الغرف التجارية، إلى التوسع في الأوكازيون الصيفي ليغطي سلعًا مختلفة، بالتعاون مع سلاسل الإمداد الكبرى، في إطار توجه عام نحو خفض مستدام للأسعار.
واختتم الاجتماع بتأكيد جميع المشاركين على التزامهم بمسار وطني يهدف إلى تحقيق العدالة السعرية، وتعزيز استقرار الأسواق، وتخفيف الأعباء عن المواطنين، وسط توافق كامل بين الحكومة والغرف التجارية والصناعية على مواصلة التنسيق والعمل المشترك خلال المرحلة المقبلة.