يُعد «العميد» حسام حسن، المدير الفنى للمنتخب الوطنى الأول، أحد أبرز الأسماء فى تاريخ الكرة المصرية، ليس فقط كهداف تاريخى للمنتخب الوطنى لسنوات طويلة، بل أيضًا كقائد ميدانى امتلك روحًا قتالية فريدة، ورؤية حماسية نقلها لاحقًا إلى عالم التدريب، ويمتلك سجلًا ناصعًا فى الملاعب، حيث شارك فى بطولة كأس العالم،
و6 بطولات أمم إفريقيا، وتُوّج مع المنتخب بعدة ألقاب قارية، إضافة إلى مسيرة حافلة بالأرقام والبطولات مع الأهلى والزمالك.
«العميد» تحدث بصراحة ووضوح عن رؤيته لمستقبل «الفراعنة» فى بطولة كأس الأمم الإفريقية 2025 بالمغرب، وكشف تفاصيل خطة الإعداد، وأسلوبه فى اختيار اللاعبين، وردّه على الانتقادات المتعلقة بالانتماءات الكروية.
فى الحوار التالي، يتحدث حسام حسن عن تفاصيل مهمته، كيف يرى حظوظ مصر فى مجموعة صعبة، ورسالته للجمهور المصري، مؤكدًا أن الفرصة متاحة الآن لصناعة جيل جديد قادر على استعادة المجد.. فإلى نص الحوار.
بداية.. كيف ترى موقف منتخب مصر فى تصفيات كأس العالم 2026؟
نعم، الحلم ما زال حيًا وبقوة، وما زلنا فى قلب المنافسة. منتخب مصر يمتلك المقومات التى تؤهله للعب فى المونديال، وندرك جيدًا أن المهمة لن تكون سهلة، لكن ثقتنا كبيرة فى قدرات لاعبينا. الجولات الأربع المتبقية ستكون حاسمة، وكل مباراة تُعد بمثابة نهائي. لا مجال لفقدان النقاط، سواء داخل الأرض أو خارجها، ولهذا نعمل بكل جدية وإصرار. التأهل لكأس العالم ليس فقط طموحًا رياضيًا، بل هو مشروع وطنى يعكس مكانة الكرة المصرية، وسنقاتل بكل ما نملك من أجل تحقيق هذا الهدف.
هل سيكون هناك معسكر طويل لمنتخب مصر قبل بطولة أمم إفريقيا؟
نعم، هذا ضمن أولوياتنا فى المرحلة المقبلة. نحن نُخطط لإقامة معسكر إعداد مطول يسبق البطولة بفترة مناسبة، حتى نمنح الجهاز الفنى واللاعبين الوقت الكافى للوصول إلى أعلى معدلات التجانس والتركيز. البطولة تتطلب تجهيزًا خاصًا من كل النواحي، والمعسكر سيكون أساسيًا فى التحضير الجاد.
هل هناك نية لخوض مباراة ودية فى المغرب نفسها قبل البطولة؟
هذا أحد السيناريوهات المطروحة. فكرة إقامة ودية على الأراضى المغربية قبل بداية البطولة مطروحة بقوة، خصوصًا أنها تتيح لنا التأقلم مع الأجواء، مثل المناخ، الملاعب، وأجواء الجمهور، كل هذه تفاصيل تصنع فارقًا فى البطولات الكبيرة، وسنحاول استغلال كل فرصة ممكنة لتحقيق أفضل تحضير ممكن.
ما الخطة الموضوعة للمباريات المتبقية فى التصفيات، خاصة أنها تتزامن مع فترات ضغط مباريات؟
التحضير بدأ مبكرًا، ولدينا متابعة دقيقة لكل اللاعبين على مدار الموسم، ونحن نركز على الجاهزية البدنية والفنية، ونضع تصورًا شاملًا لكل الاحتمالات. قبل معسكر سبتمبر، سنجهز بشكل مركز، وسنراعى الحمل البدني، لأننا نعلم أن الموسم سيكون مزدحمًا، كما نسعى لتحقيق أعلى درجات الانسجام داخل المجموعة، وسنخصص جزءًا كبيرًا من العمل للجوانب التكتيكية والذهنية، بالإضافة إلى الاعتماد على تحليل شامل للمنافسين، لأننا نؤمن بأن التحضير الذكى هو المفتاح لتجاوز هذه المرحلة بنجاح.
كيف تقيّم قرعة كأس الأمم الإفريقية 2025، وهل المنتخب قادر على الذهاب بعيدًا فى البطولة؟
القرعة متوازنة لكنها ليست سهلة، وهناك منتخبات مثل جنوب إفريقيا وأنجولا وزيمبابوى تمتلك عناصر مميزة، وهى منتخبات منظمة وذات خبرة، ومع ذلك، فإن منتخب مصر لا يدخل أى بطولة إلا بطموح المنافسة على اللقب. نعلم أننا لم نُتوّج بالبطولة منذ فترة، وهناك رغبة حقيقية من اللاعبين والجهاز الفنى لإعادة المنتخب إلى منصة التتويج، كذلك نحن نمتلك قاعدة جيدة من اللاعبين المحليين والمحترفين، وعقلية الفريق الآن قائمة على اللعب من أجل الفوز، وليس مجرد المشاركة أو الأداء المشرف.
كيف ترى المنافسة مع منتخب المغرب فى الفترة المقبلة، خاصة مع حالة النجاح التى يعيشها؟
المنتخب المغربى أصبح قوة كبرى فى كرة القدم الإفريقية والعالمية، ويكفى ما قدمه فى كأس العالم 2022 للوصول إلى نصف النهائي، وهناك استقرار فنى كبير بقيادة وليد الركراكي، ولاعبون ينشطون فى أقوى الدوريات الأوروبية، ومع ذلك، فإن الاحترام لا يعنى الاستسلام، فمنتخب مصر يملك تاريخًا عظيمًا على مستوى القارة، ويعرف كيف يتعامل مع البطولات الكبرى. نحن نجهز فريقًا لا يخشى أى منافس، بل يسعى للفوز فى كل مباراة، مهما كان اسم الخصم.
البعض يتوقع أن تكون المنافسة محصورة بين مصر والمغرب.. هل توافق؟
لا أعتقد أن البطولة يمكن اختزالها فى منتخبين فقط. البطولة الإفريقية تضم منتخبات قوية مثل السنغال، نيجيريا، الجزائر، كوت ديفوار، الكاميرون.. وكلها فرق تملك تاريخًا ولاعبين مميزين. علينا أن نُحضّر أنفسنا لمواجهة أى منافس، وألا نُفاجأ بأى سيناريو. شخصيًا، لا أضع سيناريوهات محددة، بل أؤمن بالتحضير الجيد لكل الاحتمالات.
كيف تقيم مشاركة الأهلى فى كأس العالم للأندية؟
مشاركة الأهلى كانت أكثر من مشرّفة. الفريق لعب بثقة وروح قتالية عالية أمام منافسين من مستويات عُليا. ما فعله الأهلى يعكس حجم التطور فى الكرة المصرية، ويُعطى دفعة معنوية للاعبين الذين يمثلون القوام الأساسى للمنتخب. هذا النوع من الخبرات الدولية ينعكس إيجابيًا على أداء المنتخب.
ما رأيك فى عودة تريزيجيه إلى الأهلى؟
عودة تريزيجيه تمثل إضافة كبيرة، هو لاعب يملك خبرة كبيرة من الاحتراف الأوروبي، ومهارات فنية وبدنية مميزة. تواجده فى الدورى المصرى سيساعد فى رفع المستوى العام، وسينعكس على مردوده مع المنتخب، المهم أن يدخل الأجواء سريعًا، ويستعيد فورمته الكاملة.
وماذا عن انتقال زيزو إلى الأهلي؟ وهل تم ذلك بعد التشاور مع الجهاز الفنى؟
زيزو لاعب ملتزم ومحترف ويملك شخصية قوية داخل الملعب، وانتقاله للنادى الأهلى خطوة جيدة له، وسينعكس إيجابيًا على مستقبله مع المنتخب.
مع بداية الموسم الجديد فى أغسطس المقبل.. كيف ترى تأثير ذلك على استعدادات المنتخب؟
بداية الموسم ستكون مهمة للغاية، خاصة أنها تسبق تجمع المنتخب فى سبتمبر. الجاهزية البدنية للاعبين ووتيرة المباريات سيكون لها تأثير مباشر على مستوى اللاعبين دوليًا. نأمل أن يكون هناك تنسيق مثالى بين الاتحاد والأندية، حتى نتمكن من الحفاظ على اللاعبين فى أفضل حالة.
ما تقييمك لتدعيمات الأهلى والزمالك وبيراميدز استعدادًا للموسم الجديد؟
التدعيمات التى تمت حتى الآن تعكس رغبة حقيقية من الأندية فى المنافسة بقوة محليًا وقاريًا. وجود صفقات قوية يُعزز من جودة الدوري، ويزيد من حدة المنافسة، وهو ما يُفيد المنتخب فى النهاية. نُتابع كل الأسماء الجديدة، والأبواب مفتوحة أمام أى لاعب يثبت جدارته.
فى حال تأهل منتخب مصر لكأس العالم.. ما خطة التحضير؟
الخطة ستكون شاملة ومتكاملة، تبدأ بمعسكرات إعداد على أعلى مستوى، ومباريات ودية أمام منتخبات من مدارس كروية مختلفة. لن نتردد فى دعم الجهاز الفنى بخبرات إضافية إذا تطلب الأمر، سواء بدنية أو تحليلية. الهدف أن نكون على قدر الحدث، ونظهر بصورة تليق باسم مصر فى المحفل العالمي.
هل هناك نية لضم أحمد حجازى بعد إصابة عبدالمنعم؟
حجازى لاعب صاحب خبرة وقائد بطبعه، وإذا أثبتت الفحوصات جاهزيته الفنية والبدنية، فسيكون بالتأكيد ضمن الحسابات. إصابة عبد المنعم مؤثرة، لكن لدينا قاعدة عريضة من اللاعبين الجاهزين، وسيتم اختيار الأفضل وفقًا للجاهزية وليس للأسماء.
ما الرسالة التى توجهها للجماهير المصرية؟
رسالتى للجماهير: «كونوا كما عهدناكم، سندًا وداعمًا للمنتخب فى كل الظروف». نعرف مدى عشق الشعب المصرى لكرة القدم، ونعدكم بأننا سنبذل كل ما فى وسعنا لإعادة البريق للمنتخب، وأن نكون على مستوى تطلعاتكم.
البعض يرى أن المنتخب فقد شخصيته القوية.. هل هذا صحيح؟
هذا الانطباع قد يكون له بعض الوجاهة فى فترات سابقة، بسبب غياب الاستقرار الفنى والتجديد. لكن منذ البداية، كان الهدف إعادة بناء الشخصية القوية للمنتخب، من خلال الانضباط، والتحفيز، والعمل بروح الفريق. نُريد منتخبًا يقاتل، يفرض شخصيته داخل وخارج الملعب، ويُظهر احترامه للفانلة التى يرتديها.
هل تفكر فى توسيع قاعدة الاختيارات من أندية الدورى؟
نعم، هذا أحد الأهداف الرئيسية. لا يوجد لاعب مضمون فى مكانه، ولا مكان محجوز لأحد. نتابع الدورى بدقة، وهناك عناصر فى أندية خارج القمة تستحق الانضمام. المعيار الوحيد هو الأداء والانضباط، بغض النظر عن اسم النادى أو الشهرة.
هناك انتقادات لأسلوب المنتخب مؤخرًا.. تعقيبك؟
تفهم الانتقادات واجب، والجمهور له الحق فى إبداء رأيه. البعض يريد أداء هجوميًا دائمًا، لكن علينا أن نكون واقعيين. المنتخب فى مرحلة بناء، وهناك ضرورة للتماسك الدفاعى أولًا، ثم تطوير المنظومة الهجومية تدريجيًا. ومع الوقت، سترى الجماهير تحسنًا واضحًا فى الأداء والتنوع الخططي.
هل هناك نية لتجديد الدماء بشكل كبير؟
نعم، نعمل على ذلك لكن بحذر. لا يمكن أن نستغنى عن الخبرات دفعة واحدة، ولا يمكن الاعتماد على الشباب فقط. الدمج هو الأسلوب الأنسب، وهناك عدد من اللاعبين الشباب أثبتوا جدارتهم وسينالون فرصًا حقيقية خلال الفترة المقبلة.
هناك مَن يتحدث عن انتمائك الكروى وتأثيره على اختيارات المنتخب.. ما ردك؟
من المعروف للجميع أن الانتماء للنادى الأهلى جزء من التاريخ الشخصي، وهو أمر لا يمكن إنكاره، لكن عندما يتعلق الأمر بمنتخب مصر، فلا مكان لأى انتماءات أو عواطف. المنتخب هو الكيان الجامع، والاختيارات لا تُبنى على الألوان، بل على الأداء، الجاهزية، والانضباط. منذ اليوم الأول فى المهمة، كان القرار واضحًا: الأفضل هو مَن يرتدى قميص المنتخب، سواء أتى من الأهلى أو الزمالك أو أى نادٍ آخر.
هناك لاعبون من كل الأندية، ومَن يثبت نفسه سينضم بلا تردد. أتابع الدورى بكل حيادية، وأؤمن بأن العدالة فى الاختيار هى حجر الأساس لنجاح أى فريق وطني. الثقة تُبنى على النزاهة، والجمهور المصرى يعرف ويُقدّر ذلك، واللاعبون أنفسهم يشعرون بهذا التوازن داخل المعسكرات. المهم هو تقديم منتخب يُعبّر عن مصر، لا عن نادٍ بعينه.