أكد سفير دولة الكويت لدى الصين جاسم الناجم، اليوم، أن التحولات الدولية الحالية بما فيها التوترات الجيوسياسية وتحديات ما بعد جائحة كورونا أظهرت أن التكامل الإقليمي لم يعد خيارا بل ضرورة استراتيجية لضمان الاستقرار والنمو المستدام".
جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير الناجم أمام قمة وسائل الإعلام ومراكز الفكر بدول "منظمة شنغهاي للتعاون" والمنعقدة بمدينة "تشنجتشو" عاصمة مقاطعة "خنان" بوسط الصين بمشاركة عدد كبير من المسئولين في وسائل الإعلام العالمية والعربية والخليجية والمديرين العامين لوكالات الأنباء.
وأوضح سفير الكويت لدى الصين أن منطقة "منظمة شنغهاي" بما تحمله من تنوع اقتصادي وثقافي قادرة على أن تكون نموذجا فعالا لهذا التكامل البناء.
وبين أنه "لا يمكن فصل التنمية الاقتصادية عن الدور التوعوي والإعلامي"، قائلا "هنا يبرز دور مؤسسات الفكر والإعلام في تعزيز ثقافة التعاون وشرح فوائد التكامل ونشر قصص النجاح والنماذج الملهمة".
وأكد السفير الكويتي إيمان بلاده بأن البنية التحتية الذكية والاتصال العابر للحدود يشكلان الأساس لأي نهضة اقتصادية حقيقية، موضحا أنه "من هذا المنطلق أطلقت دولة الكويت (رؤية كويت جديدة 2035) التي تركز على مشروعات محورية مثل ميناء مبارك الكبير والمنطقة الاقتصادية الشمالية بما يعزز الربط اللوجستي مع دول الجوار والأسواق الآسيوية ويدعم تيسير التجارة والاستثمار".
وأكد حرص دولة الكويت على دعم المبادرات الهادفة إلى ترسيخ الحوار الإعلامي البناء وتوسيع آفاق التعاون بين المؤسسات الإعلامية ومراكز الفكر.
وأشار إلى أن "هذه القمة تولي اهتماما خاصا ببحث قضايا جوهرية تمثل ركائز للتنمية المستقبلية من أبرزها تيسير وسائل الاتصال والتجارة وتعزيز الاقتصاد الرقمي والابتكار ودعم مسارات الانتقال الأخضر والتنمية المستدامة إضافة إلى تمكين المؤسسات عبر تبني حلول مبتكرة".
وأوضح أن "هذه الموضوعات تعكس مدى التزام منظمة شنغهاي للتعاون بدعم التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات وبناء شراكات تحقق التنمية الشاملة"، قائلا إن "دولة الكويت ملتزمة بمبادئ الانفتاح والتعاون ومستعدة لتوسيع شراكاتها مع جميع الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون بما يحقق الرخاء المشترك لشعوبنا".
وأشاد السفير الناجم بالدور الرائد الذي تؤديه مبادرة "الحزام والطريق"، التي أطلقها الرئيس الصيني، شي جين بينج، كمنصة عالمية للتنمية الشاملة والتواصل الحضاري والاقتصادي والتي تتكامل مع أولويات دولة الكويت وتعد محورا رئيسا في تعزيز الترابط الإقليمي والبنية التحتية العابرة للدول.
وأشار إلى أن دولة الكويت من أولى الدول في الشرق الأوسط التي انضمت إلى المبادرة في عام 2014 كما تدعم دولة الكويت وتؤيد مبادرات الرئيس الصيني، شي جين بينج، بشأن التنمية العالمية والامن العالمي والحضارة العالمية التي تعكس حرص الصين على بناء نظام دولي أكثر عدلا وشمولا يقوم على التعاون لا المواجهة وعلى التنمية لا الهيمنة.
وأضاف أن دولة الكويت استكملت في الـ26 من مايو الماضي إجراءات انضمامها الرسمي كعضو كامل العضوية في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية (AIIB) وذلك خلال الاجتماع السنوي العاشر لمجلس المحافظين الذي عقد في العاصمة الصينية بكين كما شهد مقر البنك مراسم رفع علم الكويت احتفاء بهذا الانضمام الذي يعكس التزام الكويت بدعم جهود التنمية المستدامة في قارة آسيا وخارجها.
وتعقد قمة منظمة شنغهاي للتعاون لوسائل الإعلام ومراكز الفكر تحت شعار "تكريس روح شنغهاي لبناء ديار جميلة" تحضيرا للاجتماع الـ25 لقادة دول المنظمة المقرر انعقاده في مدينة "تياجين" في الفترة من 31 أغسطس إلى الأول من سبتمبر 2025.
وضم وفد الكويت المشارك في قمة منظمة شنغهاي للتعاون لوسائل الإعلام ومراكز الفكر المدير العام إلى جانب سفير الكويت لدى الصين المدير العام لوكالة الأنباء الكويتية بالتكليف، محمد المناعي، ورئيس تحرير وكالة الأنباء الكويتية بالتكليف، محمد البحر ومدير إدارة التسويق والعلاقات العامة لمياء الفارسي.
من جانبه، قال المدير العام لوكالة الأنباء الكويتية بالتكليف، محمد المناعي، في تصريح صحفي على هامش مشاركته في قمة الإعلام ومراكز الفكر لدول "منظمة شنغهاي للتعاون"، اليوم، إن "القمة تمثل فرصة نوعية لبلورة رؤى مشتركة ترسخ دور الإعلام في صناعة الوعي المستنير وتوجيه السياسات العامة".
وأكد أن دولة الكويت كانت ولا تزال منارة للإعلام والفكر والإبداع ومحطة انطلاق للعديد من المبادرات الإعلامية والثقافية الرائدة وحاضنة لمبادئ التعايش السلمي والتقارب بين الشعوب مجسدة إيمانها الراسخ بأهمية الحوار وبناء الجسور المشتركة في كل المحافل الدولية.
وأشار إلى أن "العالم يعيش لحظة فارقة تتسارع فيها وتيرة التغيرات الجيوسياسية والتكنولوجية إذ أصبح الإعلام جزءا لا يتجزأ منها ولاعبا رئيسا فيها".
وأوضح المناعي أن "دور الإعلام يتعاظم يوما بعد يوم إذ تبرز قيمته الموثوقة كمرجع أساسي للوقائع"، مؤكدا أهمية تضافر الجهود وتوحدها لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية من خلال الشراكة الإعلامية التي باتت ضرورة حتمية تفرضها تلك التحديات.
ولفت إلى أن العالم الآن في أمس الحاجة إلى فتح آفاق الحوار الثقافي بين الشعوب، قائلا إنه "من الضروري تحويل إعلامنا إلى نوافذ رحبة تطل على عوالمنا المتفردة والغنية من خلال بناء جسور إعلامية مشتركة تعزز دور الإعلام ورسائله".
وذكر المناعي أن المشهد الإعلامي خاض ولا يزال رحلة التحول من الإعلام التقليدي إلى المنصات الرقمية المتكاملة، داعيا إلى مشاركة التجارب في هذا المجال واكتشاف كيفية الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتخصيص المحتوى وتحسين تجربة المستخدم.
وأضاف أن "مؤسساتنا العربية منفتحة على التعاون وتطوير الآليات والأساليب في مخاطبة الرأي العام المحلي والعالمي إذ نؤمن بأهمية تعزيز الشراكات الاستراتيجية التي تجعل من تشابك المصالح وتقاطع الثقافات فرصا للتقارب ومجالا لترسيخ السلام والتنمية".
وأشار إلى أن المشاركة العربية الكبيرة في قمة الإعلام ومراكز الفكر لدول "منظمة شنغهاي للتعاون" تؤكد هذا الانفتاح كما تعكس الدور المحوري للإعلام العربي إقليميا ودوليا.
وأشاد بما شهدته فعاليات القمة من مشاركات فعالة ومقترحات بناءة تعكس رغبة حقيقية من جميع الأطراف في تعزيز التعاون بين دول المنظمة وتعظيم التبادلات والتعاون بين مراكز الفكر لتحقيق التنمية المستدامة.