لم يعد «التوك توك» مجرد وسيلة نقل بسيطة فى الأحياء الشعبية أو المناطق النائية بل تحول إلى ظاهرة تمثل تهديدا لأمن المواطنين وسلامتهم وسيولة حركة المرور فى شوارع المدن الكبرى بل وصولا إلى الطرق الرئيسية.
التوك توك حوّل الشوارع إلى ساحات فوضى بسبب سلوكيات قائدى هذه المركبات من تكدس عشوائى لانتظار الركاب فى منتصف الطرق وقطع الإشارات والسير عكس اتجاه السير بلا اكتراث والتوقف الفجائى والانطلاق بسرعة جنونية والتشابك مع السيارات، كلها سلوكيات تسببت فى اختناقات مرورية وعطلت حركة النقل العام والخاص وزادت من توتر السائقين وزادت من احتمالات التصادم.
والمشهد الأكثر إثارة، هو رؤية أطفال لا يتجاوزون العاشرة أو الثانية عشرة من عمرهم، وهم يقودون «التوك توك» سواء كان ملكا لأسرهم أو بالاستئجار لإعالة الأسرة، وهى جريمة فى حق الطفولة التى تحرم من التعليم والحياة الآمنة وجريمة فى حق المجتمع الذى يتعرض لمخاطر قيادة طفل لمركبة، وهو لا يملك أبسط مبادئ القيادة أو احترام قوانين المرور وتحويل الطفل إلى بلطجى كبداية لطريق الانحراف.
وتتوالى الحوادث المروعة التى يكون «التوك توك» طرفًا رئيسيا فيها، من ارتفاع صادم فى عدد ضحايا حوادث «التوك توك»، وفى الغالب ما يكون الضحايا من الأطفال أو كبار السن الذين يستخدمونها كوسيلة نقل لرخصها وذلك بسبب القيادة المتهورة والانطلاق بين السيارات بسرعة فائقة، فضلا عن الحوادث الجنائية من خطف وقتل وسرقة ومخدرات، حيث استغل المجرمون طبيعة «التوك توك» الصغيرة وسرعتها وقدرتها على الدخول قى الشوارع الضيقة لارتكاب الجرائم.
ومن المؤكد أن الاستمرار فى تجاهل انتشار «التوك توك» فى الشوارع من دون تقنين أو ترخيص للمركبة والسائق، يثير الفوضى التى تنذر بالأسوأ.
