رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

القاهرة تُثمّن «صراحة ترامب».. و«الدبلوماسية المصرية» تحسم «معركة السد».. «النيل».. قضية «الوجود»


17-7-2025 | 16:23

الرئيس عبد الفتاح السيسي

طباعة

«السد الإثيوبى».. واحد من القضايا التى كشفت الأحداث الجارية عن الحكمة التى تعاملت بها القيادة السياسية المصرية فى إدارتها، فكثيرًا ما حاولت بعض الأطراف جر «القاهرة» إلى ما يمكن وصفه بـ«خناقة سياسية»، وهناك أطراف حاولت «فرض واقع» على مصر، بل إن هناك مَن ذهب للحديث عن «مواجهة عسكرية»، ووسط هذا كله كانت «حكمة القاهرة» حاضرة، فلم تنجر ناحية أى معركة كلامية، ولم تحاول الدخول فى مربع «استجداء الدعم والولاء»، بل على العكس تمامًا، كان الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومن ورائه الهيئات المعنية بالأمر تُدير قضية «السد» بإتقان وحرفية أثبتتها الأيام.

 

أمريكا.. طرف أصيل فى أزمة «السد»، وهذا أمر لم تكشفه مصر، بل على العكس تمامًا، خرجت الحقيقة من البيت الأبيض، فمنذ 3 أسابيع تقريبًا، وفى معرض حديثه عن موقفه من جائزة نوبل للسلام، تحدث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن قضية السد، وقال: «سد ضخم بنته إثيوبيا بتمويل غبى من الولايات المتحدة الأمريكية، يُقلل بشكل كبير من تدفق المياه إلى نهر النيل».

كثيرون لم يلتفتوا إلى ما كشفه «ترامب»، ورغم حقيقة الأمر إلا أن رغبة الرئيس الأمريكى الحالى فى مكايدة الإدارة الأمريكية السابقة، وجو بايدن، كان لها دور فى عدم تعقيب «القاهرة» على الأمر، وهو ما يبدو أن «ترامب» انتبه إليه جيدًا، ليخرج منتصف الأسبوع الجارى، خلال لقائه مع مارك روته الأمين العام لحلف شمال الأطلسى «الناتو»، ويقول: «لقد عملنا على ملف مصر مع جار قريب (إثيوبيا)، وهم جيران جيدون وأصدقاء، أثيوبيا أقامت السد وهو ما أدى إلى وقف تدفق المياه إلى نهر النيل».

وأضاف «ترامب»: أعتقد أننى لو كنت مكان مصر فسأرغب فى وجود المياه فى نهر النيل، نحن نعمل على حل هذه المشكلة، لكنها ستُحل. لقد بنوا واحدًا من أكبر السدود فى العالم، على بعد بسيط من مصر، كما تعلمون، وقد تبين أنها مشكلة كبيرة، لا أعلم، أعتقد أن الولايات المتحدة مولت السد، لا أعرف لماذا لم يحلوا المشكلة قبل بناء السد، لكن من الجيد أن يكون نهر النيل فيه ماء، فهو مهم جدًا كمصدر للدخل والحياة فى مصر، إنه شريان الحياة لمصر وسلبه منها أمر لا يُصدق، ولكننا نعتقد أن هذه المسألة ستحل قريبًا جدًا.

هذه المرة لم تصمت «القاهرة» على حديث «ترامب»، بل خرج الرئيس السيسى، ليثمن هذه التصريحات، معربًا عن تقديره لتصريحات ترامب التى تبرهن على جدية الولايات المتحدة تحت قيادته فى بذل الجهود لتسوية النزاعات ووقف الحروب، مجددًا دعم مصر لرؤية ترامب فى إرساء السلام العادل والأمن والاستقرار لجميع دول المنطقة والعالم.

الخطوات الأخيرة من الجانب الأمريكى فيما يتعلق بـ«السد الإثيوبى»، يجب عدم التعامل معها خارج سياقها الطبيعى، فهى قطعًا جاءت فى إطار الموقف المصرى الواضح فيما يتعلق بالأزمة مع «أديس أبابا»، وهو موقف تبناه الرئيس السيسى، واتضح بعد ذلك فى تحركات عدد من الوزراء، فعلى سبيل المثال، أكد وزير الخارجية والهجرة، بدر عبدالعاطى، أن قضية مياه النيل هى قضية وجودية بالنسبة لمصر.

تصريح «عبدالعاطى»، لم يكن الوحيد من نوعه، فقد سبقه فى مطلع يوليو الجارى، تصريح الدكتور هانى سويلم، وزير الموارد المائية والرى، الذى أكد فيه رفض القاهرة القاطع لسياسة إثيوبيا فى فرض الأمر الواقع من خلال إجراءات أحادية تتعلق بنهر النيل، موضحًا أن «الجانب الإثيوبى دأب على الترويج لاكتمال بناء السد - غير الشرعى والمخالف للقانون الدولى - رغم عدم التوصل إلى اتفاق ملزم مع دولتى المصب، ورغم التحفظات الجوهرية التى أعربت عنها كل من مصر والسودان، وهو ما يعكس نهجًا إثيوبيا قائمًا على فكر يسعى إلى محاولات لفرض الهيمنة المائية بدلاً من تبنى مبدأ الشراكة والتعاون، وهو الأمر الذى لن تسمح الدولة المصرية بحدوثه».

 

الاكثر قراءة