رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

بعد اعتزاله رسمياً.. شيكابالا: عصبيتى أثرت على مسيرتى


13-7-2025 | 19:50

محمود عبدالرازق شيكابالا الكرة المصرية

طباعة
حوار: محمد القاضى

 موهبة نادرة فى زمن عز فيه جواهر الساحرة المستديرة الخالدة، ليس فقط داخل المستطيل الأخضر، بل نجده خارج الخطوط، يحفز زملاءه ويعطيهم الدعم واليقين بالعودة والانتصار، إنه محمود عبدالرازق «شيكابالا» الكرة المصرية، الذى قرر اعتزال اللعبة نهائياً، مكتفياً بالحصول على مسابقة كأس مصر، كآخر ألقابه رفقة الفريق الأبيض، ليعلن الفتى الأسمر تعليق حذائه رسمياً، على أن يتوجه إلى مهنة التدريب مستقبلاً.

«المصور» حاورت الأباتشى وأحد أساطير كرة القدم، لمعرفة ما دار خلف الكواليس، حتى يعلن اعتزاله اللعبة بشكل نهائى.

 

دعنا نبدأ من القرار الأصعب.. متى اتخذت قرار الاعتزال ولماذا؟

فى الحقيقة، قرار الاعتزال قد اتخذته منذ نهاية الموسم الماضي، شعرت وقتها أن هذه اللحظة هى الأنسب لأختتم مشوارى الكروى، حيث لم يعد لدى شىء أقاتل من أجله كلاعب، وكنت فى سلام داخلى مع نفسى، ولكن فضلت تأجيل إعلان القرار احترامًا لصديقى وزميلى محمد عبد الشافى، الذى كان يرفض إقامة مباراة اعتزال، و رأيت أنه من الواجب أن يتم تكريمه بالشكل الذى يليق بتاريخه الكبير، واخترت أن أتأخر خطوة حتى يكون له التقدير الكامل من جماهير الزمالك خلال نهائى كأس مصر.. بعد هذا المشهد، شعرت أن لحظتى قد حانت، وأنه لا يوجد أفضل من إنهاء المشوار وأنت واقف صلباً على أرض الملعب، مرفوع الرأس، راضيا عما قدمته.

وهل تشعر أنك قدمت كل ما تملكه للزمالك خلال مسيرتك؟

بكل صدق، نعم.. بذلت كل ما أملك من جهد وعطاء من أجل القلعة البيضاء، وأعطيتها من قلبى وروحي، لم يكن يومًا مجرد نادٍ ألعب له، بل كان بيتى الأول والأخير، وقد وضعته فوق كل شىء فى حياتى.. صحيح أننا لم نتمكن من حصد كل البطولات التى تمنيناها، لكننا كنّا دائمًا نقاتل من أجل الشعار والجمهور، لم أبخل بأى جهد، وكان قلبى دائمًا فى أرض الملعب.

الجماهير كانت تتمنى استمرارك لموسم آخر.. كيف تعاملت مع هذه المشاعر؟

تلقيت الكثير من الرسائل والمكالمات من الجماهير، من لاعبين سابقين، من أصدقاء، وحتى من أفراد حضروا إلى منزلى شخصيًا كى يطلبوا منى مراجعة القرار، لكننى كنت قد اتخذته بالفعل بعد تفكير عميق.

وكيف تصف ردود فعل الجماهير بعد إعلان القرار؟

ردود الفعل كانت مؤثرة للغاية، ولمست حبًا صادقًا لا يمكن وصفه، جمهور الزمالك كان دائمًا بجانبى فى كل المراحل، سواء فى الانتصارات أو وقت الأزمات، فى النجاحات أو الإخفاقات، هذه العلاقة بينى وبين الجماهير تجاوزت حدود التشجيع لتصبح رابطة إنسانية عميقة، أساسها الاحترام والحب المتبادل.. شعرت بكل ذلك فى نظراتهم، فى رسائلهم، فى كل كلمة سمعتها منهم.

ما الرسالة التى أثرت بك بشكل خاص بعد إعلان الاعتزال؟

تلقيت العديد من الرسائل المؤثرة، لكن رسالة الكابتن مؤمن زكريا كانت من أكثر الرسائل التى هزّتني.. قال لى ببساطة: «أنا بحبك يا شيكا».. هذه الكلمات حملت مشاعر عظيمة، وجعلتنى أعود بذاكرتى إلى سنوات طويلة من الأخوة والوفاء.. مؤمن زكريا شخص عزيز على قلبي، وتجربته الصعبة أظهرت معدنًا نادرًا من الوفاء والقوة.. أيضًا، تلقيت رسائل رائعة من لاعبين كبار مثل عبدالله السعيد، وكان لكل رسالة تأثيرها العميق فى نفسي.

وكيف استقبلت قرار إدارة الزمالك بحجب القميص رقم 10؟

القرار كان بمثابة وسام شرف لي، ولن أنساه أبدًا.. القميص رقم 10 لم يكن مجرد رقم بالنسبة لي، بل كان حلمًا منذ الطفولة، ارتديته بكل فخر، وكتبت به تاريخًا أعتز به، و أن يتم تجميد الرقم، فهذا يدل على أن ما قدمته كان محل تقدير من الإدارة والجماهير، إنه أكبر تكريم يمكن أن أناله كلاعب بعد الاعتزال، وأشكر كل من ساهم فى اتخاذ هذا القرار.

وهل تنوى العمل داخل نادى الزمالك بعد الاعتزال؟

أحتاج حاليًا إلى فترة من الراحة والتأمل، لقد عشت سنوات طويلة تحت ضغط المباريات والتحديات، وأعتقد أننى أستحق القليل من الهدوء الآن، لكن بالطبع، إن احتاجنى الزمالك فى أى وقت، سأكون موجودًا، ولن أتردد فى خدمة النادى الذى أعطانى كل شيء، أنا لست مجرد لاعب مرّ على ميت عقبة، بل أنا أحد أبنائه، وسأظل دائمًا داعمًا لهذا الكيان بكل ما أملك.

تحدّثت عن يقينك بالفوز فى نهائى كأس مصر.. ما سر هذا الإحساس؟

كان شعورًا داخليًا لا يستند إلى منطق، لكنه كان واضحًا بداخلي، كنت أرغب بشدة أن يختتم محمد عبدالشافى مسيرته بحصد لقب، وأخبرت اللاعبين بذلك قبل المباراة.. شعرت أن اللقاء يجب أن نهديه إلى «شيفو»، وأن الله سيكافئنا على النية الطيبة، وعندما سنحت لى فرصة تسديد الركلة الأخيرة، شعرت أنها لحظة مكتوبة، لا يمكن وصفها.

كيف تعاملت مع الانتقادات التى وُجهت إليك عقب تسديد ركلة جزاء السوبر؟

بصراحة، تعرضت لظلم كبير فى هذا الموقف، لم أكن المقرر أن أسدد الركلة، ولكن أحد اللاعبين دفعنى فى اللحظة الأخيرة وقال: «يلا يا كابتن» لم أتردد، دخلت وسددت، وبعدها بدأت الشائعات والاتهامات بأننى أبحث عن «اللقطة»، وهذا أمر لم يخطر ببالى إطلاقًا، التزمت الصمت حينها، لكن الألم ظل بداخلي.

وكيف تصف علاقتك بجمهور الزمالك؟

علاقتى بجمهور الزمالك علاقة خاصة واستثنائية، وعلاقة شراكة حقيقية، مررنا معًا بكل الظروف، وهم كانوا دائمًا السند والداعم الأكبر.. وسيظل هذا الجمهور فى قلبى إلى الأبد، وسأرد لهم الجميل بالحب والولاء.

صف لنا تعاملك مع الأزمات داخل الفريق، لا سيما فما يتعلّق بالحديث عن التدخلات الفنية؟

أرفض تمامًا هذه الاتهامات.. لم أتدخل يومًا فى عمل مدرب، ولم أكن طرفًا فى إقالة أى جهاز فني.. ذات مرة طلب منى أن أرافق مجموعة من اللاعبين للحديث مع رئيس النادى بشأن رحيل المدرب، ورفضت ذلك على الفور.. و كقائد للفريق، كنت أرى أن مهمتى هى الحفاظ على النظام والاحترام، وليس العكس.

وما رأيك فى الجدل المتكرر حول أبناء النادى داخل الزمالك؟

دائمًا كنت من المطالبين بإعطاء الفرص لأبناء النادي، لأن الزمالك ملىء بالرموز الذين قدّموا الكثير، لكن فى الوقت ذاته، من يتولى المسؤولية حاليًا يجب أن يمنح الفرصة للعمل دون تشكيك، مثل جون إدوارد، الرجل بدأ للتو، ويجب دعمه لا محاربته، خاصة إذا كنا نضع مصلحة النادى فوق كل شيء.

لمن كنت تتمنى أن تسلم راية القيادة داخل الفريق؟

كنت أتمنى أن أسلّمها لأحمد سيد زيزو، وهو أحد اللاعبين الذين أحببتهم بشدة فى هذا الجيل، لعبنا سويًا لفترة طويلة، وكان بيننا انسجام كبير، لكنه اختار الرحيل، وهو قرار أحترمه، أتمنى له النجاح فى خطوته الجديدة.

وما اللحظة الأصعب التى مرّت عليك داخل الزمالك؟

مررت بلحظات كثيرة مؤلمة، لكن أكثرها وجعًا كانت الفترة التى تم منعى فيها من اللعب لأسباب إدارية وخارج إرادتي، كنت أتابع المباريات من المنزل وأنا عاجز عن المشاركة، و«القلب يتقطع»، لكن إذا تحدثنا عن الألم الحقيقي، فإن نهائى دورى أبطال إفريقيا أمام الأهلي، المعروف بـ «قاضية قفشة»، يبقى اللحظة الأشد قسوة، حيث كانت البطولة الأقرب لقلبي.

وما أجمل لحظة فى مسيرتك؟

لحظة الفوز بالدورى بعد سنوات من الغياب كانت استثنائية، شعرنا حينها أننا نعيد أمجاد النادى من جديد، أيضًا لحظة حملى للكأس كقائد للفريق كانت حلمًا تحقق بعد سنوات من الانتظار، هذه اللحظات لا تنسى.

وهل تمنيت إنهاء مسيرتك بتجربة احترافية خارجية؟

نعم، وصلتنى عروض من ليبيا والخليج حتى فى الموسم الأخير، لكننى اخترت إنهاء المسيرة فى الزمالك، شعرت أن النهاية فى النادى الذى نشأت فيه ستكون أكثر احترامًا وكرامة، لم أرغب فى المغامرة بتجربة متأخرة قد تفقدنى هذه اللحظة.

من المدرب الذى ترك بصمة واضحة فى مسيرتك؟

الكابتن حسن شحاتة كان له تأثير كبير فى مسيرتي، كما أن المدربين فييرا، كارتيرون، وحلمى طولان كان لكل منهم بصمته، تعلمت من كل واحد منهم شيئًا مختلفًا.

وهل تؤمن بقدرة الجيل الحالى على استعادة البطولات؟

نعم، الجيل الحالى يمتلك عناصر مميزة، لكنه بحاجة إلى الثقة والاستقرار، المطلوب من الجماهير أن تصبر، ومن الإدارة أن توفر الأجواء المناسبة للعمل، الزمالك ناد كبير، وإن توفرت له الظروف، سيعود بقوة.

كيف ترى الهجوم الذى يتعرض له الزمالك من بعض رموزه بعد تعيين جون إدوارد؟

أشعر بالحزن الشديد، جون إدوارد ليس غريبًا عن النادي، وسبق له أن عمل فى ملفات مختلفة، وكان دائمًا يعمل فى صمت، تعيينه كمدير رياضى يجب أن يقابل بالدعم لا بالنقد، خصوصًا فى هذه المرحلة الحساسة، النقد لا بد أن يكون بناء، لا هدفه الهدم.

وما رسالتك لنجوم الزمالك؟

رسالتى واضحة: الزمالك فوق الجميع، ولا أحد أكبر من الكيان، إذا كانت هناك ملاحظات أو خبرات، فلتتقدم من داخل النادي، لا من خارجه، المرحلة الحالية لا تحتمل الانقسام، بل تحتاج إلى التكاتف.

وماذا عن تعيين المدرب البلجيكى يانيك فيريرا؟

لم أكن على علم بالقرار، فهو قرار مجلس الإدارة، لكننى سمعت عنه كثير ا من الأمور الإيجابية، وسيرته الذاتية تدعو للتفاؤل، علينا منحه الوقت والفرصة للعمل، أى مدرب يحتاج للدعم لا للمحاربة منذ اليوم الأول.

هل تحدثت مع اللاعبين بشأن دعم المدرب الجديد؟

نعم، تحدثت مع بعضهم، وأكدت على أهمية الاستقرار، النجاح لا يتحقق إلا فى ظل بيئة داعمة، والثقة بين المدرب واللاعبين أساسها الالتزام والتفاني.

وكيف ترى حظوظ منتخب مصر فى كأس أمم إفريقيا بقيادة العميد حسام حسن؟

متفائل، فالكابتن حسام حسن رجل صاحب شخصية قوية، ومحبته للمنتخب واضحة، وهذه النوعية من المدربين تبث الحماس فى اللاعبين، وهو أمر بالغ الأهمية فى بطولات مثل إفريقيا، التى لا تحسم دائمًا بالفنيات، بل بالإصرار والروح.

البعض يرى أن المنتخب ليس فى أفضل حالاته.. تعقيبك؟

الوضع ليس مثاليًا، وهذا صحيح، لكن الضغط أحيانًا يكون دافعًا قويًا، إذا استطعنا تحويل الانتقادات إلى حافز، ومع وجود جهاز فنى جاد، يمكننا الذهاب بعيدًا فى البطولة.

ومن اللاعب الذى تراه الأنسب لقيادة المنتخب حاليًا؟

محمد صلاح نجم عالمى قائد للمنتخب، بشخصيته، وتحمله للضغوط، وثبات مستواه.. كما أن لدينا لاعبين أصحاب شخصية مثل عمر مرموش، محمد الشناوى، ومصطفى محمد، هؤلاء قادرون على جمع الفريق حولهم. 

الاكثر قراءة