أكدت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وشركاؤها في الحوار أن إجراء انتخابات في ميانمار ليست أولوية في المرحلة الراهنة، مشددين على ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وبدء حوار سياسي شامل بهدف تهدئة الأزمة المتصاعدة في البلاد.
وقال وزير الخارجية الماليزي، داتوك سري محمد حسن، في مؤتمر صحفي عقب ترؤسه اجتماع وزراء خارجية قمة شرق آسيا الـ15، المنعقد في كوالالمبور، إن التركيز لا يزال منصبّاً على تنفيذ التوافق الخماسي لآسيان، الذي يشمل وقف العنف فوراً، وتقديم المساعدات الإنسانية، وإطلاق حوار سياسي شامل بين جميع الأطراف -وذلك وفق ما نقلته وكالة أنباء برناما الماليزية.
وأضاف: "الانتخابات ليست أولوية حالياً؛ الأولوية هي وقف إطلاق النار والتهدئة والحوار بين جميع الفصائل وأصحاب المصلحة".
وأشار محمد إلى أن "التوافق الخماسي"، الذي أقرته آسيان عام 2021، لا يتضمن إجراء انتخابات كشرط، رغم مقترح ميانمار الأخير لتنظيم انتخابات. وأوضح أن أية انتخابات تُجرى دون مشاركة جميع الأطراف ستزيد الأزمة تعقيداً وتُفاقم حالة عدم الاستقرار.
وقال: "لا جدوى من إجراء انتخابات جزئية... هذا لن يحل المشكلة، بل سيزيدها سوءاً".
كما أشار إلى أن آسيان، عبر رؤسائها المتعاقبين، قامت بتعيين مبعوثين خاصين للتواصل مع مختلف الجهات في ميانمار، سعياً للتوصل إلى التزامات أوسع بوقف إطلاق النار تشمل كافة أنحاء البلاد.
وأكد أن آسيان أبلغت المجلس العسكري الحاكم في ميانمار بوضوح أن أية مناقشة بشأن الانتخابات يجب أن تأتي بعد التنفيذ الكامل لبنود التوافق الخماسي.
وفي سياق متصل، أوضح محمد أن وزراء خارجية قمة شرق آسيا اتفقوا بالإجماع على صياغة عدة إعلانات جديدة تُعتمد في أكتوبر المقبل، في محاولة لتحويل الأقوال إلى أفعال ملموسة.
وقال: "كما ذكر رئيس الوزراء خلال افتتاح اجتماعات وزراء خارجية آسيان، لا نريد إصدار بيانات دون إجراءات ملموسة. نريد أن يكون لمنصة قمة شرق آسيا دور أوسع وأكثر فعالية".
تُعد قمة شرق آسيا منصة إقليمية رئيسية للحوار والتعاون في القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، وتهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار والازدهار في شرق آسيا. وتضم القمة 18 دولة، تشمل أعضاء آسيان العشرة، إلى جانب أستراليا والصين والهند واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وروسيا والولايات المتحدة.