تعد مدرسة الضبعة النووية نواة لاستخراج كوادر من أبناء مصر للعمل فى مجال الطاقة النووية، ويتم تدريب الطلاب داخل المدرسة على يد خبراء روس وأجانب، تمهيداً لإدارة المحطة النووية بمدينة الضبعة، فالخطط التى اتخذتها الدولة لإنشاء مدرسة الضبعة النووية فى مطروح هى إحدى الركائز الأساسية لسد احتياجات العمل بالقوى البشرية الماهرة والمدربة كى تتم الاستعانة بهم فى العمل بمجال الطاقة النووية.
اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، أكد أن البرنامج الزمنى الذى وضعته الدولة لإنشاء مدرسة الضبعة النووية واستقبال أول دفعة فى 2017-2018 جاء تزامناً مع وضع حجر الأساس لمحطة الضبعة النووية فى 31 أكتوبر 2017 ليتم تخريج أول دفعة مدربة فى عام 2022، لديهم من الخبرات الفنية والتقنية اللازمة للعمل بالمجال النووى، وهذا يمثل بداية العمل الفعلى لمشروع المحطة النووية الذى يعد من أكبر المشاريع لتوليد الطاقة فى مصر.
وأضاف «شعيب» أنه تم تعيين الدفعتين الأولى والثانية فور تخرجهم بالمحطة النووية والذى يتم تنفيذه بالتعاون مع شركة «روسآتوم» الروسية، مشيراً إلى أن المدرسة خطوة مهمة نحو تحقيق التنمية المستدامة فى قطاع الطاقة بمصر، حيث تُساهم فى بناء جيل جديد من المهندسين والفنيين المتخصصين فى الطاقة النووية، مما يدعم الاستراتيجية الوطنية للطاقة بمصر.
وبحسب محافظ مطروح فإنه عند الالتحاق بمدرسة الضبعة النووية تتوفر مجموعة متنوعة من الأنشطة التى تهدف إلى تنمية مهارات الطلاب وتعزيز تجربتهم التعليمية، وتشمل هذه الأنشطة الجوانب الأكاديمية والرياضية والثقافية والاجتماعية، مما يساعد على تطوير قدرات الطلاب بشكل شامل حيث يتم تنظيم مسابقات علمية وورش عمل ومشاريع بحثية فى الفيزياء والكيمياء والرياضيات، فضلاً عن الزيارات الميدانية وتنظيم الرحلات إلى محطات الطاقة النووية والمختبرات العلمية والمصانع لتوفير تجربة عملية مباشرة، وتشارك المدرسة فى مسابقات محلية ودولية فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
كما تضم المدرسة برامج وأنشطة تهدف إلى إشراك الطلاب فى خدمة المجتمع المحلى وتنمية روح العمل التطوعى وتعليم وتصميم وبرمجة الروبوتات، والمشاركة فى مسابقات الروبوتات وتنظيم دورات تدريبية وورش عمل فى لغات البرمجة المختلفة وتطبيقات التكنولوجيا، فالطالب قد يستطيع إصلاح أجهزة الحاسب الآلى بأنواعها والهواتف الحديثة، فالطلاب الذين يتم تدريبهم لديهم حماس غير عادى للتعلم الإلكترونى، ومنهم من نفذ محاكاة للمحطات النووية من خلال مشاريع يتم الإشراف عليها من قبل المهندسين والخبراء المتخصصين بهيئة الطاقة النووية، والمدرسة تساعد فى تعزيز الوعى البيئى من خلال أنشطة المحافظة على البيئة وإنشاء حدائق مدرسية ومشاريع زراعية صغيرة. وتحرص إدارة المدرسة على تشكيل فرق فى مختلف الألعاب الرياضية مثل كرة القدم، السلة، الطائرة، والسباحة، وتنظم بطولات ومسابقات رياضية لتعزيز الروح الرياضية والتعاون بين الطلاب. فهى تتبع برامج للحفاظ على اللياقة البدنية وصحة ونشاط الطلاب.
عمرو شحاتة، وكيل وزارة التربية والتعليم بمطروح، أوضح أن التعليم الفنى اكتسب أهمية كبرى كأحد السبل الرئيسية لتحقيق خطط وبرامج التنمية الشاملة للدولة المصرية، يعتمد على توفير بيئة تطبيقية للمناهج الدراسية تحاكى سوق العمل فى مختلف التخصصات محلياً وإقليمياً وعالمياً، بالإضافة إلى تأهيل الكوادر البشرية ورفع كفاءتها بما يتناسب مع التطورات المتلاحقة فى المجالات المختلفة، مع تشجيع ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، وذلك فى ضوء رؤية الجمهورية الجديدة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للتعليم قبل الجامعى. وأضاف أن المدرسة النووية الفنية بالضبعة تعد نموذجاً مميزاً لمدارس التعليم الفنى بمصر والتى تهدف إلى إعداد وتأهيل الكوادر الفنية من أبناء مصر للعمل فى مجال الطاقة النووية بشكل عام، وتم إنشاؤها بالتزامن مع مشروع محطة الضبعة النووية لتلبية الحاجة المتزايدة للكوادر الفنية المدربة فى هذا المجال الحيوى.
«شحاتة» أشار إلى أن المناهج والأنشطة تم وضعها بعناية لتساهم فى تنمية مهارات الطلاب الشخصية والاجتماعية والأكاديمية، مما يساهم فى إعدادهم بشكل أفضل لمستقبلهم المهنى والشخصى. ففى السنة الدراسية الأولى يتم تدريس المواد الدراسية الثقافية والعلمية. وفى السنة الثانية يتخصص الطلاب فى أحد التخصصات الثلاثة ميكانيكا أو تخصص الكهرباء أو الإلكترونيات، كما أن هيئة التدريس عبارة عن أساتذة من هيئة «المحطات النووية و الطاقة الذرية».
ولفت إلى أن الطلاب يدرسون اللغة الروسية بجانب اللغة الإنجليزية، وذلك للتعامل مع الخبراء الروس داخل المحطة النووية، وتبلغ مدة الدراسة بالمدرسة 5 سنوات، وتقع المدرسة بالكيلو 130 طريق مطروح-إسكندرية، مقامة على مساحة 8,5 فدان، بتكلفة إجمالية 70 مليون جنيه، منها 43 مليون جنيه تجهيزات للمعامل وورش العمل، و27 مليون جنيه إنشاءات، وتتكون من بناء تعليمى ضخم يضم 375 طالباً وملحقاً يضم 10 معامل و15 فصلاً و3 ورش عمل، على مساحة 3 آلاف و260 متراً، وملحق بالمدرسة «فندقان سكنيان» للطلبة والمعلمين على مساحة 11 ألفاً و580 متراً، مكونة من 5 أدوار صحية بسعة 436 سريرًا.
فى سياق ذلك، أوضح أيمن كامل الصاوى، مدير التعليم الفنى بمطروح، أن مدرسة الضبعة النووية تقدم تعليما متميزا، وهو تزويد الطلاب بالمعارف والمهارات اللازمة فى مجالات العلوم والهندسة والتكنولوجيا المتعلقة بالطاقة النووية، وتعليم الطلاب كيفية التعامل مع المعدات النووية بطرق آمنة وفعالة. وأضاف أن البرامج الدراسية متخصصة وتشمل مواد علمية كمواد الثانوية العامة وتقنية متقدمة تتعلق بالطاقة النووية وتدريبا عمليا حيث توفر الدراسة فرصاً للتدريب العملى داخل محطات الطاقة النووية والمختبرات المتخصصة.
ووفق «كامل» فإن إقبال الطلاب على الالتحاق بمدرسة الضبعة النووية كبير جدا يصل إلى 10 آلاف طالب من الحاصلين على الشهادة الإعدادية لنفس العام، وتم تحديد تنسيق مدرسة الضبعة النووية لعام 2024 والذى يتطلب حصول الطالب على مجموع لا يقل عن 260 درجة لأبناء محافظة مطروح، و265 درجة لباقى المحافظات، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون الطالب قد حصل على 90 فى المائة على الأقل فى مواد الرياضيات واللغة الإنجليزية والعلوم، ويجب ألا يزيد عمر الطالب على 18 عامًا فى 1 أكتوبر المقبل.
وأوضح أن الطالب يتقدم بمستندات تشمل شهادة الميلاد وصوراً شخصية وشهادة حسن السير والسلوك، بالإضافة إلى اجتياز اختبارات القدرات والكشف الطبى، ويتم اختيار 75 طالبا فقط من المتقدمين، 30 طالبا من أبناء مطروح، و45 طالباً من المحافظات الأخرى.
وقال «كامل» سيتم العام الدراسى القادم افتتاح المدرسة التكنولوجية التطبيقية بمحافظة مطروح بمدينة العلمين، وهى مدرسة فندقية بنظام الثلاث سنوات بتخصصات مختلفة وتقبل الطلاب من جميع المحافظات بمجموع 220 درجة، ومميزاتها تمنح شهادة دولية مطابقة للمعايير الدولية والتدريب العملى أثناء فترة الدراسة بمصانع وشركات الشريك الصناعى، مع توفير فرص للتعيين بتلك المصانع والشركات بعد التخرج، بالإضافة إلى صرف مكافآت مالية أثناء فترة التدريب العملى وتوفير الزى المدرسى.