رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

يوم استعادة الكرامة


27-6-2025 | 12:23

.

طباعة
بقلم: ماجدة محمود

ما أشبه اليوم بالبارحة، 30 يونيو يوم استعادة الكرامة للمرأة المصرية بعد عام من المعاناة فى عهد الإخوان من التهميش والإقصاء، وكل أنواع العنف ضدها، كراهية للشعب وخاصة المرأة لأنها وبدون تحيز كانت وقود الثورة، ومحرك أفراد الأسرة فى اتجاه إنقاذ الوطن ظهرت من خلال استهدافها من قبل الجماعة تارة بالتحرش والاغتصاب الجماعى فى قلب الميدان، وأخرى بتكميم الأفواه لإسكات أصواتهن خلال المسيرات ضدهم.

 

التاريخ يعيد نفسه عندما خرجت المصرية منذ أكثر من مائة عام مدافعة عن وطنها ضد الاحتلال الإنجليزى حبًا فى الوطن، الجدات «صفية زعلول، هدى شعراوى سيزا نبراوى» والشهيدات «حميدة خليل، شفيقة محمد وسيدة حسن» ضربن أروع الأمثلة فى التضحية بأغلى ما يملكن أرواحهن وظل نضالهن إلى أن تحقق الاستقلال وخرج العدو الإنجليزى دون أن ينال من الوطن.

وعلى نهج الجدات صارت الحفيدات وخرجن عندما استشعرن الخطر على بلدهن، ولكن هيهات، فالفرق كبير بين عدو خارجى أراد احتلال البلاد ونهب ثرواتها وبين عدو من بيننا أراد تغييب العقول واحتلال الأرض وعودة النساء إلى الحرملك والنيل من أبنائها.

المصرية هبت جنبا إلى جنب مع الرجال «زوج، أب شقيق وابن» متصدية دون خوف أو تراجع رغم كل ما تعرضت له من عنف واستهداف لها ولأفراد أسرتها، ولكنها لم تعبأ وقدمت الشهيد صابرة ومحتسبة.

تغير الهوية كان هدفا للجماعة وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة لم يقتصر على وأد النساء وتكميم الأفواه، بل امتد للسيطرة على المجتمع بالأخوات صاحبات العفة من خلال محاولات مستميتة لتمكينهن فكانت الهتافات والتجمعات أمام المجلس القومى للمرأة من أجل إلغائه وإعلان مجلس قومى للأسرة لولا صلابة وقوة وتصدى السفيرة «ميرفت التلاوى» وفريقها، حيث أطلقت وقتها مؤسسة الرئاسة مبادرة بعنوان «دعم حقوق وحريات المرأة المصرية»، والتى استهدفت الانقضاض على دور المجلس القومى للمرأة وإنشاء كيان موازٍ له لمحو تاريخه النضالى والعمل على تشويهه، إضافة إلى ادعاء جماعة الإخوان بأن «وثيقة منع العنف ضد المرأة» والتى أسفرت عنها الدورة (57) للجنة وضعية المرأة بالأمم المتحدة عام 2013 التى طرحتها الدكتورة «التلاوي»، بأنها مخالفة للشريعة الإسلامية وتتصادم مع مبادئ الإسلام وتهدم مؤسسة الأسرة فى الوقت الذى سعوا فيه لإضعاف عزيمة المرأة بتعديل بعض مواد قانون الأحوال الشخصية، والتى من بينها تخفيض سن الزواج «زواج الأطفال» فى انتهاك صريح لقانون حقوق الطفل وخفض سن الحضانة من 15 إلى 7 سنوات لانتزاعه من حضن الأم، انتقاما من النساء والدعوة لإجراء الختان للبنات ودعم هذا العمل بتوفيره بالمجان.

التهميش والإقصاء وصل إلى حد طمس تاريخ نضال المرأة المصرية من المناهج الدراسية، التاريخ الذى قارب على المائة عام باستبدال صورة المناضلة «درية شفيق» بصورة أخرى لأنها متبرجة ولا ترتدى الحجاب، تستبدل رائدة التنوير وصاحبة الفضل فى مشاركة المرأة فى العمل بالبرلمان بعد إقرار ذلك الحق فى دستور 1956م انتقامًا وتكريسا للتميز ضد كل النساء ليس هذا فقط، بل انتقام من فتيات المستقبل تم أيضا حذف صورة مجموعة من التلميذات من أحد المناهج الدراسية، لأنهن متبرجات واستبدالها بصورة أخرى لتلميذات مرتديات الحجاب، وكما ذكرت مر على المرأة عام من التهميش والإقصاء والانتقام لنزولهن الشارع إنقاذًا للوطن من مجموعة أرادت طمس هويته واستعمار شعبه، ولأن الله لا يضيع أجر الصابرين تحرر الشعب من العدوان الإخوانى.

بعدها وخلال عام من ترتيب الأوراق خرج الشعب عن بكرة أبيه مطالبا المشير عبد الفتاح السيسى بالترشح لرئاسة مصر وبالفعل أصبح «السيسى رئيسى» عنوانا للحرية والعودة إلى الحياة الطبيعية.

المرأة بكل فئاتها فى عهد السيسى تتمتع بكل الرعاية والاهتمام وفى جميع المجالات، حيث جاءت فى المقدمة المرأة المعيلة والغارمة والأسر الأكثر احتياجا، شاهدنا التخلص من العشوائيات والانتقال للعيش بالسكن الصحى الآمن، المشروعات القومية العملاقة من طرق ومساكن وجامعات كل هذه المشروعات امتصت العمالة العائدة من الخارج والتى قدرت بالملايين، مبادرة حياة كريمة لأهالينا فى قرى مصر، مبادرات صحة المرأة والكشف المبكر عن سرطان الثدى، وصحة المرأة الحامل وصحة الطفل وقبلهم مبادرة فيروس C، حماية الصغيرات من الزواج المبكر والختان والحرمان من الإرث بإقرار القوانين الحامية لهن من هذه الممارسات الضارة ضدهن، جهود المجلس القومى للمرأة وقتها برئاسة دكتورة مايا مرسى أفرزت إلى جانب مشروعات القوانين التى أقرت بالفعل، برامج وخططا لتدريب ودعم النساء من أجل تحقيق التمكين الاقتصادى لهن ليتمتعن بحياة كريمة وفقا للاستراتيجية الوطنية 2030 م والتى تضع التمكين الاقتصادى للمرأة فى مقدمة أولوياتها، أيضا تشكيل اللجان للعمل الجماعى مثال اللجنة الوطنية للقضاء على الختان، برئاسة المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للطفولة والأمومة، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف ضد المرأة، الجهود تتواصل والجميع وزارات ومؤسسات تعمل ليل نهار من أجل تحقيق الأمان والاستقرار للأسرة المصرية.

أذكر ما قاله الرئيس السيسى: «علينا أن نعمل على إعادة الصورة الحقيقية للمرأة المصرية حتى تحصل على ما تستحقه».. وفعلا نالت مكانتها بالتمثيل المشرف بالبرلمان والشيوخ وأخيرًا تمثيلها فى القوائم الانتخابية بنسبة 50 فى المائة تبوؤها مقاعد وزارية ومحافظ وتمثيلها فى كل القطاعات ومستشارة للرئيس، وآخر مفاجآت الرئيس السيسى للمصرية كان القرار بالسماح للقاضية بالعمل فى مجلس الدولة، الذى ظلت أبوابه مؤصدة أمامها لأكثر من 70 عاما ألم يقل الرئيس السيسي: المواقع القيادية التى وصلت إليها المرأة ليست تفضلا من الرجل عليها، بل بفضل جهودها»، وهذا اعتراف من الرئيس بما تبذله من جهد وعطاء بعد أن كان ينظر لها على أنها عورة.

وقال أيضا: «المرأة المصرية لعبت دورا واعيا فى مواجهة الإرهاب والتطرف خلال ثورة 30 يونيو وعلى الجميع أن ينحنى أمام جهودها»

وأقول على المصرية أن تفخر بهذا التقدير والتكريم وها هى تعيش أزهى عصورها تعيش عصرا ذهبيا من تحقيق الأحلام والطموحات المشروعة، وتوضع موضع اهتمام ورعاية ولمَ لا؟، وهى التى كانت وما زالت وستظل حارسة لأمن الوطن وأمانه..

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة