انطلقت هذا الأسبوع فعاليات الدورة الـ25 من بطولة العالم العسكرية للفروسية، والتى تُقام لأول مرة فى تاريخ مصر والمنطقة العربية، بمشاركة نخبة من الفرسان العسكريين يمثلون 20 دولة من قارات العالم، فى حدثٍ يرسخ مكانة مصر كقبلة نابضة للرياضة الدولية وقدرتها على استضافة الفعاليات العالمية باحترافية لافتة، وذلك تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى.'
احتفالية استثنائية شهدها نادى «كيان سيتى» للفروسية، التابع للأكاديمية العسكرية المصرية بالعاصمة الإدارية الجديدة، بُدِئت بمراسم استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى وسط هتافات الحضور، الذين تفاعلوا مع العرض العسكرى المهيب الذى نفذه طلاب الأكاديمية العسكرية، بينما رفرفت أعلام الدول المشاركة فى سماء النادى، معلنةً بدء فصل جديد من التنافس الشريف تحت شعار «الفروسية جسر للسلام».
بحسب بيان صادر عن المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمدالشناوى، فإن الحفل شهد تكريم الرئيس السيسى بمنحه العضوية الفخرية للمجلس الدولى للرياضة العسكرية (CISM)، إلى جانب تسليمه «وسام الاستحقاق» كأعلى تكريم يُمنح لرؤساء الدول، تقديرًا لدور مصر الرائد فى دعم الرياضة العسكرية عالميًا.
وتميز الحفل الافتتاحى بعرضٍ بصرى مذهل بتقنية الهولوجرام، نقل الحضور فى رحلة عبر تاريخ الفروسية المصرية منذ عهد الفراعنة، حيث جسّد العرض بطولات المحاربين المصريين القدماء وعلاقتهم الوثيقة بالخيول، والتى اعتُبرت رمزًا للقوة والنبل فى الحضارة المصرية.
كما أُتبع العرض بفيلم تسجيلى بعنوان «نظير صهيل من قلب التاريخ»، سلّط الضوء على تطور الفروسية العسكرية فى الجيش المصرى عبر العصور مع إبراز دور الخيول فى المعارك التاريخية.
ولم تُخفِ الجماهير دهشتها خلال العرض المسرحى التفاعلى الذى تخلله استعراض جوى لطائرات الدرونز، حيث نسقت 500 طائرة مسيرة لوحة ضوئية فى سماء العاصمة الإدارية، جسدت رموزًا فرعونية كـ«عين حورس» و«مفتاح الحياة» و«الجبّارة المصرية»، بتقنيات إضاءة ثلاثية الأبعاد، فيما انتهى المشهد بتشكيل علم مصر معزوفة النشيد الوطنى، ليعكس الحدث رسالةً مفادها أن مصرَ تجمع بين عبقرية الماضى وطموح المستقبل.
شاركت الفنانة يسرا والفنان يوسف الشريف خلال تقديم العروض الفنية التى قُدمت خلال حفل الافتتاح، وقالت «يسرا»: «نحن هنا فى الدولة المصرية الحديثة المحبة للخير والسلام، الخيل رمز الوفاء والشجاعة يضحى بنفسه من أجل صاحبه، لازم نفتكر أجدادنا إللى صنعوا الأمجاد والخيل دايمًا كان رفيق درب، وفى فجر التاريخ كان أحمس وجنوده بيتجمعوا علشان يفكروا إزاى يطردوا الهكسوس، وطور فكرة السلاح اللى الهكسوس احتلوا به مصر، واستعان بكل المهندسين لتصنيع عربة حربية حديثة، وكان أهم تعديل نقل العجلة إلى آخره ولكن فى الأساس كان اعتمادهم على الخيل المصرى الأصيل، وطردنا الهكسوس بفضل الخيل المصرى الأصيل، وانتصر أحمس وطرد الهكسوس وعادت الحضارة المصرية إلى أمجادها وعم السلام».
ومن جانبه، قال الفنان يوسف الشريف: «التحديات مستمرة وكل ما كانت التحديات كبيرة كل ما كان عندنا حكمة الفرسان، فسلام على كل الحكماء وكل الفرسان»، وأضاف «الشريف»، خلال الحفل: «التاريخ أثبت أن المصريين حماة لا غزاة، على مر الزمان، وكان الخيالة والفرسان دائمًا السطر الأول فى النصر».
وشاركت مغنية الأوبرا فرح الديباني، فى حفل افتتاح بطولة العالم العسكرية للفروسية، بأغنية «تهون حياتى فداكى يا مصر.. ومهما يجرى تحيا مصر»
وفى كلمته خلال الافتتاح، أكد الفريق أشرف سالم مدير الأكاديمية العسكرية المصرية أن استضافة مصر لهذه البطولة العالمية «ليست حدثًا رياضيًا عابرًا، بل تأكيد على مكانة مصر كقاعدة إقليمية للسلام والتعاون الدولى»، مشيرًا إلى أن العاصمة الإدارية الجديدة تمثل نموذجًا للتنمية المستدامة التى تتبناها الدولة، وأضاف: «نحن نسعى لبناء الإنسان رياضيًّا وثقافيًّا، لأن الرياضة أمن قومى يعكس قوة الدولة وتماسك شعبها».
وقال: «منذ تولى الرئيس السيسى مسئولية قيادة الوطن، تحوّلت الرياضة إلى مشروع قومى، وها نحن نحصد اليوم ثمار رؤيته بافتتاح منشآت رياضية تليق باسم مصر».
وأعلن «سالم» اعتماد نادى «كيان سيتى» كأول مركز دولى للإعداد والتأهيل للفروسية تحت مظلة المجلس الدولى للرياضة العسكرية، ما يُعزز مكانة مصر كوجهة لتدريب الفرسان عالميًا.
بدوره، أشاد العقيد نيلتون جوميز، رئيس المجلس الدولى للرياضة العسكرية (CISM)، بالتنظيم المصرى المتميز، وقال: «مصر قدمت للعالم دورة استثنائية تجسد مفهوم الرياضة المستدامة، حيث الجمع بين التكنولوجيا الحديثة والمعايير البيئية، كما أن البطولة فرصة لتعزيز الحوار بين الثقافات عبر رياضة تُعتبر لغة عالمية تجمع الشعوب.
تُقام المنافسات على مدار ثلاثة أيام، وتشمل خمس مسابقات رئيسية: القفز الاستعراضى، الترويض، السباقات الميدانية، قفز الحواجز، والثلاثى العسكرى، بمشاركة 120 فارسًا وفارسة يمثلون دولًا عربية وأوروبية وإفريقية وآسيوية، بينها المملكة العربية السعودية، الإمارات، قطر، البرازيل، فرنسا، إيطاليا، والمجر. وقد خضعت جميع الخيول المشاركة لفحوصات بيطرية دقيقة لتأكيد مطابقتها للمعايير الدولية، فيما أُعدت الإسطبلات بأحدث أنظمة التهوية والتغذية.
منذ اللحظة الأولى لاختيار مصر كمنظم للبطولة، تولت القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة والاتحاد المصرى للفروسية، كافة الترتيبات اللوجستية، بدءًا من تطوير نادى «كيان سيتي»، الذى يُعتبر أكبر صرح للفروسية فى الشرق الأوسط، وصولًا إلى تدريب المنتخب الوطنى، الذى حقق مركزًا متقدمًا فى النسخة السابقة.
لم تكن العاصمة الإدارية الجديدة مجرد مكان لاستضافة البطولة، بل كانت أحد أبرز عناصر الجذب، حيث اطلعت الوفود المشاركة على ما تضمه المدينة من بنية تحتية ذكية، ومنشآت رياضية متكاملة، ومساحات خضراء تصل إلى 40 فى المائة من إجمالى مساحتها، ما دفع العديد من المشاركين إلى وصفها بـ«مدينة المستقبل».
اختُتم الحفل بكلمة للرئيس السيسى أعلن فيها انطلاق البطولة قائلًا: «بسم الله الرحمن الرحيم.. على بركة الله يشرفنى افتتاح بطولة العالم العسكرية للفروسية رقم 25 لعام 2025.. بالتوفيق إن شاء الله» ، بينما انطلقت الألعاب النارية معلنةً بدء المنافسات التى يُتابعها ملايين المشاهدين عبر البث المباشر فى العديد من الدول.
المنافسات تُقام على مدار ثلاثة أيام، وتشمل خمس مسابقات رئيسية: القفز الاستعراضى، الترويض، السباقات الميدانية، قفز الحواجز، والثلاثى العسكرى، بمشاركة 120 فارسًا وفارسة يمثلون دولًا عربية وأوروبية وإفريقية وآسيوية
الفريق أشرف سالم مدير الأكاديمية العسكرية المصرية أكد أن استضافة مصر لهذه البطولة العالمية «ليست حدثًا رياضيًا عابرًا، بل تأكيد على مكانة مصر كقاعدة إقليمية للسلام والتعاون الدولى»
العقيد نيلتون جوميز، رئيس المجلس الدولى للرياضة العسكرية (CISM) أشاد بالتنظيم المصرى المتميز، لأن مصر قدمت للعالم دورة استثنائية تجسد مفهوم الرياضة المستدامة، حيث الجمع بين التكنولوجيا الحديثة والمعايير البيئية