رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

تعظيم واستثمار الحضارات


31-10-2025 | 18:00

.

طباعة
بقلـم: غالى محمد

موعدنا السبت، أول نوفمبر ٢٠٢٥، حين تتجه أنظار العالم إلى الحدث الحضارى العالمى، ألا وهو افتتاح المتحف الكبير.

وإذا كنت أختصر هذا الحدث العالمى، فى كلمة «افتتاح»، فالأمر يتجاوز تلك الكلمة إلى ما هو أكبر وأعمق من مجرد «افتتاح» إلى استرجاع وتنظيم حضارة مصر القديمة، حضارة مصر الفرعونية التى أبهرت ولا تزال تبهر العالم.

فبينما تشتد الصراعات والحروب فى أماكن عديدة من العالم، تشرق شمس الحضارة الفرعونية فى افتتاح المتحف الكبير، لتصدح بصوت السلام، دون النظر إلى صوت الرصاص والقنابل، مؤكدة خلود ومجد مصر- صانعة الحضارات.

 

يأتى افتتاح المتحف الكبير بالهرم الذى سيشهده العالم، فى الوقت الذى تنشر فيه مصر السلام.

ليس هذا فقط، بل سيجد المتحف الكبير بما يحويه من تماثيل ملوك مصر الذين حاربوا من أجل مصر ليتعانقوا فى هذا الافتتاح مع قادة مصر الآن، الذين يواصلون حمل راية الدفاع عن مصر المحروسة، وسط تحديات استطاعت مصر تجاوزها بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى.

قرون طويلة، وراية مصر شامخة عالية، لن تسقط حتى يوم القيامة، لأن مصر لا تعرف إلا حضارات تلو حضارات.

موعدنا السبت، أول نوفمبر 2025، سوف تولد عقود زمنية قادمة، يؤرخ لها بافتتاح المتحف الكبير، ليرى العالم، وتسمع كل الأجيال أصوات زئير ملوك مصر، وذلك فى الحفل الذى سوف يكون أسطوريا، يؤكد أصالة مصر التى تعلو بصوت الحق المبين أن الحضارات لا تُباع ولا تُشترى.

موعدنا السبت القادم، أول نوفمبر 2025، وقبل أن نودع هذا العام سوف نشهد تعظيم واسترجاع حضارة من أهم حضارات مصر التى لا يمكن استنساخها بمليارات الدولارات.

نعم، سيكون من حق كل المصريين، حتى الأطفال الذين لم يولدوا بعد أن يفخروا بافتتاح المتحف الكبير، ذلك الحدث، الذى يترقبه كل سكان الأرض العاشقين للحضارات، وليس مصاصو الدماء.

هذا الحدث الذى أدعو إلى استثماره، ليس لتحقيق مليارات الدولارات التى يمكن أن تتجاوز عوائد اقتصادية فى مجالات أخرى، ولكن أدعو إلى استثماره ضمن ما أطلق عليه «استثمار الحضارات».

وهنا سوف أتوقف عند هذا المصطلح الذهبى الذى تنفرد به مصر المحروسة؛ لأنى لا أعنى «استثمار الحضارات» اقتصاديا فقط، ولكن أدعو إلى استثمارها بمناسبة هذا الحدث الكبير فى ثقافيا بقوة مصر الناعمة واستثمارها سياسيا فى المزيد من نشر الوعى وتعميق الوعى لدى الأجيال الجديدة الحالية، وكل الأجيال القادمة على أرض مصر المحروسة.

نعم، لا أريد أن يمر هذا الحدث العالمى لافتتاح المتحف الكبير دون أن تكون هناك رؤية وطنية واستراتيجية لاستثمار حضارات مصر من كافة الزوايا؛ لأن مصر الدولة الوحيدة التى تملك كل هذه الحضارات.

وهنا أسأل مَن لديه مثل مصر هذا المتحف الكبير الذى يكون مع منطقة الأهرامات بعد تطويرها أهم منطقة لإعادة بعث الحضارة الفرعونية: من لديه مدن مثل أسوان أو الأقصر وغيرها، بكل ما فيها من حضارات؟

تلك الرؤية والاستراتيجية الوطنية لاستثمار الحضارات لا يجب اختزالها بهدف جذب الوفود السياحية من هنا أو هناك، وتحقيق عوائد دولارية، بل لا بد أن يكون هدفا أكبر وأشمل، لكى يعشق كل البشر الحضارات المصرية، لأنه متى تحقق ذلك، فسوف تتحقق عوائد اقتصادية من استثمار هذه الحضارات، تفوق عوائد صناعات بترولية وصناعات تكنولوجية متقدمة فى دول عديدة.

لابد وأن تكون هناك منصات عالمية للحضارات المصرية، تنتشر فى كل دول العالم لكى تحقق عوائد اقتصادية ضخمة، منصات عالمية غير تقليدية، تعتمد على أفكار ورؤى جديدة، تعيد زمن وأحداث هذه الحضارات من خلال آليات الذكاء الاصطناعى.

وهنا سوف أضرب عدة أمثلة:

ماذا يمنع أن تكون هناك منصة مصرية عالمية، تنتج فيديوهات تسترجع معارك ملوك مصر، مثل معركة أحمس ضد الهكسوس، ويتم تجسيدها بآليات الذكاء الاصطناعى؟

ماذا يمنع أن تكون هناك فيديوهات تجسد معارك رمسيس الثانى بالذكاء الاصطناعى؟

ماذا يمنع أن تكون هناك فيديوهات تجسد حياة بناة الأهرامات؟

ماذا يمنع، بعد هذا الحدث العظيم، أن نطور آليات وعمل الصوت والضوء، لتكون أكثر جاذبية، ربما يؤدى إلى تحقيق انتشار عالمى، وتكون هناك منصة عالمية لذلك، بحيث تحقق موارد اقتصادية ضخمة؟

ماذا يمنع أن تكون هناك اتفاقات دولية وتجارية لتسويق الحضارات المصرية فى أنحاء العالم، بحيث الأمر لا يكون مقصورًا على جذب الأفواج السياحية فقط؟

مهما تعددت الأسئلة، فقد آن الأوان بعد افتتاح المتحف الكبير، أن تكون هناك رؤية واستراتيجية وطنية لاستثمار الحضارات المصرية بشكل مبتكر، لتحقيق عوائد اقتصادية ضخمة.

وإذا تحدثنا عن الاستثمار الثقافى للحضارات المصرية، فأعتقد أن هناك فرصا ذهبية لإعلاء قيمة القوة الناعمة المصرية، ولا يوجد أهم من استثمار الحضارات المصرية لتحقيق هذا الهدف.

وهذا الجانب يحقق أهدافًا سياسية واقتصادية وثقافية، ويعلى مكانة مصر على المستوى العالمى خاصة بين الأجيال الجديدة فى مختلف الدول، وهذا قمة الاستثمار، أن تنتشر الحضارات المصرية على المستوى العالمى، وبشكل سوف يصب فى تحقيق عوائد اقتصادية من خلال الجذب المباشر للأفواج السياحية الآن وغدًا، وتحقيق عوائد ضخمة من جذب الشباب فى مختلف الدول إلى تلك المنصات التى تقوم بالتسويق للحضارات المصرية.

وإذا كنت أركز على الاستثمار العالمى للحضارات المصرية، فلا بد أن يتم استثمار هذه الحضارات على المستوى المحلى، ليس لتحقيق أهداف اقتصادية على المستوى المحلى، بل الأهم الاستثمار الثقافى وتحقيق الانتماء بين الشباب والأجيال الجديدة، خاصة بين طلاب المدارس والجامعات، وفى كل أنحاء مصر المحروسة.

موعدنا السبت القادم، أول نوفمبر 2025، مع الحدث العالمى لافتتاح المتحف الكبير، الذى يحقق تعظيم واستثمار الحضارات المصرية.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة