تتجه الأنظار داخل مصر وخارجها إلى الافتتاح المرتقب للمتحف المصرى الكبير فى الأول من نوفمبر، حيث تتأهب مصر لإطلاق حدث عالمى طال انتظاره، يمثل تتويجًا لسنوات من العمل المتواصل ونقلة نوعية فى أسلوب عرض وتوثيق الحضارة المصرية القديمة، وتجرى حاليًا الإجراءات والتحضيرات التى تتم بالتنسيق بين مختلف الوزارات والجهات المعنية للاستعداد ليوم السبت المرتقب، حيث يترقب العالم كله الحدث الثقافى الأبرز هذا العام وهو الافتتاح المنتظر للمتحف المصرى الكبير، الذى يعد أضخم متحف أثرى فى العالم، وواجهة جديدة تجسد عظمة الحضارة المصرية عبر العصور.
يشارك فى الحفل الأسطورى، نخبة من القادة العالميين، ووفود رسمية رفيعة المستوى، ووفقًا للترتيبات الرسمية، لن يكون المتحف متاحًا للزيارة العامة خلال الفترة من 1 إلى 3 نوفمبر، حيث تقتصر فعاليات الافتتاح على رؤساء وملوك الدول، وسفرائهم، ووزرائهم، وكبار المسئولين المصريين، على أن تفتح أبواب المتحف للجمهور اعتبارًا من 4 نوفمبر.
يتضمن الحفل الكبير بقيادة المايسترو ناير ناجى، وتأليف موسيقى من الفنان هشام زيدان، عرضًا أوركستراليًا ضخمًا يجمع بين 120 عازفًا مصريًا و78 عازفًا أجنبيًا، لعزف تنريمة «إيزيس» وتقديم رؤية موسيقية عالمية بطابع مصرى أصيل.
كما يبدو أن موسم انتعاش الحجوزات الخاصة بالجولات السياحية قد بدأ بالفعل، فقد سارعت كبرى منصات السفر العالمية إلى طرح برامج خاصة لزيارة المتحف المصرى الكبير بالتزامن مع اقتراب موعد افتتاحه، فقد أدرج موقع «Booking» برنامج جولة خاصة داخل المتحف لمدة 4 ساعات تشمل خدمة الإرشاد السياحى وسيارة خاصة، بسعر يبلغ نحو 5,600 جنيه مصرى أى حوالى 119 دولارًا، وفى المقابل، طرح موقع «Viator» التابع لشركة «Tripadvisor» جولة مماثلة لمدة 3 ساعات داخل المتحف بسعر 90 دولارًا، مع توفير خدمة التوصيل والإرشاد داخل المتحف.
وحول الاستعدادات فى كل أجهزة الدولة فهى تجرى على قدم وساق، فمن جانبها، أعلنت محافظة الجيزة الانتهاء من أعمال تطوير ورفع كفاءة طريق الفيوم بالكامل، وذلك ضمن الاستعدادات الجارية لافتتاح المتحف الكبير، وأوضحت المحافظة فى بيان لها، أن أعمال التطوير شملت أعمال الرصف والتجميل والإنارة، بما يضمن ظهور الطريق فى أبهى صورة استعدادًا لاستقبال ضيوف مصر والزائرين للمتحف المصرى الكبير.
وأكدت المحافظة أن طريق الفيوم أصبح حاليًا واجهة مشرفة لمحافظة الجيزة، بعد الانتهاء من تنفيذ أعمال التطوير التى غيّرت ملامحه بشكل كامل، فى إطار الاستعداد لهذا الحدث العالمى الذى تتجه إليه أنظار العالم، وأشارت المحافظة إلى أنها حريصة على إبراز الوجه الجمالى للمناطق المحيطة بالمتحف المصرى الكبير والطرق المؤدية إليه، بما يليق بمكانة المتحف كأكبر صرح ثقافى وسياحى فى العالم.
وشمل مخطط التطوير بمحيط المتحف المصرى الكبير، المنطقة الممتدة من ميدان الرماية مرورًا بطريق «القاهرة – الإسكندرية» الصحراوى وحتى مطار سفنكس، وكذلك طريق الفيوم، بالإضافة إلى الطريق الدائرى ومحورى المريوطية والمنصورية، وتضمنت أعمال التطوير رصفًا وتوسعة وتطويرًا شاملًا للطرق والمحاور المرورية، وزراعة آلاف الأشجار والنخيل، وتركيب أنظمة إنارة متطورة، وطلاء واجهات العقارات المحيطة، وتنفيذ مجسمات فنية لشخصيات تاريخية وفنية وثقافية ودينية مؤثرة.
وفى محافظة القاهرة، تسارع الأجهزة التنفيذية الزمن استعدادًا للحدث العالمى الخاص بافتتاح المتحف، حيث أكد الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، أن المحافظة أعدت خطة ترويجية لهذا الحدث بشكل يليق بمصر أمام ضيوفها من دول العالم، وشدد محافظ القاهرة خلال اجتماعه بنوابه والأجهزة التنفيذية، على ضرورة رفع كفاءة كافة خطوط سير الوفود القادمة لحضور الاحتفالية، وإبراز الوجه الجمالى وأعمال التطوير للمناطق والطرق المؤدية من القاهرة للمتحف المصرى الكبير.
وكشف محافظ القاهرة الدكتور إبراهيم صابر، تخصيص عدد من شاشات العرض ببعض الميادين لبث مواد ترويجية عن المتحف المصرى الكبير فى ميدان عبدالمنعم رياض، ورمسيس، وأعلى غمرة من كوبرى أكتوبر، وصلاح سالم - اتجاه المطار، وبجوار وزارة المالية - حى غرب مدينة نصر، وأعلى الجبلاية - كوبرى أكتوبر، وبجوار برج أم كلثوم، وأمام مطلع كوبرى 15 مايو بالزمالك، كما ستجرى عروض كرنفالية بالشوارع احتفالًا بهذه المناسبة.
ومن جانبه يرى هشام وهبة، الخبير السياحى، أن نسبة جاهزية المطاعم والمنشآت السياحية فى نطاق الأهرامات والمتحف تجاوزت 90 فى المائة، بحسب غرفة المنشآت والمطاعم السياحية، فيما يجرى حاليًا الانتهاء من بعض أعمال التطوير والتجميل للواجهات الخارجية وتحسين بيئة الخدمة المحيطة بالمتحف، استعدادًا لهذا الحدث العالمى، مشيرا إلى أنه بحسب تقديرات الغرفة، فمن المتوقع أن تصل نسب إشغال المطاعم السياحية إلى ما بين 80 و95 فى المائة خلال الأسابيع الأولى بعد الافتتاح، مع ارتفاع كبير فى الطلب على خدمات المطاعم المفتوحة على مدار اليوم.
وأشار «وهبة» إلى أن العديد من المطاعم الكبرى تستعد لإطلاق عروض وتجارب طعام فريدة موجهة للزوار الدوليين، تتنوع بين الوجبات التراثية المصرية فى أجواء موسيقية فرعونية والليالى المضيئة على ضوء الأهرامات، ما يجعل تجربة الزيارة مزيجًا من التاريخ والمذاق المصرى الخالص، موضحا أن التركيز الحالى لا ينصب فقط على زيادة السعة أو تطوير المطابخ، بل على تجربة الزائر بالكامل، بدءًا من الحجز والاستقبال وحتى التصوير والإطلالة، مشيرًا إلى تعاون وثيق بين شركات القطاع الخاص وهيئة المتحف المصرى الكبير لتطوير علامات تجارية مصرية راقية داخل محيط المتحف، بهدف جعل «الوجبة المصرية جزءًا من الهوية الثقافية» التى يقدمها المتحف للعالم.