تحتضن مدينة شرم الشيخ المصرية، غدًا الاثنين، قمة دولية تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن الإقليمي، حسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية.
وتأتي القمة عقب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، خلال محادثات استضافتها المدينة ذاتها، بوساطة مصرية ـ قطرية ـ أمريكية.
وجاء التوصل إلى هذا الاتفاق في إطار خطة طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، وتتألف من 20 بندًا، وهو ما يفسر الاحتفاء الأمريكي الكبير بها.
ومن المقرر أن تُعقد القمة برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة قادة أكثر من 20 دولة، في حدث وُصف بالتاريخي، إذ يشهد الإعلان الرسمي عن إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت لعامين.
وفي اتصال هاتفي جمع بين الزعيمين في أعقاب التوصل للاتفاق، وجه الرئيس السيسي الدعوة للرئيس ترامب للمشاركة في الاحتفالية التي سوف تُعقد في مصر بمناسبة إبرام اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، باعتباره اتفاقًا تاريخيًا يتوج الجهود المشتركة لمصر والولايات المتحدة والوسطاء في الفترة الماضية.
وفي المقابل، رحب الرئيس ترامب بالدعوة، مشيرًا إلى سعادته بزيارة مصر، خاصة مع كونها دولة يكن لها كل الاعتزاز والتقدير، حسب ما جاء في بيان صادر عن الرئاسة المصرية.
وإلى جانب الرئيس ترامب، فقد وجه الرئيس السيسي الدعوة إلى المستشار الألماني فريدريك ميرتس، والرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس، لحضور القمة في اتصالات هاتفية جمعت بينهما.
كذلك سيحضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث أعلن قصر الإليزيه أنه سيتوجه إلى مصر يوم الاثنين لإجراء محادثات حول تنفيذ الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في غزة.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أنه سيحضر الاثنين القمة الدولية بشأن غزة لمراسم توقيع اتفاق لإنهاء الحرب.
ومن أوروبا سيشارك أيضًا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني.
وعربيًا وإسلاميًا، تترقب مشاركة قادة ووزراء خارجية قطر والإمارات والأردن وتركيا والسعودية وباكستان وإندونيسيا وإيران.
وبينما لا يُعلم من سيحضر من الجانب الإسرائيلي أو سيكتفي بحضور الوفد المفاوض، فإن القيادي في حركة "حماس" حسام بدران أكد أن الحركة لن تشارك في مراسم توقيع الاتفاق مع إسرائيل، حيث إنها تتعامل عبر الوسطاء القطريين والمصريين، إضافة إلى الأتراك الذين انضموا مؤخرًا إلى جهود الوساطة.
اتفاق وقف إطلاق النار
وفي فجر الخميس، أُعلن عن التوصل إلى اتفاقٍ جديدٍ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك خلال مفاوضاتٍ غير مباشرة بين إسرائيل وفصائل فلسطينية تقودها حركة "حماس"، استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية، في إطار الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويُعدّ هذا الاتفاق الثالث من نوعه منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على القطاع؛ إذ تمّ التوصل إلى الاتفاق الأول في نهاية نوفمبر 2023 واستمر سبعة أيام، تلاه اتفاق ثانٍ في يناير 2025 دام نحو 58 يومًا، قبل أن ينهار كلاهما بسبب التعنت الإسرائيلي.
وأوقف هذا الاتفاق حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت لعامين ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، حيث أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 237 ألف شخص، فضلًا عن دمار هائل لحق بالمنازل السكنية والبنى التحتية، ومجاعة أودت بحياة مئات الأشخاص.