تحل اليوم ذكرى وفاة المخرج والمنتج الكبير محمد راضي، أحد أبرز صناع السينما الواقعية في مصر، والذي ارتبط اسمه بالأفلام الوطنية التي وثقت بطولات الجيش المصري في حرب أكتوبر، ليُخلّد اسمه كأحد المبدعين الذين مزجوا بين الفن والبطولة في آنٍ واحد.
وُلد المخرج محمد راضي في مثل هذا اليوم عام 1939 بمحافظة الغربية، وتخرج في كلية الحقوق عام 1962، قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للسينما حيث بدأت رحلته مع الإخراج، أخرج العديد من الأعمال المسرحية على مسرح الجامعة، إلى جانب مجموعة من الأفلام التسجيلية للتليفزيون، قبل أن يقدّم مجموعة من أبرز الأفلام الروائية التي تركت بصمة في السينما المصرية مثل: «الفراشة»، «المقيدون للخلف»، «الحاجز» (1969)، «الأبرياء» (1971)، و«أنا وابنتي والحب» (1972).
كان راضي أول من قدّم فيلمًا موسيقيًا استعراضيًا خاليًا من أي حوار من خلال فيلم «الفراشة»، كما قدّم أعمالًا تناولت قضايا الوطن والانتصار العسكري، فوثّق لحظات حرب أكتوبر المجيدة بعدد من الأفلام المهمة مثل «أبناء الصمت» (1974) و«العمر لحظة» (1978)، إلى جانب فيلم «وراء الشمس» الذي تناول قضية المعتقلات السياسية.
أما فيلمه الأشهر «حائط البطولات»، فقد انتهى من إخراجه عام 1999، لكنه مُنع من العرض لأكثر من 15 عامًا قبل أن يُفرج عنه أخيرًا عام 2014. وكشف راضي في أحد لقاءاته أن الفيلم واجه تضييقًا غامضًا رغم موافقة القوات المسلحة على إنتاجه، موضحًا أنه كان عملاً توثيقيًا ضخمًا شارك فيه عدد كبير من نجوم الفن، من بينهم فاروق الفيشاوي، مصطفى شعبان، حنان ترك، خالد النبوي، محمود ياسين، وعايدة عبدالعزيز، مؤكدًا أن «الضربة الجوية لحرب أكتوبر كانت بداية الفيلم».
كما أنتج محمد راضي عددًا من الأفلام المهمة مثل «أغنية على الممر»، «موعد مع القدر»، «فتاة من إسرائيل»، «حبك نار»، وتعاون خلال مسيرته مع كبار نجوم السينما، من بينهم الزعيم عادل إمام في تجربة رعب فريدة بفيلم «الإنس والجن».
نال المخرج الراحل العديد من الجوائز والتكريمات، من بينها تكريم وزارة الثقافة والمهرجان القومي للسينما في دورته الحادية عشرة عام 2005. كما أصدرت وزارة الثقافة كتابًا عنه بعنوان «محمد راضي.. فارس من زمن الصمت» تقديرًا