رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

وعى الشعب أسقط مؤامرات «الإخوان»


8-10-2025 | 19:47

.

طباعة
بقلـم: طارق أبوالسعد

عزيزى القارئ، صديقى المواطن، أعزائى الشعب المصرى، أكتب لكم وأنا منكم والرائد لا يكذب أهله، أكتب لأشد على أيديكم لمواجهتكم مؤامرات الجماعة «الإرهابية»، فلولاكم لما استطاعت الأجهزة المعنية القضاء على الإرهاب ولولا هتافكم العبقرى «مرسى مش رئيسى» لما تغير التاريخ وما حققت ثورة 30 يونيو 2013 أهدافها، ولولا تماسككم وإصراركم على طرد الإخوان لما استطاعت القيادة الحكيمة من استئصال الجماعة «الإرهابية» من الحياة الاجتماعية والسياسية، وما انتصرت فى حربها ضد الإرهاب، فصمودكم كان ملهما لرجالنا البواسل من القوات المسلحة، الذين ضحوا بأرواحهم من أجلكم، كما أقر وأعترف بأن وعيكم كان وسيظل الركيزة الأساسية وحائط الصد الأول فى معركتنا مع «الإرهابية».

 

علي الرغم من ذلك؛ أجدنى بل أجدنا جميعا بحاجة ماسة لتنشيط ذاكرتنا بجرائم «الإرهابية» التى ارتكبوها فى حق الشعب والدولة والوطن، وهذا التنشيط ليس سردًا لجرائم الاغتيال والتفجيرات وقتل أبنائنا الجنود، فهذا الثأر لا يمحى ولا ينسى، ونحن المصريين لا نفرط فى الدم ما حيينا.

لكن التنشيط الذى أعنيه وهو تذكير بالمؤامرات وليس بالجرائم، والمؤامرات التى استهدفوا فيها وهى وضمير الشعب المصرى، وتنشيطنا للذاكرة ليس ترفًا ولا تكرارًا، بل تذكير بأن الذئب لن يكون حملًا فى يوم من الأيام.

أذكرك يا صديقى، أن الجماعة منذ سقوط حكمها فى 30 يونيو 2013، لم تتوقف عن أمرين الأول محاولات إسقاط الدولة والنظام الحالى بكافة الوسائل، والثانى الاستعداد للعودة لحكم الشعب والانتقام منه لأنه ثار ورفض حكمهم، يريدون العودة بسياسة الأرض المحروقة، العودة ولو كل المدن مدمرة والبنية التحية منهارة يريدون العودة ولو على حطام الدولة ودماء الشعب المصرى.

أذكرك يا صديقى؛ أنك خضت تجربة مريرة مع الجماعة ولّدت لديك وعيًا سياسيًا واجتماعيًا ودينيًا متقدمًا، جعلك قادرا على إدراك خطورة ما تقوم به «الإرهابية» من حملات، مستغلين الأوضاع الإقليمية والأزمات الاقتصادية، ولكنك يا صديقى وعلى الرغم من قوة الماكينة الإعلامية الإخوانية أصبحت تميز بين المعارضة الوطنية والمتآمرين، لذا لم تنخرط معهم ولم تخدعك يومًا دموع التماسيح التى ذرفوها خوفًا على مصر والمصريين، إذا سأكتفى يا صديقى ببعض المؤامرات لإنعاش ذاكرتنا:

مؤامرة استغلال أحداث غزة وأزمات المنطقة

اعتادت الجماعة «الإرهابية» منذ نشأتها على استغلال الأزمات وتحويلها إلى أدوات دعائية، وهذا ما فعلته مع الحرب على غزة، فعلى الرغم من عدالة القضية الفلسطينية، ووضوح موقف الرئيس عبدالفتاح السيسى الرافض للحرب والتهجير، والمصريون يتحملون عبر التاريخ القضية الفلسطينية، ولذلك حاولت الجماعة اللعب على هذا الوتر الحساس فبدلًا من توجيه الغضب نحو الاحتلال الإسرائيلي، حاولوا توجيه غضب الشعب نحو الدولة المصرية وشخص الرئيس المصرى.

فقام إعلام «الإرهابية» بشن حملات تشويه ممنهجة على منصاتهم لتصوير الموقف المصرى على أنه «تخلٍ عن القضية الفلسطينية»، تحريفًا للحقائق الساطعة سطوع الشمس، فدورها كوسيط أساسى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، لا ينكره أحد لا فى فلسطين ولا دوائر اتخاذ القرار فى الكيان الإسرائيلى، ودورها فى استقبال الجرحى الفلسطينيين وتقديم آلاف الأطنان من المساعدات لا ينكره إلا نتنياهو والإخوان.

أذكرك يا صديقى أنهم انحازوا للدعاية الإسرائيلية ضد مصر، بأنها هى من تغلق المعبر وأيدوها ونشروها عبر لجانهم الإلكترونية، ليحرضوا المصريين ضد الدولة المصرية.

فقد رأيت بنفسك شاحنات المساعدات المصرية تعبر معبر رفح، ورأيت تعنت الجانب الإسرائيلى فى السماح للشاحنات بالمرور لغزة، سمعت بأذنك شهادات رؤساء دول كبرى تشيد بدور مصر وجهودها الدبلوماسية الجبارة لإنجاز صفقة تبادل الأسرى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل وتابعت بنفسك تصريحات مؤسسات دولية محايدة تشهد وتؤكد الدور المصرى لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين.

لكن دعنى أذكرك بدور الإخوان فترة حكمهم، حيث لم تقدّم الجماعة أى دعم عملى لفلسطين سوى الشعارات، ولعلك ما زلت تذكر رسالة «محمد مرسى» للرئيس الإسرائيلى بقوله (صديقى بريز)، متمنيًا لشعب إسرائيل دوام الاستمرار، وأظنك ما زلت أتذكر موقف «محمد مرسى» وموافقته على تهجير الفلسطينيين لسيناء تحت مزاعم كرم الضيافة وحق الفلسطينيين علينا وعلى مصر.

ثم اكتشفت يا صديقى بنفسك وبوعيك الوطنى أن الجماعة «الإرهابية» لم يكن يعنيها الشعب الفلسطينى ولا القضية الفلسطينية من الأساس، واكتشفت بنفسك أنها لم تقدّم يومًا مشروعًا عمليًا لدعم المقاومة، بل كل ما قدمته الشعارات والهتافات، وتشويه الدولة المصرية لحساب إسرائيل.

مؤامرة تعبئة الشارع أثناء الأزمات الاقتصادية

هل ما زلت تذكر استغلالهم للأزمات الاقتصادية التى تعرضت لها الدولة المصرية لأسباب خارجة عن إرادتها، وكيف حرضوا الشعب ضد الدولة ومؤسساتها، فعلى مدار أكثر من عقد وقنواتهم بثت تقارير يومية عن التضخم وارتفاع الأسعار، وربطها بـ»فشل النظام» واتهام الدولة بالتقصير وتصوير ارتفاع الأسعار أو التضخم وكأنه نتيجة مباشرة لـ«لاهتمام الدولة بالبنية التحتية» هل تحتاج أن أذكرك بحرب الشائعات المكثفة، التى نشروا فيها صورا وفيديوهات قديمة أو مفبركة عن حادث هنا أو هناك؟.

هل ما زلت تذكر حملاتهم بمشاركة المدعو محمد على للقيام بمظاهرات وإعادة الفوضى والانفلات الأمنى كحل للأزمة الاقتصادية، هل ما زلت تذكر أنك أنت من أفشل المؤامرة، فلم ينجحوا فى استقطابك فى مظاهرات تخريبية تحت غطاء «معاناة الناس»، نظرا لخبرتك المتراكمة التى جعلتك قادرًا لعلى التمييز بين أزمة اقتصادية عالمية وبين خطاب دعائى يريد إسقاط الدولة؟.

مؤامرة شائعات سد النهضة

هل تذكر كيف استغلوا أزمة سد النهضة الإثيوبى كسلاح سياسى وإعلامى للتحريض ضد الدولة المصرية، لم يقفوا يوما دفاعًا عن حقوق مصر المائية، لم يساندوا مصر فى المحافل الدولية، بل كل أنشطتهم كانت توظيفًا سياسيًا لإضعاف الدولة وتضليل الرأى العام..

هل ما زلت تذكر كم الشائعات والتهويل الذى شنّته اللجان الإلكترونية التابعة للإخوان للتشويش على أى جهود مصرية فى التفاوض أو التعاون مع الأطراف الدولية، هل ما زلت تذكر أنهم أشاعوا أن الدولة غير قادرة على حماية حقوقها المائية، مدّعين أن القاهرة «تنازلت» عن حصتها من مياه النيل أو أخفقت فى إدارة الملف دبلوماسيًا والهدف من هذا الخطاب هو ضرب الثقة الشعبية فى المؤسسات الرسمية؟.

هل تذكر كم الخوف والذعر لدى النخبة الذين تأثروا بشائعاتهم مثل: «مصر ستتعرض للعطش والمجاعة»، الأراضى الزراعية ستُدمر، المصريون سيدفعون ثمن السياسات الخاطئة، وأنك أنت وحدك من وقف ضد روح الإحباط والخوف والذعر وأنك جددت الثقة فى القيادة التى دارت الملف بحكمة؟.

صديقى.. لست وحدك فى الميدان

كل هذا كنت أنت البطل فيه لكنك لم تكن وحيدا، الإعلام الوطنى المصرى لعب دورًا محوريًا فى مواجهة هذه الحملات، ليس فقط عبر الرد المباشر، بل من خلال تقديم روايات موثقة بالبيانات والأرقام، على سبيل المثال، أطلقت الهيئة العامة للاستعلامات أكثر من تقرير دورى يوضح بالأدلة كيف تُدار منصات إلكترونية من خارج مصر لاستهداف الرأى العام الداخلي.

كما قامت كل الأجهزة المعنية بدورها، فى مكافحة الجماعة «الإرهابية»، وتفكيك سردية الإخوان وتفكيك تنظيماتهم «الإرهابية» وإحباط كل محاولاتهم الإجرامية لنشر ثقافة التشكيك والشبابية وعدم الثقة فى مصر قيادة وشعبا..

كما أن وسائل التواصل الاجتماعى، التى اعتمد عليها الإخوان فى البداية، تحولت إلى ساحة مضادة لهم. فالنشطاء المصريون صاروا يردون فوريًا على الشائعات. لتعكس أن الشارع ليس مجرد مستقبل سلبى للرسائل، بل طرف نشط فى المواجهة المعلوماتية، وأننا كشعب أدركنا أن بقاء الدولة الضمانة الوحيدة للاستقرار، وهى أولوية تفوق أى خلاف سياسى.

الشعب المصرى وهذيان «الإرهابية»

هنا لن أذكرك بجرائم أو مؤامرات الجماعة «الإرهابية»، فقط أذكرك كيف لا يرون الشعب المصري، فكم مرة وصفوه بأنه عبيد البيادة، وكم مرة وصفهم مفكرهم وجدى غنيم بأنه شعب نجس كافر لأنه فقط رفض حكم الإخوان، كم مرة تناولوا الشعب بالانتقاص والتطاول عليه فى برامجهم، كم مرة قالوا لا تعولوا على الشعب المصرى لأنه جبان، يا صديقى لا أحب أن أسرد ألفاظهم البذيئة تجاه أهلى وشعبى وإلا لامتلأت الصفحات بفحش قولهم، هل تتوقع يا عزيزى من جماعة ترانا بهذا السوء أنها تعمل لمصلحتنا، هل يعقل أنهم يهتمون بالشأن المصرى، ألم يحن الوقت للتوقف عن الاستماع إليهم والى قنواتهم..

أعلم أنك أصبحتُ يا صديقى أكثر حصانة ووعيًا، بعد متابعتك مباشرة للجهود التى تبذل لتحسين حياة المصريين، صحيح أننا لم نصل بعد إلى المطلوب، لكننا على الطريق وستصل يوما ما، فالدولة تحاول، والقيادة السياسية تبذل قصارى جهدها من أجل تسيير سفينة الوطن وسط بحر مليء بالعواصف والتفجيرات والمؤامرات، ولم تكن تنجح لولا وعيك ومساندتك، فلا تسمح بحائط الصد الأول أن يتصدع فهذه أمانيهم الكاذبة.

أدوات أهل الشر

هل ما زلت تذكر أن إعلام «الإرهابية» لم يترك مناسبة إلا وحاولوا من خلالها إظهار مصر وكأنها لا تقوم بدورها، سواء على الصعيد المحلى أو الإقليمى، فالجماعة «الإرهابية» تستخدم العديد من الأدوات الإعلامية ..دعنى أنشط ذاكرتك بها، القنوات الفضائية: مثل «مكملين والشرق ووطن» والمواقع الإلكترونية، والحسابات المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعى مثل «فيسبوك وتويتر ويوتيوب وانستجرام وتيك توك» لنشر الشائعات والأكاذيب، اللجان الإلكترونية التى أنشأتها الجماعة ومهمتها الأساسية نشر الشائعات والأكاذيب وفرض قضايا معينة على الرأى العام المصرى، التسريبات المفبركة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعى المتطورة لنشر التسريبات المفبركة التى تستهدف الشخصيات العامة والمسؤولين الحكوميين.

معركتنا القادمة

هل بعد هذا ما زلت بحاجة أن أذكرك أن قادة الإخوان يتلقون دعمًا ماليًا ضخمًا بما يقدر بملايين الدولارات سنويًا، لتحطيم دولتك وتبديد أمانك الذى بذلنا جميعا جهودا خارقة لاستعادتها من دعاة الفوضى ومحبى الشغب وتكسير وتحطيم المحلات، هل ما زلت بحاجة أن أذكرك أننا كشعب دفعنا ثمنا كبيرا للحفاظ على مؤسسات الدولة من الانهيار، ثمنا من دماء وأرواح آلاف الشهداء، ثمنا لا يمكن لجيل ما أن يفرط فيه، أليس هذا يدفعنا كشعب للمزيد من الوعى وتوريثه للأجيال التالية التى لم تشاهد جرائم ومؤامرات الإخوان «الإرهابية»، ألا يدفعنا كمجتمع ودولة لتوثيق مؤامراتهم وجرائمهم فى أعمال أدبية وفنية، ألا يستحق وعى الأجيال القادمة أن نقوم بثورة ثقافية ضد أفكار الإخوان وضد عودتهم؟.

إن معركة الوعى هى خط الدفاع الأول، والمصريون بوعيهم وإدراكهم لمصالحهم القومية، يثبتون يومًا بعد يوم أن حملات التشويه والدعاية السوداء مهما بلغت شدتها، لن تنجح فى اختراق الجبهة الداخلية، فأنت يا صديقى المواطن وقبل أى مؤسسة، من يواجه مؤامرة الإخوان «الإرهابية»، ويفضح استغلالهم للأزمات، ويحول دون نجاحهم فى الإساءة لمصر أمام الداخل والخارج.

 
 

الاكثر قراءة