رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

"واشنطن بوست": موافقة حماس على خطة ترامب تضع نتنياهو أمام اختبار حقيقي لإنهاء الحرب

4-10-2025 | 16:06

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

طباعة
دار الهلال

رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم السبت، أن موافقة حركة حماس على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام وتحرير جميع الرهائن الإسرائيليين تضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام اختبار حقيقي لإنهاء الحرب.

وأوضحت الصحيفة - في سياق تقرير إخباري - "إن نتنياهو كان قد صرح سابقا بأن إسرائيل ستنهي الحرب في غزة إذا أُعيد جميع الرهائن ونزع سلاح حماس، وعلى الرغم من تشكيك مسؤولين إسرائيليين ومستشارين حكوميين، في الأسابيع الأخيرة، في إمكانية قبول حماس بهذين الشرطين، جاء رد الحركة أمس ليغير المعادلة، بعدما أعلنت موافقتها على إطلاق سراح جميع الرهائن مقابل الدخول في مفاوضات بشأن الانسحاب الإسرائيلي من القطاع. 

وأضافت الصحيفة أن هذا التحول يضع نتنياهو أمام اختبار حقيقي بشأن مدى استعداده لإنهاء الحرب وفق شروط قد لا تتطابق تمامًا مع مطالبه السابقة لتدخل محادثات السلام في غزة مرحلة حرجة بعد قبول حماس جزئيًا لخطة ترامب.

وتابعت الصحيفة أن الجانبين أيدا خطة الرئيس ترامب للسلام لتحرير جميع الرهائن الإسرائيليين، لكن لاتزال هناك خلافات رئيسية حول كيفية انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.

وأشارت إلى أن إسرائيل واصلت قصف أهدافٍ في غزة صباح اليوم، وفقًا لما ذكره عاملون طبيون وصحفيون محليون، على الرغم من دعوات الرئيس دونالد ترامب لها بوقف حملة القصف "فورًا" بعد أن قبلت حماس بشروط خطته للسلام المكونة من 20 نقطة، ووافقت على إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين رهنا بمفاوضاتٍ مفصلة.

وأقر نتنياهو صباح اليوم بأن إسرائيل ستبدأ "التنفيذ الفوري" للمرحلة الأولى من خطة ترامب للسلام، لكنه لم يستجب لدعوة ترامب لوقف إطلاق النار.. وأكد مسؤولو الصحة مقتل خمسة أشخاص خلال الليل، ليصل إجمالي عدد القتلى إلى 66 شخصا خلال الـ24 ساعة الماضية، وفقًا لما ذكره زاهر وحيدي من وزارة الصحة في غزة.

ووفقا للصحيفة، فإن استمرار العنف يؤكد هشاشة عملية السلام التي تحظى الآن بدعم كل من إسرائيل وحماس في خطوطها العريضة، لكنها تدخل مرحلة حرجة حيث من المتوقع أن تبدأ مفاوضات مكثفة حول النقاط الدقيقة لخطة ترامب، التي ساهم نتنياهو بشكل كبير في صياغتها قبل الكشف عنها، والتي تطالب حماس بتعديل أجزاء منها.

وبموجب الشروط التي وضعها نتنياهو، لن ينسحب الجيش الإسرائيلي إلا على مراحل، وليس قبل أن تُلقي الحركة سلاحها.. ردًا على ذلك، أبدت حماس استعدادها لإطلاق سراح الرهائن، لكنها طالبت أيضا بالتزامات أكثر حزمًا من إسرائيل بشأن انسحابها العسكري، ومناقشة دورها في دولة فلسطينية موحدة مستقبلية، وهو ما قد يكون الأصعب على إسرائيل قبوله.

وفي بيان قصير قبل الفجر، أبدى نتنياهو استعداده للعمل مع ترامب، لكنه أعرب عن الانصياع لحماس، قائلاً: إنه "سيسعى لإنهاء الحرب وفقًا للمبادئ التي حددتها إسرائيل، والتي تتوافق مع رؤية الرئيس ترامب".

وأعلن الجيش الإسرائيلي تلقيه أوامر بـ"الاستعداد المسبق" لإطلاق سراح الرهائن، وأن حماية قواته أصبحت الآن أولوية قصوى.. وقال مصدر مطلع على الأمر "إن الجيش سيوقف غزوه البري لمدينة غزة وينتقل إلى العمليات الدفاعية فقط".

وبعد أيام من الضغط على حماس والتحذير على وسائل التواصل الاجتماعي من أن "الجحيم سيشتعل" إذا لم تقبل حماس باتفاقه بحلول مساء /الأحد/، بدا أن ترامب قد غير موقفه بعد قبول الحركة المشروط أواخر يوم الجمعة.. ففي رسالة على موقع "تروث سوشيال"، قال ترامب: "يجب على إسرائيل أن توقف قصف غزة فورًا حتى يتسنى إعادة الرهائن"، وأضاف: أنه يعتقد أن "حماس مستعدة لسلام دائم".

وقال جوناثان بانيكوف خبير شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي "إذا كانت حماس مستعدة حقًا لإطلاق سراح جميع الرهائن، فسيتعين على رئيس الوزراء نتنياهو، تحت ضغط من الرئيس ترامب وكذلك من غالبية الإسرائيليين الذين يؤيدون إنهاء الحرب على هذا الأساس، أن يقرر ما إذا كان ذلك لايزال أساسًا كافيًا وحده. 

وأضاف: "من شبه المؤكد أن نتنياهو سيشعر بخيبة أمل من بيان ترامب على "تروث سوشيال"، وسيشعر بالقلق من أنه يعيد فتح باب المفاوضات حول الاقتراح المكون من 20 نقطة، والذي اعتبره نتنياهو على الأرجح خيارًا إما القبول أو الرفض".
وفي غزة، نظر العديد من الفلسطينيين إلى التطورات بتشاؤم بعد فشل وقف إطلاق النار مرتين وحملة إسرائيلية استمرت عامين، وصفتها لجنة مستقلة تابعة للأمم المتحدة والعديد من الباحثين بأنها "إبادة جماعية".

وعندما انتهكت إسرائيل وقف إطلاق النار الأخير في مارس الماضي بعد اتهامها حماس برفض التفاوض بحسن نية، أمر نتنياهو بحملة عسكرية أشد وطأة وحصار دام شهرين، مما أدى إلى ارتفاع حاد في "وفيات الجوع" في أجزاء من غزة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة