أكدت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة السابقة والخبير الصحي الدولي، أن بناء منظومة سلاسل إمداد صحية مرنة لم يعد ترفا بل ضرورة وجودية لضمان الصمود والاستجابة السريعة للأزمات الصحية، مشيرة إلى أن جائحة كورونا كشفت هشاشة المنظومات العالمية المعتمدة بشكل أساسي وهو ما دفع كبرى الاقتصادات للتحرك نحو توطين الصناعات الدوائية وتقليل تكاليف الشحن.
وقالت زايد - في جلسة حوارية - على هامش فعاليات الدورة الخامسة من مؤتمر ومعرض EGY Health، ان مصر تمتلك مقومات استراتيجية تؤهلها لتكون طريقا محوريا لتقليل مخاطر النقل والشحن، وتقليص الاعتماد على القوى البشرية عبر الرقمنة والتقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن هيئات الدواء والشراء الموحد تلعب دورا مهما في صياغة سياسات شفافة تستند إلى الابتكار والحوكمة.
ولفتت الوزيرة السابقة إلى أن التعليم يسبق الصحة في سلم الأولويات، مشيرة إلى أن الاستثمار في الموارد البشرية والخبرات عبر الكورسات الأونلاين والتدريب المستمر هو الضمان الحقيقي لبناء كوادر قادرة على قيادة التحول.
كما دعت إلى تعزيز التصنيع المحلي للمواد الفعالة حتى تصبح مصر حلقة وصل طبيعية بين الصين والهند، مع التوسع في البحث العلمي والتطوير لإنتاج أدوية مبتكرة ومستلزمات عالية الجودة.
وأضافت أن تشغيل المصانع الدوائية المتوقفة وإعادة دمجها في السوق يمثل مبادرة حكومية واعدة تسهم في سد الفجوات وتقليل الفاقد، مؤكدة أن التكامل والشراكات بين القطاعين العام والخاص شرط أساسي لتحقيق استدامة النظام الصحي.
وأكدت زايد على أن العمل الجماعي المشترك هو السبيل الوحيد لمواجهة السياقات المتغيرة والضغط المتزايد على الموارد، مشددة على أن الهدف النهائي هو وصول الخدمة العادلة للمريض دون انقطاع أو تأخير.
ومن جانبها ، شددت الدكتورة آمال إمام الرئيس التنفيذي للهلال الأحمر المصري، على أهمية الدور الإقليمي لسلاسل الإمداد الصحية في دعم المجتمعات الأكثر احتياجا، مشيرة إلى أن الهلال الأحمر المصري لعب دورا محوريا في نقل المعونات الطبية إلى بعض الدول خلال الأزمات، مما يعكس قدرة مصر على حشد الجهود العابرة للحدود.
وأكدت إمام أن الأزمات كشفت عن تحديات كبرى في النقل والتخزين والتبريد، فضلا عن الحاجة إلى معايير جودة صارمة في المستشفيات الميدانية، موضحة أن الابتكار في الاستخدام المزدوج للأدوية دون سلاسل تبريد ونقل الدم عبر الحدود يمثل نقلة نوعية في إدارة الإمداد الصحي.
وطالبت بوسائل تخزين آمنة وفق المعايير العالمية ومتابعة التوزيع .