لا تحيدُ مصر عن طريقها ولا تقايض على ثوابتها.. القوي لا يفرض عليه أحدٌ اتجاهًا ولا يملي عليه قرارًا، ومصر قوتها شاملة لا تحتاج إلى إثبات أو برهان والدليل قاطع، والكلمة المأثورة المشهورة نقولها لكل من تسول له نفسه، "اللي عايز يجرب يقرب"، ليس من قبيل "التهويش" أو "طق الحنك"، ولكنه الأمر المحقق على الأرض الذي يعرفه العدو ومن يدعمه جيدًا.
مصر عصية أبية عزيزة، صخرة تتحطم عليها كل المخططات والمؤامرات، محفوظة من فوق سبع سماوات، قيض الله لها بطلا تحمل المسؤولية وصان العهد، وصار على صراط الوطن المستقيم، قالها البطل عبد الفتاح السيسي كلمة للتاريخ وتحديدًا قبل 6 سنوات في مثل هذا الشهر سبتمبر 2019، "العفي محدش ياكل لقمته"، وكأنه كان يبصر من بعيد المستقبل المنظور، ويدرك بحدسه وخبرته أن المنطقة مقبلة على سنوات من الغليان، ولن يكون فيها مكان إلا للقوي الذي يستطيع الذود عن أرضه وأمنه القومي.
سنوات مرت كان شعارها العمل والجهد والتحمل والصبر على المكاره حتى تكون مصر دولة عظيمة قوية لا يستطيع أحد -مهما كان- أن يقترب منها أو يمسها بسوء، دولة تمتلك مقدراتها وتحدد ثوابتها من منطلق الحفاظ على أمنها.. درس بليغ عظيم في محبة الأوطان والحفاظ عليها.
"حافظوا على بلدكم".. رسالة القوي الأمين الدائمة للشعب المصري، مدركا أن قوة الوطن لا تكون إلا بتماسك أبنائه وحفاظهم عليه.
أبصر القائد المستقبل من بعيد فأعد ما استطاع من قوة وتسليح يرهب به العدو امتثالا لمسؤوليته وأداءً للأمانة التي أقسم عليها.
منذ اللحظة الأولى وفي كل الملفات وعلى جميع الاتجاهات الاستراتيجية كانت ثوابت مصر واضحةً لا تقبل المساومة، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، يحكم ذلك قوة حكيمة منضبطة، لا تغامر ولا تقامر على مستقبل الوطن، ولا تنزلق إلى الصغائر، وتتعامل بشرف في زمن عز فيه الشرف.
كل ذلك كان في وجه مؤامرات تحاك ليل نهار، تعمل عليها دول وأجهزة لتقويض قدرة مصر، إدراكًا من العدو أن المحروسة ستبقى العقبة الكؤود أمام مخططاتهم التدميرية وجنونهم الإجرامي للسيطرة على المنطقة بأسرها.
حددت مصر ثوابتها وخطوطها الحمراء غير القابلة للتجاوز، وأعلنت صراطها المستقيم، الذي تسير عليه غير عابئة بأي تهديد، معلنة بكل حسم وقوة أن الخطوط الحمراء إذا فكر أحد في الاقتراب منها ستنقلب عليه نارًا موقدة لا تبقي ولا تذر، تحرق الأعداء وتحيل حياتهم جحيمًا.
أمن مصر القومي لا يقبل المساومة، ودفاع مصر عن الأمن القومي العربي والحفاظ عليه لا يقبل الجدل والمناقشة، رسالة القاهرة القوية واضحة نحن نقهر كل من يفكر في الاقتراب من حدودنا أو يتجرأ على ثوابتنا، هنا خط أحمر يحكمه صراطنا المستقيم الذي نسير عليه.
صراط مصر المستقيم كان حاضرًا بقوة في رسائل القائد البطل عبد الفتاح السيسي أمام القمة العربية الإسلامية الطارئة في العاصمة القطرية، الدوحة، رسائل نارية واضحة لا تحتمل أكثر من معنى، ولا تقبل القسمة على اثنين، كلمات مباشرة تصيب الأهداف بقوة ودقة، وتلقي الرعب في قلب العدو، ثوابت واضحة منطلقها القوة الحقيقية على الأرض، لا ينطق بها إلا قوي أمين على الوطن ومستقبله.