من جهة أخرى حاورت "المصور" الكابتن محمد مطيع؛ رئيس الاتحاد المصرى للجودو والايكيدو والسومو، حول بطولة آسيا المفتوحة ونتائجها، والاستعداد للبطولات القادمة والأولمبياد، وكواليس ترشحه وفوزه بمنصب رئيس الاتحاد الإفريقى للسومو، ونائب رئيس الاتحاد الدولى.
ما شعورك بعد التألق الكبير للجودو المصرى فى بطولة آسيا المفتوحة، وكيف تم الاستعداد لهذه البطولة؟
هو أولاً وأخيرًا توفيق من الله عز وجل، وهذه ليست البطولة الأولى التى نحقق فيها نتائج جيدة، لكننا نطمح فيما هو أكثر من ذلك الفترة القادمة، ونريد مزيدًا من الإنجازات، لا سيما أننا كمصر فى رياضة الجودو منذ سنوات ونحن فى منطقة بعيدة جدًا عن الإنجاز، "حتى شكلنا برة كان وحش"، كان معروف أننا لدينا مشكلات وخلافات، لكن الحمد لله عمر الجودو المصرى ما كان مستقر ولا يوجد لديه أية خلافات مثل الفترة الحالية، لأننا جمعياً لا نهدف لشىء سوى مصلحة اللعبة واللاعبين، وأول شخص قمت بتعيينه فى الاتحاد هو الأستاذ هشام مصباح "والذى كان مرشحا أمامنا فى الانتخابات" لأن الهدف من البداية هو مصلحة الاتحاد واللعبة، وأننا مستعدون للتعاون مع أى شخص يكون إضافة لتحقيق ذلك.
وكيف تستعدون لأولمبياد لوس أنجلوس 2028؟
أتمنى وأسعى أن نكون أفضل مما نحن عليه الآن، ولدينا الكثير لنفعله، ونحن لازلنا بعيدًا عن الحصول على ميدالية أولمبية، "أنا راجل مبحبش أضحك على نفسي، ولا أضحك على حد" بحيث منذ 4 سنوات تقريبًا لا يوجد لاعب مصرى واحد فاز بمباراة فى بطولة دولية، "مش مخدش ميدالية، لأ دة حتى مكسبش ماتش واحد" ونحن الآن تأهلنا للأولمبياد بلاعبين بصعوبة، أحدهما تأهل تأهيل مباشر، والآخر تأهل بالكوتة، وكل واحد فيهما لعب 15 ثانية فقط، بالإضافة إلى أن هذا الجيل تغير، وتم تبديله بجيل أخر، وهذا كله بالطبع له تأثير، إن جميع اللاعبين يعلمون جيدًا وأنه لا مكان للواسطة والمحسوبية، مثلما كان يحدث فى الماضى، وبالمناسبة هذا جعل هناك روح تعاون بين اللاعبين، لأنهم يعلمون أنهم سواسية، ولا أفضلية لأى منهم على الآخر، وفى الماضى كان هناك غيرة وفرقة بين اللاعبين بسبب التمييز والمحسوبية، وأنا أعلنت مطلع العام الجارى، أننا لدينا معيار للبطولات، أننا كاتحاد سنقدم الفرصة للاعبين، بحيث إعطائهم الفرصة للمشاركة فى البطولات الدولية، وفى حالة فوز اللاعب فيها، يضمن المشاركة فيها مرة أخرى، أيضًا قررنا عمل حافز لهم للدخول فى التصنيف الدولى، لأننا منذ سنة 2018 ليس لدينا ولا لاعب واحد ضمن أول 10 للتصنيف الدولى، ولذلك قررت أن أى لاعب يدخل ضمن الـ10 الأوائل عالميًا يتم صرف له 15 ألف جنيه شهريًا من الاتحاد كحافز، وهذا رقم كبير جدًا فى الجودو، خاصة أنه بدون رعاة، بشرط أن هذا ليس مرتبطًا بالحصول على بطولة «والنوم عليها» لكن استمرار حصد البطولات، وذلك لأننى كنت لاعبًا مثلهم، وأعى متطلباتهم وطريقة تفكيرهم، ولذلك نحن نعمل كل ما يمكن عمله للوصول لأفضل نتيجة.
ولماذا ترى أننا لازلنا بعيدًا عن الحصول على ميدالية أولمبية؟
الميدالية الأولمبية ليست سهلة، وليست نتيجة عمل سنة أو سنتين، بل عمل تراكمى، قد يتعدى 4 سنوات، وهى منظومة كبيرة لاسيما أن الرياضة بشكل عام، والجودو بشكل خاص يحتاج إلى أموال كثيرة، لأن العالم كله يتطور حولنا، ولديه الكثير من البطولات الدولية، يجب الاشتراك فيها لتحسين التصنيف، ويكون لزامًا علينا الاقتراب والاحتكاك بمن هم فى مستوى أعلى فى اللعبة، وهذه الأمور كلها تحكمنا فيها الأمور المادية، ونحن نعمل على تكسير العديد من الحواجز، وأحيانًا وزارة الشباب والرياضة تدعمنا، وأحيانًا أخرى تدعمنا الشركة المتحدة للرياضة.
هل ليس لديكم ما يكفيكم من الدعم المادي؟
أنا كنت فى اجتماع مع المدير المالى للاتحاد، والآن اتحاد الجودو المصرى رصيده 12 مليون جنية، وهذا يدعم البطولات الأخيرة التى تم تحقيق فيها إنجازات، والإنفاق على التدريبات والمعسكرات الخارجية، أيضًا قمنا بتسديد الضرائب والتأمينات المتأخرة بالكامل، والشيء بالشيء يذكر أن أكثر فترة كان فيها أموال فى الاتحاد كان فيه 3 ملايين جنية، والآن 12 مليونًا، وهذا شيء جيد، لكنه غير كافٍ، لأنه عند تحويل هذا المبلغ إلى دولار سيصبح 240 ألف دولار، وأقل لاعب للسفر للخارج يكلف الاتحاد مبلغًا كبيرًا، وعلى سبيل المثال الشهر القادم سيتم انضمامهم إلى معسكر فى اليابان لمدة شهر، 12 لاعبة ولاعبًا سيتم سفرهم، وبالمناسبة هذه الأعداد لم تكن تسافر وتشارك فى بطولات، والبنات لم تكن تذهب لأى بطولات فيما مضى، بينما الآن والحمد لله فى بطولة آسيا لدينا 4 بنات حصدن ميداليات ذهبية، منهن واحدة وهى صفا سليمان مصنفة رقم 3 فى التصنيف الدولى للناشئات، ولذلك الميدالية الأولمبية عبارة عن موضوع تراكمى.
ولدينا الآن لاعب ضمن التصنيف العالمى وهو عبدالرحمن عبدالغنى، وهو الحاصل على ميدالية ذهبية فى بطولة آسيا المفتوحة وهو رقم 14 فى التصنيف، ويسرى سامى رقم 16، وفى الحقيقة لكى أقول إننا دخلنا الدائرة الخاصة بالميدالية الأولمبية يجب أن نكون ضمن أول 5 للتصنيف العالمى، ولذلك الوصول إلى الأولمبياد لا يبنى على الأمنيات وحسب، وإنما على خطط وعمل دائم على أرض الواقع.
أيضًا نحن لا نعمل على أولمبياد لوس أنجلوس 2028 فحسب، ولكن لدينا لاعبين نعمل وفق خطة للتأهيل إلى أولمبياد 2032، ويسافران باستمرار مع الفريق الأول، وهما عبد الله حمدى 16 سنة وصفا سليمان 19 سنة، والاثنان نحن نسير معهما من الآن بالإعداد والتأهيل والخطة الموضوعة لهما؛ إن شاء الله هما فى أولمبياد 2032 وسيحصلان على ميدالية، ولذلك كما قلت إن الاستعداد للأولمبياد هو عمل تراكمى طويل، وليس سنة أو سنتين وحسب، وهو ما نفعله الآن، بحيث يتم العمل على 2032، حتى إذا كنت أنا غير موجود فى الاتحاد، لكن الخطة تسير بنجاح لوضعهما من الآن على الطريق الصحيح.
وكيف كانت كواليس النجاح فى بطولة آسيا المفتوحة؟
نحن لكى نسير بنجاح وضعنا خطة للمنتخب، أهم بنودها "اننا نوقف اللاعيبة على رجليها، لأنهم جايين من بعيد قوي" هم موهوبون، ومهارتهم جيدة، ولديهم قابلية للنجاح؛ ولكن لم تساعدهم الظروف، وخطط الإعداد الماضية، مما جعل لديهم أزمة ثقة فى أنفسهم، فبمجرد لعبهم فى الخارج مع أى جنسية تانية يجد أن مستواه بعيدًا عنهم، وهو منذ سنوات يتابعهم عبر الإنترنت والتليفزيون، ولا يوجد أى احتكاك بينهم، حاولنا تعويض ذلك بالمعسكرات الخارجية، والمشاركة فى البطولات المهمة، بحيث لعبوا فى بطولة إفريقيا، وبدأنا معهم البطولات بمستوى تدرجي، وبعد ذلك شاركوا فى بطولة آسيا المفتوحة، والحمد لله النتائج كانت جيدة، ومع ذلك أنا قلت للاعبين إن النتائج ليست جيدة، وأنهم لازال لديهم مستوى أفضل من ذلك لم يظهروه بعد.
كيف تم الترشح لرئاسة الاتحاد الإفريقى للسومو، وماذا استفادت مصر من ذلك، وخطتكم للفترة القادمة؟
فيما مضى اتحاد السومو كان مرتبطًا بالاتحاد المصرى، وهذا على مدار زمن طويل، لكن للأسف الشديد فى الفترة السابقة للاتحاد تم إفشال هذا الموضوع، ولذلك أخذنا الطريق الصعب كالعادة، بحيث عملنا جمعية عمومية للاتحاد الإفريقى للسومو، فى مصر، فى الإسكندرية، فى برج العرب على هامش البطولة العربية للجودو، حضرها 14 دولة إفريقية، وهى المرة الأولى التى يحضر فيها 14 عضو جمعية عمومية للسومو، وتم إجراء انتخابات، والحمد الله فزت بالتزكية، لأن مصر علاقتها جيدة بالاتحاد الإفريقى، وتم انتخاب النائب من السنغال وهو أيضًا رئيس اتحاد الجودو ووزير الدفاع السنغالى، والأمين العام من المغرب، وبالتالى أصبحت نائبًا لرئيس الاتحاد الدولى، لأن أنا فزت بها فى جمعية عمومية، أما لو كنت معينًا لا يمكن الحصول على منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي، ولكن المنصب جاء لأننى فزت به بالانتخاب عن طريق الجمعية العمومية، وبالمناسبة هذه المرة الأولى التى يتولى فيها مصريًا هذا المنصب.
وبالتأكيد هو مسئولية كبيرة على عاتقي، ولكن هو فى النهاية شيء جيد لمصر، بحيث تم استعادة مكانة مصر الإقليمية والدولية فى هذه الرياضة، ونحن كبار جدًا فى إفريقيا، وللأسف نحن بعدنا الفترة الماضية، وسعينا للقرب مرة أخرى، مثلما اقتربنا من إفريقيا كدولة، وبالطبع هذا شيء مفيد للعبة ولمصر، لأننا دائمًا فى مصر نعانى من عدم وجود أذرع لتطبيق سياستنا التى نريدها، والدفاع عن حقوقنا ولاعبينا، ولم يكن لدينا هذه الآلية، وأنا الآن عضو مكتب تنفيذى للاتحاد الإفريقى لأول مرة يحدث فى تاريخ مصر أن يكون بالاتحاد عضو مكتب تنفيذى من مصر، وبالتأكيد كل ذلك مفيد للعبة والاتحاد المصرى واللاعبين.
