أريد أن أصبح!.. أن أكون!.. أن يأتى كل شىء!.. أنتظر وأنتظر حتى تعود الأمور غير ما كانت عليه!.. الليل والمكان والنجوم والأحلام.. يوم جديد!.. فعل جديد!.. شخص جديد!.. أمر جديد.. ربما يصير كل حال غير ما هو عليه!.. حافة الطريق مكثنا باختيارنا.. هكذا نقنع أنفسنا!.. تعلمنا السؤال والتساؤل والتردد!.. تعلمنا الطاعة وقت أن يُطلب منا ووقت يعاندنا الهرب.. فى عجب نردد لكل شىء بداية ولما لم تأتِ النهاية!.. بفوز أو خسارة!.. وما نلبث أن نغدو النادمين على ما أضعنا!.
نتوه وتتقاذفنا الطرق وتشردنا على أرصفتها.. وتدفعنا بنهيها ممنوع التسكع هنا!.. فأرد متمردا!.. ويحك أنا الذى شخْت!.. لم يعد يعنينى التطفل أو التعلق بأمل يلتهم ما تبقى من عمرى!.. لم أعد أنظر لبعيد سوى بريبة وخوف وقلق أن تخدعنى قواى وطاقتى!.. كل شىء صار يلزم التكبير.. من غشاوة أو تضبيب أو رغبة فى التأكد من هول الحقيقة الصادمة.. عقوبة التقدم فى العمر أن نرى الأمور على حقيقتها رغم أننا أضعنا أعمارنا فى البحث عن ماهيتها!.
بقسوة تصفعنا.. بجبروت تسطع!.. تكتب وتسطر صفحات مازال الكثير منها فارغا!.. ألم فى الدرس ووجع فى العلاج!.. دواء من الداء.. من سم الحية نحقن بمصل غالٍ فى دمائنا.. مواجهين ما تبقى من هول سنين جردتنا من كل شىء وحرمتنا من أنين الفقد.
أشكو وما الشكوى إلا أحلام!.. أصمت لعجز الكلام!.. أثرثر من فرط الألم.. وماذا أرى؟!.. إذا كان بصيصا كان الوهم وإاذا كان الأمل كان الونس!.. أردد ألا من لوحة تزين الإطار وتمحو صمته!.. عناقا بوداع أو وداع دون فجأة!.. فكم خذلنى احتمالى دون فواق!.
حكايا وحكايا من حرمان.. مكنون ومكنون وأعطاف أثقلت الكتف الأهش!.. صراع وصراع وما زلت المتربص ليوم مرح.. أنا منْ تعذبت بأقوال.. لا تقترب!.. لا تنكسر!.. لا تكن!.. انطفأت واحتميت ومازال الإطار ينتظر المتنفس الواهم!.. ليحيى سواكن أضلعى بنظرة.. بلسان حال كأنى كنت!
ما عدت أعلم سوى الحيرة موطنا.. ربما أسعفنى الكلام.. تسرب الزمن من بين ثناياى.. تذكر وألم وعمر دون تلاشٍ.. وما زالت قرائن الغبن بالفضح تفصح رغم لواعج الصمت!
أسرى فى حياة المستحيل.. نشعر وتجتاح أنفسنا عواصف.. فنركض نلملم شتاتنا المبعثر.. نحرم نعمة السكون.. شهداء على أنفسنا حتى ولو أنكرنا!.. لا نملك الإرادة حتى وإن أسلمنا حالنا لغيرنا طواعية رغم امتلاكنا القهر!.. لكن خطوات الشيطان دائما ما نبدؤها.. نسلب ونطمع والخطأ خطؤنا؛ حتى ولو كنا ضحايا التغفيل مهما كانت قدراتنا الشخصية والعقلية وحتى الجهنمية فى مواجهة الآخر!.. فغالبا لا يقع إلا الشاطر!.. ربما لتفوق المحتال عليه وتمكنه من تجاوزه بطرائق وسبل فى رحلة الصراع الانسانى والتهامنا لبعضنا البعض مع تغير المصالح وإغراء المغانم!.. ولا نتعلم من أخطائنا ولا يتعلم غيرنا من أخطاء سابقيهم!.
اعتراض ومعارضة ونفاق ومحاولة كلٍّ أن يفقه.. قد يفقه أو لا يفقه رغم أن عليه أن يفقه!.. رحلات حياتية تختلف ما بين معبرة عن حالة وجودية عميقة أو سطحية وتافهة باختلاف القدرات العقلية والطموح الإنسانى.. ما بين بعض يميل للتأمل وخوض تجارب قيمة وآخر يسعى لمجرد العبور ولو بقوة الدفع.. وأخر يتطفل ليتحصل على تجربة وجودية.. كل يختلف فى الهدف والمسعى والسعى.. نسلك طرقا سامية وأخرى منحطة فى بحور الصنوف المختلفة.. قد يدفعنا الغور فى أسبار الحقيقة لجهالة الحدود.. باحتمال التماهى فى التأمل والروحانيات معتبرا نفسه ليس عابرا لطريق بل لرحلة اكتشاف الذات والعالم من منظور أسمى.. قد يكون بهدف تحرير الجسد من قيود شهوانية لهدف أسمى أو بهدف إراحة ضميره.. ورغم ضرورة التوازن بين الحاجات الإنسانية والروح.. إلا أنه قد يكون شهوانيا لا يهتم بعمق التجربة أو حتى بطبيعتها أو ملامحها أو تفاصيلها.
رحلة نقل فى صخب أو هدوء أو دون وسيلة عبور تمنح الراحة الكافية.. لكنك غالبا تتوق لهدف تتحمل فى سبيله المشقة والعناء.. أو قد تكون من الأناس الرافضين لأشكال المعاناة الجسدية والروحية دون الشعور أو الإحساس!.. فاللذة قد تجب كل المعاناة.. وبالطبع نتحدث عن المكسب القريب.. فالرافضون للمعاناة ليست لديهم مكاسب بعيدة المدى وليس لديهم صبر.. نختار أو نحتال أو ندفع لخوص التجربة.. نتلقى الهاوية أو نفلح بمرور لأخرى.. لنهاية كلٍّ يقف فى انتظارها بتساؤل ختامى هل كان الأمر يستحق؟!.
ربما يمهلنا الزمن استيفاء الإجابة وربما أدركها غيرنا!.. ونمضى جميعا فى حسابات متفرقة على مدار الرحلة.. ربما كنا الرافضين وربما كنا الواثقين.. فالحكم دائما غامض مؤجل فى نهاية الجلسة!.. قد يغيب الشهود ولم يتبقَ سوى الزمن شاهدا علينا!.. وربما كانت الحقيقة بعد انتهاء المحاكمة!.
كلٌّ تحت وطأة التجربة حيا وميتا.. يتمايل.. يترنح.. يُراقص الآخرين فى لوعة وأسى.. نحتال بالكلِم المزيف.. وننتظر لحظة المغادرة فى دهشة من كلمات تأتى متأخرة!.
دون حيلة يظل الانتظار بخرافات ووهم وربما كان الانتظار هو الحيلة لمنْ لا حيلة له!.. يرى الخيال فيتوه بلذة البعيد برجاء ربما يرنو؟!.. وربما جاء الأجل موعده ؟!.. أيما الأجلين يأتى؟!.. فالنهار والليل صارا متساويين.
بوحشة المسافات نرجو القرب!.. ربما كان التشاغل غير المجدى!.. فما زلنا المتمردين على واقع منحنا وهم الانتظار بوهم أمل ينازعنا فيه واهمين مثلنا!.. نرجو الخلاص فى وقت الزحام.. بحتمية الحياة ينبغى على الكل لغة الاختيار باحتياج يراوغ ويقسو محاولا التعلق بختام.. من بعد يأس فى خلاص من شهوات وانكسار من أيام تبخل.. بحنو وعطف ولو نظرة لمكسور.. ربما يرحم ويجبر الخاطر فى وقت كل من الحظ نال!.. ومن المطر ارتوى ومن النعم أغدق!.. فى حيرة يردد أكان حقا الكل منعما؟!.. أم هى نظرة الحاسد المحتاج؟!.. أم كان المخبأ من الكلمات ما ينتظر أن يفضح؟!.. وماذا يعنى أن تسير الكلمات تكشف؟!.. فما عادت ترضيه غير مصحوبة بفعل يحل محل الصمت.. بنور يشع وذهب لإطار عانى الصمت بأشياء غير الأشياء!.. بأحلام الكوابيس يفزع فصار يرضى بالنهاية أيا كانت!.. قدر ربما؟!.. مهما تعجل وانفعل لا يزال التأخير عنوان الشىء المنتظر!.. دون شىء يفعل فالأيام تفعل ما تشاء دون أن تتلفت !..
فصرنا المعلقين بالأشواق على الجدران بإطار فارغ لحلم من النصر والفرح.. بروز راية وغناء وعبور.. يبارك رحلة الشقاء والعناء.. بعضٌ ينال وبعضٌ منتظر!.. قسمة ونصيب تحل بكلٍّ وكلٌّ يمل بها!.
على ماذا نعلق الأحلام والصور على الجدران؟!.. خلود أم زهو بنيل لقطة الحياة لمحروم دفع للجنون؟!.. رغم امتثال الرضا بالخير والشر.. يمضى ويصعد سلم الحياة.. يمشى ويهرول مزاحما دون رحمة حتى النملة يعاندها فى سعيها!.. غير مسموح لها حتى بالفتات رغم دأبها الكؤود فى العمل.. يرددون حشرة تهدم الجدار!.. رغم شفق نبى الله سليمان أن يحطم موكبها أنتم المعاندون لها بالمزاحمة!.. فى غير تحية تمرون بتهم التهدم!.. وهى ما أخذت وما انتقصت من نهمكم الطامع، وما عبرت غير اليسير من بقايا طعامكم!.. أليست مخلوقا مثل الفراش والنحل؟!.. أم هى أنانيتكم الطامعة فى التلقيح والعسل؟!.
وهكذا علىَّ أن أمر وأبالى أخِذا حذرى.. ميتا يقصد الحياة من كل منْ أريد وأرى.. أقطع الطرق رغم انحنائها!.. أبتلع رهبة بعد رهبة فى غربة من كل محتال قريب مثل البعيد!.. ما أتعس حالى؟!.. لم أسلم من الدهس والسم!.. لا سند ولا كف غير نفسي.. لا كتف غير كتفى رغم هشاشته!.. أحمل المعطف الحنون مثل الهموم والألم!.. مواجها الهزيمة فى كل مرة، وما صاح أحد ببطولة لى رغم كل ما أقذف به!.. كل الظلام يصيبنى!.. كل الضجيح يحول غنائى رغم عذب صوتى!.. ما أحد يسمع ولا تصفيق أحوز!
أعاوِد المسير ماضيا.. هابطا.. صاعدا.. فما زلت فى اللاشعور دون الحس بى موجودا.. جميلا.. صادقا متى حل فى المكان يحصد صنوف الغيرة والغور دون ذنب!.
لوحة على الجدران تنتظر منْ يحميها.. رواية من الحب مرقد.. ربما حملت آفة الحب فى كل حكاية من هجر وظلم.. بلا شفاء ولا رفع لغرور من آفة ظلم بنى البشر.. وفىٌّ يموت شهيدا إيمانا بقضية خاسرة.. بقلوب دون العقول ترتكب الجريمة الأزلية.. لا نصل ولذلك لا نصل !.. نحمل الفتنة فى القلب والعقل والجسد.. نكذب ونقول نحمل رسالة منْ يبحث عن ماهيات الوجود!.. أية وجود ونحن غير الموجودين!.. كل رهينة وجوده المنفى!.. نتألم ونضحك ونتوه ونصبح فى مشهد معلق على الجدران.. رغم تعدد سطور الحكاية تحمل مشهد الدخول والخروج من نفس الباب فقط!.. لوحة خرساء بكلمات متأخرة.
