«مصر لن تتخلى عن القضية الفلسطينية».. أحد الثوابت المصرية التى تؤكد عليها مصر فى كل الأوقات والمواقف رغم العراقيل والعقبات التى تحاول دولة الاحتلال الإسرائيلى وضعها لتصفية القضية الفلسطينية من خلال حملة التجويع والإبادة الجماعية التى تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلى فى القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 وهو الأمر الذى تصدت له مصر بقوة وحكمة فشلت أمامها كل المخططات الإسرائيلية من خلال المساعى الدبلوماسية التى تقوم بها مصر على مدار الساعة كأحد المحاور التى تعمل من خلالها لمواجهة التعنت الإسرائيلى.
من جهة أخرى تعمل على مواصلة إرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع من خلال المؤسسات المصرية وعلى رأسها الهلال الأحمر المصرى ومنظمات التحالف الوطنى، حيث أطلق الهلال الأحمر المصرى الاثنين الماضى قافلة « زاد العزة.. من مصر إلى غزة» الـ 17، محملة بنحو 2300 طن من المساعدات، والتى تضمنت ما يزيد عن 2200 مساعدات غذائية ودقيق، وأطنان من المستلزمات الطبية والخيام، ومواد إغاثية لازمة يحتاجها القطاع، ويأتى ذلك فى إطار الجهود المصرية لتقديم الدعم الغذائى والإغاثى لأهالى القطاع.
وكانت قد انطلقت قافلة «زاد العزة.. من مصر إلى غزة»، والتى أطلقها الهلال الأحمر المصرى، فى 27 يوليو الماضى، حاملة آلاف الأطنان من المساعدات التى تنوعت بين: سلاسل الإمداد الغذائية، دقيق، ألبان أطفال، مستلزمات طبية، أدوية علاجية، مستلزمات عناية شخصية، وأطنان من الوقود، حيث يعمل الهلال الأحمر المصرى كآلية وطنية لتنسيق وتفويج المساعدات إلى غزة، على الحدود منذ بدء الأزمة حيث لم يتم غلق معبر رفح من الجانب المصرى نهائيًا، وواصل تأهبه فى كافة المراكز اللوجستية وجهوده المتواصلة لدخول المساعدات التى بلغت أكثر من 36 ألف شاحنة محملة بنحو نصف مليون طن من المساعدات الإنسانية و الإغاثة، وذلك بجهود 35 ألف متطوع بالجمعية.
وهو ما أكدت عليه الدكتورة مايا مرسى، وزيرة التضامن الاجتماعى، التى أطلقت نداءً إنسانياً من أمام معبر رفح لإدخال كافة المساعدات العالقة فى المعبر والمخزنة لدى الهلال الأحمر المصرى منذ عدة أيام، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمى للإنسانية، ليكون الاحتفال الحقيقى بهذا اليوم هو تخفيف معاناة أهلنا فى غزة، وإيصال الدعم الإنسانى إليهم كما يستحقون.
وقالت فى مؤتمر صحفى مشترك رفقة الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية، ورئيس مجلس الوزراء الفلسطينى الدكتور محمد مصطفى، إنه «منذ السابع من أكتوبر 2023، وعلى مدار ما يقارب 670 يومًا متواصلاً، لم تتوقف مصر عن أداء واجبها القومى والإنسانى تجاه قطاع غزة، رغم الظروف البالغة الصعوبة والتحديات الجسيمة».
وأضافت أن «الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، أثبتت التزامها الراسخ بمسئوليتها تجاه الأشقاء الفلسطينيين، إدراكًا منها لعدالة القضية الفلسطينية ومكانتها المركزية فى وجدان الشعب المصرى»، لافتةً إلى أن الدعم المصرى لغزة عبر العقود نهج أصيل وسياسة راسخة، وليس مجرد استجابة لأزمة.
كما أكدت وزيرة التضامن الاجتماعى، أن «مصر لم تغب يومًا عن دورها التاريخى، واستمرت قوافل المساعدات المصرية فى العبور إلى القطاع بشكل يومى ومنتظم، متحدية كل العقبات والتحديات، واتخذت الدولة خطوات عملية وملموسة لتخفيف المعاناة الإنسانية، تأكيدًا على أن التضامن مع الشعب الفلسطينى ركيزة ثابتة من ركائز السياسة المصرية، وموقف مبدئى لا يتغير»، لافتة إلى أنه من منظور إنسانى بحت؛ تجاوزت الجهود المصرية مجرد الوعود، بل ترجمت إلى مواقف وتدخلات حقيقية على الأرض.
كذلك، استعرضت «مرسى»، الجهود المصرية فى تقديم المساعدات للأشقاء فى قطاع غزة، وأولها تفويض الهلال الأحمر المصرى من قبل الدولة المصرية كآلية وطنية لتنسيق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستقبال المساعدات الإنسانية التى ترد عبر الموانئ البحرية والجوية والبرية المصرية منذ أكتوبر 2023، والتنسيق بشأن المساعدات مع المنظمات المحلية والدولية، مشيرة إلى أن الآلية الوطنية تهدف إلى ضمان الالتزام بالضوابط الإنسانية، وتسريع إجراءات دخول المساعدات، ومنع الازدواجية، وتنظيم المسائل اللوجستية، فضلًا عن وجود آلية للرصد وفرز كافة المساعدات.
وأضافت أنه «فى طريق الهلال الأحمر المصرى لتنفيذ عملية الإغاثة بشكل فعال، أنشأ لأول مرة مراكز لوجستية مجهزة ومخازن جمركية مؤقتة بالعريش لفحص الشاحنات وفرز وتعبئة وتغليف المساعدات وفقًا للمعايير الفنية المتفق عليها، كما طور لأول مرة نظامًا إلكترونيًا لتسجيل بيانات الشحنات وتكويدها والقيام بتتبع وضعها من لحظة استلامها حتى تسليمها».
وأشارت إلى أن مصر استخدمت مطار العريش الدولى كمركز لوجستى عالمى لاستقبال المساعدات القادمة من مختلف دول العالم، حيث استقبل المطار طائرات محملة بالمعونات من أوروبا، والولايات المتحدة، والدول العربية، ليتم بعد ذلك نقلها برًا إلى معبر رفح لإدخالها، كما سهّلت مصر دخول 550 ألف طن من المساعدات الإنسانية، منها 75 فى المائة مواد غذائية، و25 فى المائة مواد طبية وأدوية ومستلزمات طبية وإغاثية مثل الخيام والمفارش والبطاطين، مع تنفيذ 32 ألف عملية إسقاط جوى للسلال الغذائية لسكان القطاع، واستقبلت مصر الفرق اللوجستية والطائرات الإضافية المحملة بالشحنات، وكذلك السفن البحرية المحملة بالمساعدات الدولية.
ولفتت إلى أن الهلال الأحمر المصرى استقبل، بالتنسيق مع الهلال الأحمر العراقى- ناقلات بترول عراقية أسهمت مصر فى تخزينها وتنظيم دخول مشمولها إلى القطاع بما يعادل 10 ملايين لتر من النفط، فيما تم إدخال 209 سيارات إسعاف داخل قطاع غزة، وإقامة أربع مستشفيات ميدانية قام الهلال الأحمر المصرى بتصميمها وشرائها ونقلها، بالتعاون مع الهلال الأحمر الكويتى والفلسطينى.
كما أكدت الوزيرة أن الهلال الأحمر المصرى ينفذ فى المرحلة الحالية أفكاراً نوعية لتسهيل الأمور على الأشقاء فى غزة، حيث استجد الهلال الأحمر المصرى مركز الإمداد الغذائى والمطبخ الإنسانى لدعم غزة، وأدخل أكثر من 2 مليون وجبة مطهية، وما يزيد عن مليون وجبة ساخنة، وأكثر من 750 ألف وجبة جافة، كما تعاون الهلال الأحمر المصرى مع نظيره الفلسطينى فى إنشاء مخيمات إيواء بخان يونس استفاد منها أكثر من 10 آلاف مواطن.
وكشفت «مرسى» عن دفع مصر من خلال الهلال الأحمر المصرى فى يوليو 2025، بقوافل «زاد العزة» من مصر إلى غزة، والتى وصلت حتى تاريخ 17 أغسطس 2025 إلى 16 قافلة تضمنت حوالى 17 ألف طن من المساعدات، شملت 752 ألف سلة غذائية، و30 ألف رغيف خبز يوميًا من خلال المخبز الآلى الإنسانى بالشيخ زويد، إضافة إلى 4400 طن من الدقيق لأهلنا فى غزة، فيما استقبل الهلال الأحمر المصرى المساعدات برًا وجوًا وبحرًا من كل الموانئ والمعابر والمطارات، مع إطلاق قوافل للدعم الشعبى من خلال التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى والهلال الأحمر المصرى، لتسيير قوافل إغاثة ضخمة تضم آلاف الأطنان من المساعدات.