فى وقت تتصاعد فيه الأزمات الإنسانية فى قطاع غزة، تواصل مصر الإصرار على مواصلة دورها التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية بشكل يتجاوز حدود الوساطة السياسية، إلى قيادة حقيقية لمهمة إنقاذ إنسانية، بأفعال تسبق الأقوال، فالمشهد فى غزة بدأ يتغيّر، والأسواق تشهد انفراجة غير مسبوقة، حيث قوافل مصرية لا تتوقف، لاسيما أن القاهرة تصر على مواصلة إرسال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
قالت الدكتورة آمال إمام، المدير التنفيذى للهلال الأحمر، إن مصر أكثر دولة أدخلت مساعدات إلى قطاع غزة فى العالم، وإسرائيل هى من تعرقل دخول المساعدات»، مضيفة أنه رغم كل هذه المعوقات، هناك خلية عمل تواصل العمل ليلاً ونهاراً بهدف إيصال المساعدات إلى قطاع غزة، وهناك جهود كبيرة للعمل على إيصال هذه المساعدات على النحو الذى يضمن وصولها إلى أيدى الفلسطينيين فى القطاع.
«إمام»، أشارت إلى إطلاق مبادرة «لقمة هنية من مصر إلى غزة» كجزء من قوافل «زاد العزة من مصر إلى غزة» التى أطلقها الهلال الأحمر منذ 27 يوليو الماضى، مؤكدة أنه لا يتم الاقتصار على إرسال الدقيق بل يتم إرسال خبز طازج ووضعه داخل السلال الغذائية التى تنقل إلى القطاع، لافتة إلى أن الأسبوع الماضى، شهد إدخال 95 ألف سلة غذائية، تلبى احتياجات نحو نصف مليون شخص.
وعبرت مسئولة الهلال الأحمر، عن أملها فى أن تصل هذه المساعدات إلى الفلسطينيين داخل القطاع، مؤكدة أن الأولوية فى عملية إدخال المساعدات تكون للمواد الغذائية، كرد فعل رئيسى على أزمة نقص الغذاء الحادة فى القطاع.
كما أوضحت أن وتيرة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة تشهد العديد من التعقيدات، حيث تنتظر آلاف الشاحنات الجاهزة داخل المنطقة اللوجيستية قرب معبر رفح، فى حين تنتظر شاحنات أخرى فى شوارع مدينة العريش ومخازنها فى انتظار دورها للدخول وإفراغ حمولتها من مساعدات غذائية وطبية يحتاجها أهالى القطاع وسط أزمة جوع متفاقمة.
وثمنت «د.آمال» جهود محافظة شمال سيناء فى دعم جهود العمل الإغاثى والإنسانى للهلال الأحمر المصرى بالمحافظة باعتبارها المحطة النابضة لتدفق المساعدات إلى قطاع غزة، مشيدة بحسن التنسيق والتسهيلات المقدمة من الأجهزة التنفيذية بالمحافظة، والتى تسهُم فى تسريع وتيسير أداء المهام الإنسانية، مشيرة إلى سير العمل بالمراكز اللوجستية والجمركية المخصصة لتجهيز المساعدات إلى غزة بمدينة العريش، إضافة إلى مركز الإمداد الغذائى والمخبز الآلى داخل المطبخ الإنسانى المنوط بتجهيز الخبز الطازج إلى غزة.