حثت صحيفة /الجارديان/ البريطانية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إدانة خطة إسرائيل للسيطرة على غزة، التي وصفتها بأنها "عمل مُدمر يجب إيقافه".
وذكرت الصحيفة، في مقال افتتاحي، أن خطة إسرائيل للسيطرة على غزة ستكون عملا عبثيا مُدمرا، ولن تحل هذه الخطة أي مشكلة على الإطلاق، ولن تُؤدي إلا إلى تراكم مشاكل عسكرية وإنسانية وسياسية جديدة تُضاف إلى تلك التي نشأت بالفعل في الصراع، كما أنها ستُفاقم كل معاناة إنسانية، لذا يجب على حكومات العالم- وعلى رأسها الولايات المتحدة- بذل كل ما في وسعها لوقفها.
وقالت الصحيفة إن الخطة المُعلنة هي عملية للسيطرة العسكرية على مدينة غزة، موطن مليون نازح فلسطيني، سيتم إجلاؤهم قسرا، مرةً أخرى، إلى جنوب قطاع غزة خلال الأسابيع المقبلة.
وذكرت الصحيفة أنه من المؤكد أن توزيع المساعدات سيشكل اهتماما ثانويا، ويمثل تحديا لوجستيا، وغير كاف على الإطلاق لسكان يعانون بالفعل من سوء تغذية حاد.
وأشارت إلى أن إعلان الحكومة الإسرائيلية بهذا الصدد يترك الباب مفتوحا أمام مسألة ما إذا كانت العملية ستمتد لاحقا لتشمل قطاع غزة بأكمله.
وقد صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن هذه رغبته، ويبدو أن القرار الحالي بتقييد عملية الاستيلاء يعكس اعتراضات من قادة الجيش الإسرائيلي.
ولكن ليس هناك ما يضمن عدم حدوث عملية استيلاء أوسع نطاقا، فنتنياهو دائما ما يُصعد من وتيرة تحركاته، ومحصلة خياراته تؤدي إلى حرب أبدية.
وأضافت الجارديان أن الاستيلاء على غزة يُظهر مدى استهتار نتنياهو بتعميق عزلة إسرائيل السياسية طالما يحظى بدعم واشنطن، وقد أدانت حكومات أجنبية أخرى الخطة مثل بريطانيا التي قالت إنها ببساطة "خاطئة" و"لن تؤدي إلا إلى مزيد من سفك الدماء".
أما ألمانيا، ثاني أكبر مورد عسكري لإسرائيل، فقد فرضت حظرا على استخدام الأسلحة في غزة، وهي خطوة مهمة، ومع ذلك، من منظور الواقعية السياسية، فإن كل شيء يعود إلى الولايات المتحدة. وينبغي على ترامب إدانة خطة الاستيلاء على غزة ومجاراة الموقف الألماني، كما يجب على حلفاء الولايات المتحدة الإصرار على أن يفعل ذلك، بحسب الصحيفة.
وفي ختام افتتاحيتها، أكدت الصحيفة أن نهج نتنياهو ليس خاطئا فحسب، بل سيزيد الأمور سوءا، أسوأ بكثير على سكان غزة على المدى القصير بالدرجة الأولى، وأسوأ أيضا على الإسرائيليين على المدى البعيد. و يُنذر نتنياهو بكارثة لسنوات قادمة، وكلما أسرعنا في إيقافه كان ذلك أفضل.